اقتحم ليلة الخميس إلى الجمعة ثوار ليبيا مدينة غدامس الحدودية مع الجزائر، ودخلوها دون قتال، بعد أن تمردت كتيبة من كتائب القذافي، وسلم قائد الكتيبة نفسه للثوار، فيما غادر بقية أفرادها إلى أسرهم في مختلف مناطق ليبيا. الثوار استلموا الأسلحة والمعدات التي كانت بحوزة أفراد الكتيبة قبل أن يقدم عدد من سكان غدامس على حرق مقر كان مخصصا للتطوع والتجنيد للقتال مع النظام الليبي المنهار كائن وسط مدينة غدامس الليبية. وقد استلم الثوار كل المقرات الرسمية وقاموا بإنزال الرايات الخضراء التي ترمز لنظام القذافي أو ليبيا السابقة، ورفعوا مكانها رايات الثوار بالألوان الثلاثة، كما استلم الثوار رسميا مركز العبور للأراضي الوطنية من بقايا نظام القذافي، وأصبحوا يتحكمون في حركة العبور والدخول بين البلدين ليبيا والجزائر. وبعد أن رفعوا العلم الذي يمثل الثوار فوق مركز الحدود، ثارت مخاوف في الأوساط الليبية بغلق الجزائر لحدودها، بعد تصريحات قادة الجيش الليبي الجديد المتهمة للجزائر والمستفزة لها بخصوص الحرب على القاعدة، حيث اعتقد الليبيون أنه سيتم غلق الحدود إن سيطر الثوار على غدامس، فتراجع الثوار عن وضع الراية التي تمثلهم وأعادوا الراية القديمة لضمان تدفق المواطنين الليبيين لاقتناء حاجيات الأكل -حسب ما أكده شهود عيان ل''النهار'' في منطقة غدامس الليبية. بالمقابل؛ وبعد دخول الثوار لمدينة غدامس نزحت عشرات العائلات من المدينة صوب الأراضي الجزائرية، خاصة من قبيلة التوارڤ، وذكر شاهد عيان ل''النهار''؛ أنه رأى نحو 60 عائلة قادمة من غدامس، ووصلت إلى غاية القرية التي يقطنها التوارڤ وتابعة لبلدية الدبداب. قايد صالح في زيارة خاطفة للمناطق الحدودية تحريك عتاد وقوات من الجيش لتأمين الحدود مع ليبيا قام الفريق قايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الوطني الشعبي يوم الخميس، بزيارة خاطفة لولاية إليزي، استغرقت عدة ساعات وشملت كل من عين امناس والدبداب الحدودية مع ليبيا. وحسب مصادر خاصّة ب''النهار''؛ فإن قائد أركان الجيش الوطني، ونظرا لتسارع الأحداث في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي وحالة الانفلات الأمني التي تعرفها في هذه المرحلة بفضل المعاينة بنفسه لوضع قوات الجيش في الجنوب ومدى قدرتها على تأمين الحدود من أية محاولات تسلل للإرهابيين ومهرّبي السّلاح. وقد عاين الفريق قايد صالح موقع استحداث قاعدة عسكرية بمنطقة الدبداب الحدودية للمساهمة في حماية الحدود الوطنية والتصدي لنشاط التنظيمات الإرهابية، وهي قاعدة من بين 4 قواعد عسكرية جديدة بالجنوب في كل من ولايات أدرار وتمنراست، إضافة إلى غرداية، حيث كانت متابعة العمليات تتم من طرف قادة آخرين في قوات الجيش لمراحل الاستحداث، وفي هذه المرة فضل قائد أركان الجيش المعاينة بنفسه. كما شملت الزيارة معاينة تواجد الفرق العسكرية بالشريط الحدودي ومتابعة تحركاتها ونشاطها بمنطقة الدبداب المتاخمة للأراضي الليبية، حيث تبعد عنها مدينة غدامس اللّيبية بنحو 12 كم فقط. وقد عرفت المنطقة نهاية الأسبوع أيضا بالتزامن مع زيارة قائد أركان الجيش تعزيزات عسكرية مهمة وصلت من منطقة الشمال تتمثل في دعم بشري ودعم مادي تجلى في معدات مهمة وتجهيزات متطورة.