وصول مساعدات متنوعة للعائلات المتضررة منها 6 آلاف بطانية و19 صهريجا و25 ألف كيس ماء ارتفعت حصيلة عدد ضحايا الفيضانات التي شهدتها ولاية البيض خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة من خمس إلى ثماني وفيات بعد العثور على جثث ثلاثة أشخاص آخرين تتراوح أعمارهم بين 3 و17 سنة، بالإضافة إلى انهيار ثلاثة جسور جراء موجة الأمطار الغزيرة، كما أدت السيول التي اجتاحت ولاية باتنة إلى نفوق المئات من رؤوس الأغنام وانهيار العشرات من المنازل. يتعلق بشخص جرفته سيول وادي الموحدين بطريق بلدية الرقاصة، وشابة جرفتها سيول وادي الدفة إلى منطقة خناق أزير بالمخرج الشمالي لمدينة البيض، وبنت صغيرة عثر على جثتها تحت أنقاض منزل منهار بالقصر بوخواضة القديم بعاصمة الولاية، حيث تم حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف بالبيض، كما أوضحت مصالح الحماية المدنية لوكالة الأنباء الجزائرية، هذا ولا تزال ذات المصالح تقوم بالبحث بخصوص مفقودين اثنين تم الإبلاغ عنهما من طرف ذويهما. وتم تسجيل أربع وفيات بعاصمة الولاية لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و90 سنة عندما جرفتهم سيول وادي البيض، في حين أن الضحية الخامسة هي طفل يبلغ من العمر 13 سنة جرفته مياه وادي سقر بإقليم بلدية بريزينة، وتؤكد مصالح الحماية المدنية أن هذه الحصيلة تبقى أولية بعد تبليغها بفقدان ثلاثة أشخاص آخرين من ضمنهم رضيعة (9 أشهر)، حيث لا تزال الأبحاث متواصلة عنهم. من جهة ثانية، أوضح والي ولاية البيض أنه تم إحصاء 127 عائلة متضررة يجري التحضير لتحويلها إلى مخيم خاص يقع بمصنع الأحذية سابقا، حيث جندت كافة الوسائل المادية والبشرية للتكفل بهم، حيث قامت مصالح خلية الأزمة بإيواء 90 عائلة هناك، قضت ليلتها بكل من متوسطة ابن خلدون ومتقن امحمد بوخبزة بالبيض وذلك كإجراء مؤقت للتكفل بها، كما تم تشكيل لجنة أزمة على مستوى مصالح الولاية لمتابعة الأوضاع والتكفل بجميع المتضررين وإحصاء الخسائر التي خلفتها هذه الموجة من التقلبات المناخية التي خلفت أيضا انهيار عدة جسور ببلديات البيض وأربوات وبريزينة. هلاك شخص ونفوق مئات الأغنام وخلايا أزمة لإحصاء عشرات المنكوبين في باتنة خلفت الانقلابات الجوية التي عرفتها ولاية باتنة، خلال 36 ساعة الماضية خسائر مادية معتبرة، كما تسببت في هلاك شخص جرفته السيول بمنطقة وادي القريني التابعة لبلدية عزيل عبد القادر، حيث قامت عناصر الحماية المدنية بالتدخل لانتشال الشاحنة التي كان على متنها، حيث عثر على الضحية “ب.م”، 47 سنة، جثة هامدة، فيما نجح مواطنون في إنقاذ شخص آخر كان برفقته على متن الشاحنة ونقله إلى أقرب مصحة لتلقي العلاج المناسب. وسجل نفوق المئات من رؤوس الأغنام، جرفتها السيول التي اجتاحت البلدية، بالإضافة إلى انهيار كلي لأزيد من 20 منزلا مبنية بالطرق التقليدية، وقد شكلت مصالح البلدية خلية أزمة لإحصاء العائلات المنكوبة قصد التكفل بها والوقوف على حجم الخسائر التي تبقى حصيلتها أولية. إلى ذلك، تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار الجسر الرابط بين بلديتي أولاد عمار وعزيل عبد القادر على مستوى الطريق البلدي المار بهما، وقد سجلت أضرار بالغة على مستوى 10 منازل بأولاد عمار، و8 منازل ببلدية وادي الطاقة ومنزلين ببلدية نڤاوس، بالإضافة إلى محل تجاري بعاصمة الولاية مثلما أوردته خلية الإعلام والاتصال لمصالح الحماية المدنية بباتنة. يذكر أن أمطارا رعدية غزيرة مصحوبة بتساقط كثيف للبرد اجتاحت المنطقة وتسببت في عرقلة حركة السير وغلق الكثير من الطرق، كما حولت شوارع المدينة إلى سيول ووديان، وكشفت هشاشة البنى التحتية و”الغش” الواضح من طرف القائمين على تعبيد وتهيئة الطرق والشوارع، التي تحولت بعد دقائق من التساقط إلى برك كبيرة سيما منها المعبدة حديثا، ما يطرح أكثر من تساؤل عن دور رقابة مصالح الأشغال العمومية، علما أن مصالح الأرصاد الجوية رجحت إمتداد الاضطراب الجوي إلى اليومين المقبلين بمنطقة باتنة وما جاورها. من جهتها استقبلت مصالح الإستعجالات الطبية بالمؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف بالبيض في نفس اليوم 43 حالة لإصابات مختلفة، ضمنهم 10 جرحى تلقوا الإسعافات الطبية اللازمة وغادروا المصلحة في حين أن باقي المصابين لا زالوا يتلقون الإسعافات الطبية. وذكرت مصالح الحماية المدنية أن ارتفاع منسوب المياه قد بلغ في بعض المواقع 13 مترا بسبب سرعة تدفق وادي البيض وتجاوزه في عديد الأحيان مستوى الجسور. مساعدات متنوعة توجه للعائلات المتضررة وصلت إلى البيض مساعدات متنوعة من ولايات مجاورة تضامنا مع العائلات المتضررة من الفيضانات، حيث وجهت ولاية الأغواط مجموعة من الآليات بهدف المساهمة في فتح حركة المرور وتنظيف المدينة من مخلفات هذه الفيضانات، إضافة إلى عدد من المضخات بهدف إخراج المياه من البيوت المغمورة بالمياه. كما أسهمت ولايات وهران والجلفة وسعيدة بمجموعة أخرى من المساعدات في مقدمتها توجيه ستة آلاف بطانية لفائدة المتضررين إضافة إلى بعض المواد الغذائية، ومن المرتقب أن تستقبل ولاية البيض خلال الساعات المقبلة 19 شاحنة صهريج و25 ألف كيس ماء لفائدة الضحايا، وذكر والي البيض أن الولاية تترقب وصول المزيد من المساعدات والإعانات التضامنية بالنظر إلى حجم الضرر المسجل بالولاية. وذكر المدير الولائي للحماية المدنية أن مصالحه قد تدعمت ب120 عون حماية مدنية قدموا من ولايات مجاورة لتعزيز جهود إنقاذ المنكوبين من هذه التقلبات المناخية.