التلفزيون الليبي وهالة المصراتي في قبضة أنصار المجلس الانتقالي بعد مواجهات واشتباكات عنيفة استمرت أكثر من ستة أشهر بين المعارضة الليبية وقوات القذافي، تمكن الثوار من السيطرة على العاصمة طرابلس ليلة الأحد إلى الاثنين بعد أن واصلوا التدفق على العاصمة طرابلس خلال الأحد، لدعم عملية التحرير التي أطلقتها خلايا الثوار من داخل المدينة السبت، ولا تزال متواصلة، وسط مؤشرات بانهيار نظام القذافي، الذي تعرض مقره في بلدة العزيزية لقصف جديد من طائرات حلف شمال الأطلسي. * كان الثوار قد أعلنوا السبت انطلاق عملية تحرير طرابلس بانتفاضة بدأت من داخلها، وبتنسيق مع الناتو، وقد نشرت على الانترنت صور تظهر ثوار المنطقة الشرقية في طرابلس يعلنون بدء ما سموها "عملية فجر عروس البحر" لتحرير العاصمة الليبية. وعليه شنوا هجوما على طرابلس من محاور عدة وأطبقوا عليها من جهة البحر. ووصل الثوار أول أمس إلى الساحة الخضراء وسط طرابلس التي كانت الموقع التقليدي لتجمع أنصار نظام القذافي وأطلقوا عليها "ميدان الشهداء"، حيث لاقاهم المئات من سكان العاصمة واحتفلوا معهم بالسيطرة على طرابلس حاملين أعلام المعارضة ومطلقين صيحات التكبير وسط إطلاق نار كثيف في الهواء ابتهاجا. * * الثوار يسيطرون على ثكنة ويحررون عشرات السجناء * بدأ العالم العد التنازلي لطغيان القذافي بمجرد أن نقلت الوكالات عن مراسليها أن الثوار الليبيين سيطروا بعد ظهر أول أمس على ثكنة عند مدخل طرابلس، حيث استولوا على أسلحة وذخائر. وأوضح المصدر نفسه أن مئات من الثوار دخلوا حرم هذه القاعدة العسكرية الواقعة غرب العاصمة الليبية على طريق الزاوية، لافتا إلى أن هذه الثكنة كانت العائق الأساسي أمامهم على الطريق المؤدية إلى طرابلس. * ويحوط القاعدة العسكرية سور محصن يبلغ ارتفاعه عشرين مترا وهي تحوي أسلحة وقاذفات صواريخ غراد وأنواعا مختلفة من الآليات وصناديق ذخيرة. وتواصل دخول المئات من آليات الثوار إلى الثكنة بعد أن حرروا السجناء من سجن مية المجاور للثكنة. * وأجمعت أمس أغلب التقارير الإخبارية على أن ثوار ليبيا نجحوا في السيطرة على عدد من أحياء طرابلس من بينها تاجوراء ومنطقة سوق الجمعة، ونقلت التقارير عن مصادر الثوار وقوع أكثر من 100 قتيل في المعارك التي دارت في طرابلس. كما نقلت قناة "الجزيرة" عن محمد عبد الرحمن نائب المنسق العام لائتلاف السابع عشر فبراير تأكيد وجود انتشار تحركات الثوار في مختلف أنحاء مدينة طرابلس، وفق خطة بدأ في إعدادها منذ أسابيع. ومن جهته تحدث عضو المجلس الانتقالي عن طرابلس محمد الحريزي للقناة عن وقوع 123 قتيل في منطقة تاجوراء، فيما قال قائد للثوار للجزيرة إن الثوار في أحياء فشلوم وتاجوراء وبن عاشور يسيطرون على الوضع فيها بالكامل. * وأشارت القناة إلى أن الثوار في طرابلس تمكنوا من اعتقال 35 من كتائب القذافي في سوق الجمعة وتاجوراء، وأوضحت أن الثوار سيطروا على قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس. * المعارك تتواصل حول قلعة القذافي ومصير العقيد مجهول * تتضارب الأنباء لحد الآن بشأن مصير العقيد الليبي معمر القذافي، المتواري عن الأنظار منذ فترة، وعن المكان الذي يختبئ فيه. كما لم يعثر بعد على أي أثر لبعض أبنائه وأركان حكمه. ورغم ثلاثة خطابات متتالية على التلفزيون الرسمي صوتا لا صورة في أقل من 24 ساعة، فإن زعيم باب العزيزية السابق لاذ بالفرار -كما أكد الثوار- من حصنه الحصين. * وبينما صرح عدد من المتحدثين باسم الثوار بأنه ما زال بطرابلس، فقد رجح آخرون فراره لمسقط رأسه بمدينة سرت التي تبعد 400 كلم عن العاصمة. وقال محافظ المركزي السابق فرحات بن قدارة -في اتصال هاتفي مع الجزيرة من دبي بالإمارات- إن الأحاديث التي بثها التلفزيون الليبي للقذافي أول أمس مسجلة، وأنه ليس في طرابلس، مضيفا أن إعلاميي التلفزيون الليبي فروا، وأن كل ما يبثه هو برامج مسجلة. * * اعتقال سيف الإسلام والساعدي والثوار يستولون على منزل عائشة * أعلن مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، اعتقال اثنين من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي؛ هما سيف الإسلام، والساعدي، في العاصمة طرابلس. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين مصطفى عبد الجليل؛ إن هناك "أنباء مؤكدة" حول اعتقال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال عبد الجليل: "ثمة أنباء مؤكدة عن اعتقال سيف الإسلام القذافي. وهو في مكان آمن تحت حراسة مشددة، حتى يقدم إلى محاكمة عادلة". وفي الوقت نفسه نقلت قناة "الجزيرة" الفضائية عن الثوار الليبيين أنهم دخلوا منزل عائشة، ابنة العقيد معمر القذافي في بن عاشور، وسط العاصمة طرابلس.