وافق الحزب الحاكم في اليمن اليوم الأربعاء على تغييرات في خطة لتنحية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة أملا في إنهاء جمود أصاب الحياة في البلاد بالشلل وعزز متشددين يشتبه بوجود صلات تربطهم بتنظيم القاعدة، وتحدى صالح الذي يعالج في السعودية بعد محاولة اغتيال تعرض لها في جوان احتجاجات شعبية بدأت قبل شهور على حكمه المستمر منذ 33 عاما وأربك جهودا دولية تسعى لحل الأزمة. وأعطى صالح الضوء الأخضر الشهر الماضي للحزب الحاكم وهو حزب المؤتمر الشعبي العام لقبول تعديلات في خطة لنقل السلطة توسط فيها جيران خليجيون لليمن وتمت الموافقة عليها بعد مناقشات استمرت يومين، وقال عضو في الحزب حضر المناقشات ولم يذكر إسمه توصنا إلى إتفاق بصعوبة كانت هناك عناصر متطرفة عارضت الخطة. وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية أن تمنح الإضطرابات في اليمن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الفرصة لشن هجمات في المنطقة وخارجها، وحثت واشنطن والرياض صالح على توقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة وهي برنامج تم تعديله عدة مرات، وبدا أن المبادرة فشلت بعد تراجع صالح ثلاث مرات في اللحظة الأخيرة عن توقيعها وتقضي التعديلات التي وافق عليها حزب صالح أن ينقل الرئيس اليمني سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي بعد توقيع الإتفاق لكنها تمنحه ثلاثة شهور ليتنحى رسميا عن السلطة بخلاف خطط سابقة إشترطت أن تكون المهلة 30 يوما. وبعد ترك صالح السلطة تجرى الإنتخابات وتشكل المعارضة حكومة وحدة مؤقتة لفترة إنتقالية تستمر عامين يظل هادي فيها رئيسا مؤقتا لليمن، وتعمل الحكومة اليمنية خلال الفترة الإنتقالية على وضع مسودة دستور جديد وإجراء حوار مع جماعات متمردين مثل الحوثيين في الشمال والإنفصاليين في الجنوب. وتتطلب الخطة الجديدة أيضا إعادة هيكلة الجيش اليمني في غضون ثلاثة شهور من توقيع صالح للإتفاق، وتسيطر عائلة صالح في الوقت الحالي على القيادة العليا للقوات المسلحة ويترأس أحمد علي صالح إبن الرئيس اليمني والذي تخشى المعارضة أن يتم تهيئته ليخلف والده في الرئاسة قوة الحرس الجمهوري. وبعيدا عن طاولة المفاوضات قال مسؤول محلي أن القتال إشتد في جنوب اليمن حيث يسيطر مقاتلون يعتقد أن صلات تربطهم بتنظيم القاعدة على ثلاث بلدات على الأقل، وأضاف مسؤول يمني أن طائرات حربية قصفت معاقل يشتبه بأنها للمتشددين في محافظة أبين الجنوبية المضطربة يوم الأربعاء مما أسفر عن مقتل الكثيرين بينهم مدنيون في مدينة جعار ولم يتمكن من تقدير عدد الضحايا. وقال ساكن أنه أحصى 24 غارة جوية على المدينة وأن السكان يغادرون بأعداد كبيرا للفرار من إراقة الدماء، وفر عشرات الآلاف من اليمنيين من أبين في الشهور القليلة الماضية مع محاولة الجيش إستعادة السيطرة على مناطق فقد السيطرة عليها، وقال مسؤول أمني أن ثلاثة متشددين قتلوا يوم الأربعاء في غارة على بلدة الشقرة الساحلية التي سيطر عليها مقاتلون إسلاميون الشهر الماضي