السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركانه أما بعد:: سيدتي الفاضلة نور، أحب أن أخبرك بأن المشكلة الوحيدة في حياتي، هي الرجال أخاف جدا من جنس آدم وأحاول دائما الابتعاد عنهم، مع العلم أني فتاة طبيعية أدرس في الجامعة وعمري 24 سنة، كما قلت لك مشكلتي أنني أكره الرجال جدا وأحتقرهم وأخاف منهم لدرجة أني أخشى الارتباط أو الزواج، لأن أهلي يحذرونني من الرجال والشباب خاصة أمي فهي تقول أنهم أنانيون و لا يجب أن يؤمن لهم. حتى الآن لم أستطع أن أحب أحدا، ما جعلني أقتنع بأني لست بحاجة لآدم، وفي نفس الوقت أحاول أن أحب، ولكني لا أستطيع حتى في الجامعة لا أتكلم معهم، وإذا نظر إلي أحدهم، أشعر بالخوف والارتباك لأنني لم أتكلم مع رجل من قبل، تصوري أن والدتي تهددني أنها إذا علمت أنني تكلمت مع شاب في الجامعة أو أي مكان آخر، سوف تقتلني وترمي بجثتي للكلاب المتشردة حتى لو بادلتهم التحية، وكأنني ارتكبت جريمة. فالمرة الوحيدة التي أحببت فيها شابا، كان متزوجا وهذا ما سبب لي الإحباط مع أنني أحببته بشدة ولم أحاول التكلم معه لأني أخاف الله فيه وفي أولاده وزوجته، وأحببت أخر لكني قتلت تلك المشاعر بداخلي، فأصبحت لا أستطيع أن أحب نهائيا وأخشى إذا ارتبطت بشاب لا أحبه فلا أعطيه حقه وأظلمه معي، وما يجعلني غيورة أكثر و يشعرني بالغضب أن كل قريباتي، وبعض زميلاتي عشن هذه العلاقات ومنهن من خطبت، هذا يجعلني أشعر بنقص وفراغ شديد ورؤية كل فتاة مع خطيبها تجعلني أتجرع المرارة والحزن، فأحاول إقناع نفسي بأني لست بحاجة لأي أحد وأن سبب مشاكل الدنيا، هم الرجال كما أقنعتني والدتي وجعلتني أكره الرجال. غنية/ تيارت الرد: عزيزتي، أنت لا تكرهين الرجال، لكنك فقط تخشين أمك وتخافين منها، فقد زرعت فيك كره الرجال، وأنت لم توضح لماذا تفعل ذلك وما سر هذا الكره الدفين للرجال، أعتقد أن والدك قد يكون سببا في ذلك ، لقد أخطأت بالطبع خطأ جسيم حين زرعت في نفسك كل هذا الخوف من الرجال، فهي لم تنجح في أن تجعلك تكرهينهم، لكنها نجحت في أن تخلق حاجزا نفسيا بينك وبينهم، وأبعدتك عنهم رغم إرادتك بدليل أنك أحببت شخص ما في يوم من الأيام، لكن لأن أمك كانت تقف حاجزا فقد كان الحب مجرد مشاعر في داخلك لم تر النور، و أنت الآن تشعرين بالحزن و الأسى لأن صديقاتك خطبن أو تزوجن وأنت تشعرين بأنك وحيدة، وهذا دليل آخر على أنك لا تكرهين الرجال وتشعرين بما ينقصك، وهذا ليس عيبا لأن الله خلق المرأة لتكمل الرجل ولم يخلقنا وحدنا في الكون بل خلقنا أزواجا وتلك هي سنة الحياة وسنة الله في الأرض، فلماذا تريد أمك مخالفة هذه الفطرة، ولماذا لم تخالفها هي وعاشت وحيدة بلا رجل ولم تتزوج وتنجبك، لماذا تريد أن تفرض عليك ما لم تطبقه على نفسها، قد يكون والدك أساء إليها أو أي رجل آخر، فلماذا التعميم، هل كل الرجال سيئين لأن واحدً كان سيئا، هل تمنعنا حوادث الطيارات والسيارات من الاستغناء عنها والسير على الأقدام لضمان السلامة، هل الخوف من الرجال والابتعاد عنهم هو الحل لمشكلة دفينة تعاني منها والدتك. عزيزتي لا زلت صغيرة ولازال العمر أمامك للحياة السوية السليمة والارتباط والزواج، فلا تندمي ولا تشعرين بالحقد من أحد أو على أحد، لأن حظك من الزواج لم يأت بعد، المهم أن تصححي المفاهيم الخاطئة التي زرعتها فيك والدتك فالرجال ليسوا أعداء تعاملي معهم على إنهم إخوة وأخوال وأعمام. أما مسألة الزواج، فلعلك تعرفين جيدا أن الرجل حين يبحث عن زوجة لن يبحث عمن تتوارى من الناس خجلا أو من تفر من الرجال فرار السليم من الأجرب، لكن الرجل يبحث عن الزوجة السوية التي تعامل مع الجميع باحترام ولا تتعامل معهم على أساس الجنس والنوع، فكيف عزيزتي لفاقد الشيء أن يعطيه، إنك تهربين من الرجال وفي قلبك حنين لعدم الارتباط وحسرة على نفسك، لأنك لم تصبحين مثل صديقاتك، أول الخطوات التي يجب اتباعها أن تنفي عن ذهنك تماما أن الرجال أعداء وأنهم سبب كل مشاكل الدنيا، اعلمي أن الرجل شريك المرأة في الحياة والكفاح، وتأكدي أن الرجل سند وعز وجاه خاصة إذا كان يتقي الله فيك، المهم قبل أن تفكري في الزواج صححي معلوماتك عن الرجال وتخلصي من كل الآثار السلبية التي شوهت فكرك وشتت ذهنك و أصابتك بما أنت عليه الآن، افعلي ذلك عن طريق قريب لك تثقين به عم أو خال أو قريب أو جار يكون رجل مؤتمن ومحل ثقة استوضحي منه كافة الأمور واسأليه الحقيقة، ولا مانع من أن تسألي أكثر من شخص، فلا تستقي معلوماتك الحيايتية من والدتك فقط ، فالله أعلم بالظروف التي دفعتها لأن تربيك على هذا النهج، وليس شرطا أن تكوني أنت أيضا نسخة طبق الأصل منها. ردت نور