السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: سيدتي نور، لي خالة كبيرة في السن حساسة جدا، تتكلم عن الغير وتذكر عيوبهم، لقد حدث واختلفت معها في بعض الأمور وتخاصمنا فترة من الزمن، وبعدها تصالحنا، لكّنها لا تزال تخفي شيئا في نفسها وكأنّها تريد الانتقام وتتصيد زلاتي وهفواتي وتضخمها، فصرت حذرة في التعامل معها حتّى لا تتصيد هذه الهفوات، وأتجاهل تصرفاتها الخاطئة معي. تتكلم بالسوء عنّي بحضوري أمام الناس وكأني عدوها اللدود، علما أنّها تكتم مشاعرها حيث يبدو عليها الحزن وليس لديها موقف، لأنّها تأخذ برأي من حولها حتى وإن كان خطأ، كثيرا ما تشتكي من عدم اهتمام أبنائها بها وبأنّها ضعيفة ومسكينة. احترت في التعامل معها، لأنّني أريد أن أفعل ذلك بالحسنى. سليمة/ ڤالمة الرد: الخالة يا عزيزتي بمنزلة الأم، لأنّ بها من الرأفة والرحمة والحنو على أبناء أختها، مثل ما يكون في قلب الأم، فإن ظهر في بعض الأحيان من تصرفاتها وأخلاقها ما قد ينافي هذا، فهذا يكون تحت تأثير الطباع، لكنه ليس هو الأصل في قلبها، ومن ثم فأنا أشد على يديك، من أجل الاجتهاد في برها والإحسان إليها بقدر الاستطاعة وإن أساءت إليك. فإذا كان حسن الخلق والصفح عن المسيء مطلوبا من الإنسان مع عموم الناس، فكيف مع أقرب الناس إليه كالخالة ونحوها، وكسب قلبها وهي في هذه السن أمر هين سهل، لذلك يجب أن تمتلكي قلبها فتحظين برضى الله عز وجل وثواب الإحسان إليها، ثم تحظين كذلك بدعواتها، فربما نفعك الله عز وجل بدعوة تصدر منها. عزيزتي؛ حاولي جاهدة إدخال السّرور عليها بالهدية والإحسان المادي، فإنّ للهدية شأنا عظيما في كسب القلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:''تهادوا تحابوا''، وهي في هذه السن تحب من يعتني بها ويُظهر اهتمامه وتذكره لها، وواضح جدا أنّها تعاني من بعض الإهمال من أبنائها، فكوني أنت من يسابق إلى هذا الخير بالإحسان إليها. عليك أيضا توقيرها ومدحها أمام الناس بما يليق بها من غير زيادة أو مبالغة، فإذا أظهرت احترامك لها وتوقيرك أمام الناس، فإنها ستشعر بمزيد من الحب لك، مما يُذهب ما في قلبها من نقمة عليك، و لا تنسي زيارتها، والاتصال بين الوقت والآخر من أجل السؤال عليها وتقديم ما تحتاجه من خدمة إذا كان بمقدورك من غير ضرر عليك، كل هذا سبب أكيد لنيل محبة خالتك هذه، ثم قبل هذا كله سبب لنيل محبة الله تعالى، فإن صلة الرحم من أعظم الأعمال، التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه سبحانه وتعالى، فإذا فعلت ذلك فإنّه عز وجل سيكلل جهودك بالنجاح ولن يخيب سعيك. ردت نور