قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن طهران لن تتفاوض مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ما لم تُظهر واشنطن “الاحترام” لها بالوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وفي مقابلة حصرية مع CNN، بثتها الشبكة الأمريكية ، قال ظريف: “لسنا مستعدين للتحدث إلى أشخاص خرقوا وعودهم”، مضيفا أن الولاياتالمتحدة هي التي انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة (الخاصة بالصفقة النووية بين طهران والمجتمع الدولي)، وليس إيران. وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تصرفت “بحسن نية” عندما قبلت بالتفاوض حول برنامجها النووي، على الرغم من قناعتها بأن هذا البرنامج السلمي لا يتطلب من طهران أي تنازلات، الأمر الذي أسفر عن توقيع اتفاقية في العام 2015، بين إيران و”سداسية” الوسطاء الدوليين (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا، روسيا) تم بموجبها الحد من قدرات إيران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية والأحادية (الأمريكية والأوروبية) عنها. وفي 8 مايو 2018، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب بلاده من جانب واحد من خطة العمل الشاملة المشتركة وأعادت واشنطن، في نوفمبر الماضي، العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران سابقا، بما فيها حظر شراء النفط الإيراني. وانتقد الوزير الإيراني تعامل واشنطن مع طهران في قضية “الصفقة النووية”، قائلا ” ليست هذه هي الطريقة التي تتعامل بها الدول الجادة مع بعضها البعض”. وأضاف: “قد تكون الولاياتالمتحدة معتادة على القيام بذلك مع العملاء، لكنها لا تستطيع فعل ذلك مع إيران”. كما حذر ظريف من خطورة الوضع في المنطقة في أعقاب قرار الولاياتالمتحدة إرسال حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” على رأس قوة بحربة ضاربة وقاذفات قنابل إلى مياه الخليج. وقال ظريف إن “وجود كل هذه الوحدات العسكرية في منطقة صغيرة هو بحد ذاته عرضة لوقوع حادث. لذلك يجب توخي الحذر الشديد، ونعتقد أن الولاياتالمتحدة تمارس لعبة بالغة الخطورة”. وقال: “ستكون هناك عواقب مؤلمة للجميع إذا كان هناك تصعيد ضد إيران”. وتابع أن الولاياتالمتحدة “ليس لديها الموقف القانوني، وليس لديها الموقف الأخلاقي، وليس لديها الموقف السياسي، كما ليست لديها الموقف الدولي لفرض الحرب الاقتصادية على إيران”.