إعترف رئيس المجلس الشعبي الولائي علي ماضوي في حوار خصّ به النهار أنه لم يكن مقصودا بالاختطاف في هذه العملية التي تمت غدرا من أناس تعهدّوا بالمساعدة على تسوية مشكلتهم المتعلقة بالمساعي المبذولة للإفراج عن الموقوفين المدانين من طرف العدالة، فيما يعرف بقضية أبو زيد، مؤكدا أن المقصود بالعملية هو الوالي فقط لا غير، وأن العملية تمت بأمر من محمد غدير المعروف بأبوزيد أمير كتيبة طارق بن زياد، وكان سيسلّمه شخصيّا ليقايض به السلطات العليا للبلاد بأقاربه الموقوفين. ؟؟ السيد الرئيس حمد الله على سلامتك وسلامة الوالي وبقية المختطفين علي ماضوي : الله يسلمك أخي فوزي والنهار مشكورة على وقفتها في محنتنا الأخيرة وخاصة اهتمامها بأخبار المنطقة، ولذلك أنا تحت الخدمة تفضّل. كيف تم تحرير الوالي ومن حرّره. أولا أحمد الله على عودة الوالي سالما معافى والله ياأخي ماأعلمه أن مجموعة من سريّة الدرج التابعة لثوار ليبيا في الزنتان، هي من قامت بتحرير الوالي بعد تلقيها معلومات عن اختطافه، والدخول به في عمق الأراضي الليبية وهم يعرفون جيدا المسالك التي يسلكها عادة المهرّبون، لذلك تم تحديد وترصّد حركة الخاطفين ومحاصرتهم قبل أن يتم السيطرة على الوضع وتحرير الوالي. أين قضى الوالي ليلته يوم أمس، ولماذا تأخر؟ الوالي قضى ليلته في منطقة الدرج الليبية رفقة مسؤولين ليبيين رفيعي المستوى بينهم وزير الدفاع الليبي شخصيا، وتمّ استقباله بطريقة تليق بمقامه كإطار سام بالدولة الجزائرية، أين عمل المسؤولون الليبيون على راحة الوالي، الذي قضى ليلته هناك لأنه كان مرهقا بعد ليلة كاملة من السفر، خاصة وأن التعب قد نال منه بعد رحلة شاقة في الصحراء سبقتها رحلته بين إليزي والدبداب. أين التقيت الوالي أمس وكيف كان شعوره أول مرة؟ إنتقلت أنا رفقة شقيقي نائب رئيس بلدية الدبداب إلى مدينة غدامس الحدودية الليبية، وانتظرته في فندق المدينة، أين وصل رفقة قائد السريّة التي حرّرته معافى وبصحة جيّدة وبنفس بدلته التي اختطف بها، وبمجرد أن رآني شكر الله عن اللقاء من جديد، و الذي اعتقدنا أنه لن يتكرر لأننا رأينا الموت بأعيننا. لنعد لعملية الاختطاف التي يعرف تفاصيلها الجميع، لكن كيف حدثت تحديدا وأنت من نفس عرش الخاطفين؟ العملية تمت غدرا ونفذها 3 شبان أحدهم كان معنا في الدبداب في اللقاء الذي عقدته رفقة الوالي مع عائلات المحتجين بهذه المدينة، والذين طالبوا فيما سبق بإطلاق صراح الموقوفين في قضية أبوزيد التي فصلت فيها محكمة الحراش، وأخبرناهم أن الفصل ليس نهائي وأمامهم طرق قانونية للاستئناف والطعن، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان واُخذنا غدرا أثناء رحلة عودتنا إلى إليزي، حيث تم اعتراض طريقنا من طرف الخاطفين وبقية القصة تعوفونها. هل تعرفت على الخاطفين؟ أحتفظ بالجواب للجهات المختصة. هل من بينهم فرد من عائلة الوناس في الدبداب؟ أنا لم أصرح بأي إسم لأي وسيلة إعلامية، فهذا من اختصاص الجهات الرسمية ولا يوجد من بينهم ما ذكرت، وأنا مطالب بالحفاظ على سرّية المعلومات خاصة وأن التحقيق في القضية لا يزال جاريا. ما هدفهم من وراء الاختطاف، ولماذا تم ؟ صدقني أخي، أنا ومدير التشريفات والسائق لم نكن مقصودين بالعملية، وكانوا سيقومون بالإفراج عنا مباشرة، وأؤكد لكم أن المقصود هو الوالي شخصيا لأنه أهم شخصية بيننا، وهو يمثل الجمهورية في المنطقة، لذلك أراد الخاطفون المقايضة به لتحقيق مآربهم. ولماذا اختطفوك معه إذا وفررت؟ ؟ كانوا سيطلقون صراحنا نحن الثلاثة ويحتفظون بالوالي بعد اقترابهم من الحدود الليبية، ثم نعود نحن بسيارة الولاية التي أهملوها في الحدود ويحتفظون بالوالي فقط. لماذا يحتفظون بالوالي، وهل بإمكان شبّان صغار الإحتفاظ بشخص بحجم الوالي وقادرون على المساومة به؟ لا..لا أعتقد أنهم قادرون على ذلك، لكن الأرجح أخي أن العملية يقف وراءها شخصيا عبد الحميد أبو زيد واسمه محمد غدير، وهو من طلب إحضار الوالي وحده للمساومة والتفاوض مع الحكومة بشأن أقاربه مقابل إطلاق صراحهم، والانتقام من الحكومة بقتل الوالي، وما يحدثه ذلكم من ضجة إعلامية كبيرة تؤثر بلاشك على الحكومة، لكن الحمد لله جعل كيدهم في نحورهم، ولم يفلحوا في ذلك، وأنا هربت لأني أردت تهريب الوالي، لكن سقطت أرضا وتمسّك الخاطفون بالوالي . على ماذا تحدثوا أثناء ركوبكم السيارة قبل هروبك؟ تحدثوا عن الموقوفين وأن الحكومة ظالمة، أوقفت شيوخ وأناس لا علاقة لهم بالإرهاب. ماذا حكى لك الوالي وأنت في طريقك من غدامس للدبداب ؟ الوالي كان في غاية الفرح بعودته للحياة من جديد، لأن الجميع يعرف شدة وغلظة هذه الجماعات الإرهابية التي تقتل الآمنين، وأخبرني أنهم طلبوا منه التدخل للإفراج عن الموقوفين، وحدثتهم بنفس اللغة التي تكلمت بها في قاعة الاجتماعات بالدبداب، أي أمامكم الطرق القانونية للإستئناف والطعن والأحكام غير نهائية . السيد الرئيس شكرا لك على سعة صدرك. شكرا بارك الله فيك. استقبلته الكشافة وحيى المواطنين قرب مركز البريد بالدبداب 01 مدرعات ليبية رافقت الوالي المحرّر وأمّنت عودته كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة والنصف من صباح أمس، عندما وصل موكب الوالي محمد العيد خليفي والي ولاية إيليزي من مدينة غدامس راجعا إلى أرض الوطن بعد ليلتين قضاهما بالتراب الليبي بعد اختطافه من طرف جماعة إرهابية مسلحة، وعاد الوالي الجزائري في موكب عسكري ضمّ 01 مدرعات تابعة للثوار الليبية التي حرصت على تأمين رحلة الوالي في طريقه من مدينة درج بالزنتان التي قضى فيها ليلة أمس الأول في ضيافة السلطات الليبية. وقد رافق الوالي العائد من جحيم الاختطاف قوات تابعة للثوار الليبية التي تنشط بمنطقة الزنتان والتي كانت وراء تحرير المسؤول من قبضة الخاطفين، وتوقف الموكب عند فندق غدامس، حيث كانت هناك السلطات المدنية والعسكرية في انتظاره وعلى رأسهم رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية إيليزي والذي كان مختطفا مع الوالي قبل أن يفرّ رفقة مدير التشريفات والسائق، وقد وجد الوالي في استقباله فرقة الكشافة التي زيّنت بالراية الوطنية ثم كبار مستقبليه، حيث تم عقد لقاء بالقاعة الشرفية في المركز الحدودي رفقة الليبيين. وقد أثنى الوالي في كلمته للسلطات الليبية التي حررته خاصة كتيبة بن كينة بالزنتان وشكر سلطات ليبيا ممثلة في المجلس الانتقالي الليبي الذي قدّم كل التسهيلات في عملية استقبال الوالي بعد تحريره. أما القائد سليم، قائد كتيبة بن كينة الليبية، التي حررت الوالي، فأثنى على السلطات الجزائرية لتنسيقها التام مع نظيرتها الليبية، مؤكدا على العمق التاريخي للعلاقات بين الشعبين الجزائري والليبي التي لا يمكن أن تفرقهما السياسة مهما كانت الأسباب رغم الاختلاف في وجهات النظر، لكن تبقى الأخوة هي السائدة بين الشعبين الشقيقين. كما تداول على الكلمة عدد من المسؤولين المحليين، مقدمين التهاني للوالي والشكر والثناء لسلطات ليبيا، قبل أن يتم توديع الوفد الليبي وتوجّه الوفد الجزائري إلى ثكنة أمنية، حيث تناول وجبة الغذاء في الدبداب ثم غادر، مرورا بقرية الدبداب، حيث احتشد العشرات من المواطنين نساء ورجال فرحا بالوالي بعد تحريره. ثم توقف موكب الوالي قرب مركز البريد وحيى المواطنين وسلم على بعضهم ثم واصل مسيرته عائدا إلى ولاية إيليزي وسط حراسة أمنية مشدّدة، حيث احتشد أيضا المئات من المواطنين قرب مقر الولاية لاستقبال والتعبير عن فرحتهم بعودة الوالي معافى. الوالي حيّا المواطنين بشكل عام الدبداب قرية معظم سكانها من عائلة أبي زيد تقع قرية الدبداب على بعد نحو 004 كم من عاصمة الولاية إيليزي جنوبا ومتاخمة للحدود الليبية على بعد نحو 81 كم من مدينة غدامس ويقطنها زهاء ال0005 نسمة أكثر من 07 بالمائة من عرش غدير الذي ينحدر منه محمد غدير المكنى عبد الحميد أبوزيد والبقية توارڤ. وقد تجمع العشرات من المواطنين على حافة الطريق بوسط القرية أثناء مرور موكب الوالي عائدا إلى إيليزي أين هتف المواطنون له بالتهاني ونزل لمصافحة بعضهم وسط حراسة أمنية مشددة. وتحدثت مصادر محلية أن الوالي لم يستقبل أي وفد من المواطنين عدا بعض الاعيان الذين حضروا بدعوة رسمية من السلطات المحلية. مواطنو الدبداب يؤكدون أن عملية الاختطاف معزولة عبر عدد من المواطنين ان حادثة اختطاف الوالي وإن نفذها شباب من القرية إلا أنها لاتعكس رغبة وطلب المواطنين بل يستنكرونها وبشدة لأنهم يرفضون هذا الاسلوب في التعامل وأمامهم طرق أخرى للتعبير عن مواقفهم وليس إرهاب واستهداف المسؤولين المحليين. واستنكرعدد من عائلة غدير في اتصال بالنهار عملية الاختطاف التي وصفوها بالجبانة ولا تعبر عن رغبتهم رغم أن بعضهم يتأسف للأحكام التي صدرت في شأن بعض افراد العائلة بتهمة الانتماء لجماعة ارهابية. واستنكر المواطنون عددا من التعليقات التي نشرتها بعض وسائل الاعلام على لسان صحفيين لم تطأ أقدامهم أرض الدبداب عندما يقولون إن المنطقة معروفة بانتشار السلاح والارهاب. الوالي قال إن العملية لا تعكس أخلاق سكان المنطقة قال الوالي لبعض مستقبليه من أعيان منطقة الدبداب فور وصوله الى المنطقة قادما اليها من غدامس الليبية أن من قام بالعملية شباب صغار ولا يدركون أبعادها وخطورتها. وأكد أن هؤلاء لايعكسون أخلاق أهل الدبداب المعروفين بكرمهم وطيبتهم مشيرا إلى أن حماسة الشباب والغضب أحيانا يكون زائدا وتغذيه بعض الاطراف التي تسعى للاصطياد في المياه العكرة.