السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدتي نور أنا زوجة لأستاذ جامعي، يحبني كثيرا وأبادله نفس المشاعر، لكنني لم أستطع التأقلم معه لأنه يُصعب الأمور ويُدخل المنطق في كل التصرفات الحياتية، حتى أضحيت أيامنا كالمعادلة الرياضية، فهو يتبع قاعدة 1 زائد 1 يساوي 2 . والألوان عنده أبيض أو أسود ولا مجال للحديث حتى على ألوان قوس قزح، فلو لم أكن على قدر من العلم والمعرفة لما استطعت العيش معه، لأنه كثير التدقيق في الأمور، يحب النظام حتى في الأمور الحسية والمشاعر، فإذا لم يكن الوقت مناسبا عنده مثلا ليقول أحبك أو أكرهك فإنه لا يتفوه بهذه الكلمة مهما كانت الأسباب والدوافع، هذا على سبيل المثال. مشكلتي الحقيقة معه أن أخفى عني تلقيه لبعض الرسائل الالكترونية من معجبات، وكذلك أمر قريبتي التي تدرس بنفس الجامعة التي يعمل بها حيث باتت تلك الأخيرة تطاره لأنها معجبة به لكنه عرف كيف يصدها ويبعدها عنه. حجته أن هذا الأمر وذاك لا يهمني مادام لم يهتم به، وأن له الحق في إخفاء مثل هذه الأحداث لأن منطقه المزعوم ينص على ذلك. لقد تسللت الغيرة إلى قلبي فأنا لا أريد أن تتكرر هذه المواقف، فكيف أجعله يصارحني بمثل هذه الأمور خاصة أنني التمست منه التغير في الفترة الأخيرة وميله إلى قضاء أكبر فترة في الجامعة، بعد أن كان عكس ذلك، شوري علي سيدتي فأنا في أمس الحاجة إلى حكمتك وتجربتك. رشيدة / الشرق الرد: عزيزتي، إن الشك والغيرة أمر صعب جدا عندما يدخل إلى قلب الزوجة، إن ما فعله زوجك من تصرف أثار فيك الغيرة والشك، خاصة عندما أخفى عليك موضوع محادثته مع قريبتك بحجة أنه لا يريد أن يزعجك بهذا الأمر، ثم تطور الأمر ووجدت في بريده الخاص بعض الرسائل من الفتيات وقد أخفى عنك كل هذا لنفس السبب، فهو فهو لا يريد إزعاجك بأمور لا تعنيك ولا تؤثر على حياتكم. أتعلمين أن زوجك يفكر بطريقة منطقية من وجهة نظره، بمعنى أن هناك أنواعا من الرجال لهم طرق معينة في التفكير والتصرف وزوجك من النوع المنطقي العقلاني، الذي يتكلم فقط بالعقل والمنطق والأفكار والآراء والنظريات، إنه ذو رأي وفكرة معينة يتعامل مع الحياة و يتعامل مع الآخرين فقط من خلال العقل و الصح والخطأ، وهذا يجب وهذا لا يجب، يتعامل مع المرأة بشكل جيد عندما يقتنع بكلامها فقط، إنه رجل يحب التخطيط ويحب النظام ويحب أن يكون طريقه مدروسا ومخططا له، لا يتعامل إلا مع الأشياء والأشخاص التي تحقق له فائدة معينة مثلما فعل معك، حيث يرى أنه لا يجب أن يخبرك بهذا الأمر من وجهة نظره أنه لا يفيد ولا يؤثر، أرأيت عزيزتي نوعية زوجك لذلك أرى أن تتصرفي معه كالتالي: أن تناقشيه وتتحدثي معه بطريقة منطقية وذكية ولكن بهدوء وذكاء، وأظهري له براعتك في جذب انتباهه بطريقة كلامك بالأسلوب المنطقي الذي يحبه وينجذب له. أقنعيه بحديثك وبأفكارك وأن الذي يفعله لا يتناسب معه ومع مكانته الاجتماعية ونظرة الآخرين له. عزيزتي، أنصحك أيضا أن تراجعي نفسك أنت وتكتشفين النقص الذي حدث، و ألا تكوني غافلة عنه مما أدى إلى اتجاهه إلى خارج بيت الزوجية، حاولي أن تعرفي ما هو الفراغ الذي حدث في حياتكم، واملئيه من جديد بالحب واهتمام ورعاية. أعلم أنك زوجة ذكية وتعرف كيف تسترجع زوجها بشكل ناجح، لا تنسي أنه يحبك وأنت كذلك، فلا تدعي الغيرة تدمر حياتك وتجعل تفكيرك مشوش فكري بشكل هادئ وعقلاني لكي تكوني زوجة ناجحة. ردت نور