لاشك أنّ الفتاة إذا تمت خطبتها لرجل تميل إليه، وتعلق الأمل عليه ليكون الزوج والحبيب والأب لأطفالها، ثم بعد ذلك ينقلب الأمر فتحدث المشاكل تؤدى للفراق، فلا شك أن هذا سيؤثر في نفس أي فتاة، فإن الإنسان له عاطفته وله شعوره، والإنسان السوي صاحب الفطرة السليمة، يفرح ويحزن ويضحك ويبكي فكل هذه مشاعر إنسانية قد امتزجت في نفوس الناس، ولذلك فأنت معذورة في حزنك وفي همك الذين تجدينهما في نفسك، ولكن المطلوب أيضا ألا تتضخم هذه الأمور حتى تخرج عن حدها المعتدل، بل الصواب أنّ تلتفتي إلى معنى عظيم وهو أنّ اللّه تعالى قد يحرم الإنسان أمرا يحبه ويتعلّق به لأن فيه مضرة عليه لو تم ووقع، فبرحمته تعالى يصرف عن عبده بعض هذه الأمور حفاظا عليه ورعاية له، فيصير الحرمان هنا نعمة من الله، وكرامة منه لهذا العبد، ولكن هذا لن يحدث حتى يكون المؤمن مدركا أن الله هو العليم بمصالح عباده، وأنّه هو اللطيف بهم الرؤوف بحالهم، ولذلك قال تعالى:" وعسى أن تكرهوا شَيْئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلَم وأنتم لا تعلمون". عزيزتي؛ يجب أن تكوني محسنة الظن بربك ومولاك، متوكلة عليه وموفضة أمرك كله إليه، فأقبلي على الله تعالى بالخضوع له، والشكر له وقد حفظك من الوقوع في المشاكل العظيمة، بل وصانك من كثير من الأمور التي تهوي فيها اللاهثات وراء الحرام، فبإحسان العلاقة مع الله، وبالعزيمة على الأمل، والخروج من الماضي الغابر، تخرجين من كل ما أنت فيه، إن شاء الله تعالى، مع ملاحظة أن يكون معيارك في مناسبة الزّوج الذي تختارينه هو الدين والخلق، فبذلك تجدين السعادة ليس في الدنيا فقط، بل وفي الآخرة كذلك. أسأل الله لك الزوج الصالح الذي يقر عينك ويهدأ بالك. ردت نور