السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا فتاة في الثلاثين من العمر، أعمل بسلك التعليم مخطوبة منذ أشهر، مشكلتي يا سيدة نور مع أختي، لأنّها قاطعتني، وحاولت أكثر من مرة أن أعرف السبب لكنّي فشلت، علما أنّها تكبرني ب5 سنوات، ولم تكمل دراستها الجامعية ولم تتزوج رغم تهافت الخطاب عليها في وقت مضى. أخبرتني والدتي أنّها تكرهني منذ الصغر، ولا تريدني أن أتزوج، لقد تعبت من هذا الوضع سيدتي نور، حتى أمي وأبي آذتهم من دون سبب. أصبحت كثيرا أخشاها، لأنّها دوما تتوعدني بالشر، فأنا لا أملك سوى الدّعاء لها بالهداية، فيبدو أنّها ليست طبيعية، لكن رغم ذلك أكتم هذا الأمر على الناس، وأخبرهم أنّها فتاة رائعة، لا أريد أن أشوه صورتها حرصا عليها. م/ البليدة الرد: عزيزتي؛ لقد أحسنت على صيانة سمعة شقيقتك، وشكرا لك على الإكثار من الدعاء لها بالهداية، وأرجو أن يكثر الوالدان من الدّعاء لها، فإن دعوتهما أقرب للإجابة، كما أرجو أن تحرصوا على عدم إشعارها بأي شيء يمكن أن يؤثر عليها، ومن الضّروري أن تعطوها جرعات كبيرة من العاطفة والإهتمام والرّعاية والإحترام، مع مزيد من الإحسان واللّطف في الكلام، ولا تنسي أن الناس جُلبوا على محبة من يُحسن إليهم. فإذا كانت هذه الأخت تكرهك منذ الصغر، فلا بد من معرفة الأسباب، لأنّه إذا عُرف السّبب بطل العجب، وقد يكون السّبب هو عدم وجود العدل في المنزل، وهنا لا بد أن ينتبه الوالدان لهذا الأمر، وقد يكون السّبب هو طريقتك في التعامل معها، وفي هذه الحالة لا بد من تغيير أسلوب وطريقة التّعامل، وإذا كان السّبب هو مجيء الخاطب لك فهذا من رزق الله وتقديره، ولا دخل لأحد في ذلك، ولكنّي أنصحكم بعدم الإكثار بالحديث عن الخطيب والزّواج في حال وجودها، لأنّ ذلك قد يزيد من نفورها. أنصحك بعدم إعطاء الأمر أكبر من حجمه، وأرجو أن يُعاونك والداك، مع ضرورة أن تكف الوالدة عن قولها هي تكرهك منذ الصّغر، كما أنبهك إلى ضرورة تشجيعها على القبول بالخطاب، إذا كانوا أهلا للزّواج. ردت نور