تغطية – خليل وحشي : تتواصل على قدم وساق أشغالإعادة انجاز القناة الناقلة للمياه من سد ) بني هارون) بميلة الى )سد كدية المدور( بتيمقاد في باتنة شطر عين كرشة على مسافة 24 كلم،من طرف مؤسسة كوسيدار،هذا المشروع الذي خصص له 3000 مليار سنتيم،اشرف رئيس الجمهورية بنفسه على تخصيص هذا المبلغ،لإنقاذ ما أفسدته العصابة في وقت مضى،حيث كان هذا المشروع في يد رجل الأعمال المسجون علي حداد. هذا ومن المتوقع أن تنتهي الأشغال نهاية هذه السنة أو بداية العام القادم 2024،ففي دراسة تقنية للمشروع 5 أشهر هي المدة اللازمة لإنهائه لتنتهي معاناة الشعب وخاصة الفلاحين مع المياه . وفي هذا الصدد صرح والي ولاية باتنة "محمد بن مالك"،عقب الزيارة الميدانية التفقدية للمشروع التي قادته نهاية الأسبوع الفارط ، رفقة العديد من السلطات الولائية على رأسهم (احمد بومعراف) رئيس المجلس الشعبي الولائي،أن أطراف عديدة شككت في قدرتنا وقدرت الدولة الجزائرية في إعادة الاعتبار لهذا المشروع المهم،واتهمتنا بإعادة الترقيع لا غير ، اليوم كل الأعين تشهد أن المشروع ينجز في ارض الميدان وشارف على الانتهاء،لتموين باتنة وولايات مجاورة مياه الشرب والسقي . أيضا أكد ذات المسؤول بقوله،تعهدنا لإنجاز المشروع بالطرق العلمية الحديثة وفي مدة زمنية قصيرة من اجل تفادي الاخطار وربح الوقت للاستفادة من هذه المياه،هذه المسافة المقدرة ب 24 كلم جندت لها الدولة الجزائرية كل الإمكانيات ، وسخرت لها مبالغ ضخمة تفوق 3000 مليار سنتيم،تعمل على ارض الميدان على مدار 24/24 ساعة بنظام 3/8 . هذا وتأسف بن مالك على السنوات الفارطة التي أهدرت فيها كميات هائلة من المياه واصفا إياها بالبيضاء ، مستبشرا خيرا بالسنوات القادمة بوفرة في الإنتاج الفلاحي خاصة وان منطقة الشمرة وبوهيلات تعتبر من السهول الخصبة للمارسة الأنشطة الفلاحية المتنوعة،ناهيك عن التدعيم بالآبار الارتوازية بعمق 500 و 600 متر التي من شأنها تدعيم سد كدية المدور لاستفادة كل الولاية،وحسب الدراسات العلمية ومؤسسات الدولة المجندة لن تكون في ولاية باتنة أزمة مياه إطلاقا . وفي ذات السياق شكر والي ولاية باتنة،مؤسسة كوسيدار التي خصصت هذا الوقت الوجيز لإصلاح العطب، حيث قال :" في السابق كانت هذه المشاريع تنجز في 4 أو 5 سنوات شكرا لكم على تلبية النداء وتخصيص هذه الفترة القصيرة " . وشهدت ولاية باتنة في الأشهر القليلة السابقة أعطابا وتسربات بقنوات تحويل مياه سد بني هارون بولاية ميلة نحو سد كدية المدور بمدينة تيمقاد بولاية باتنة،حيث ظلت هذه الأعطاب والانفجارات تتكرر بصفة دائمة وفجائية، كان أخرها انفجار بالمدخل الشمالي لبلدية بولهيلات والذي تسبب في هدر كميات كبيرة صانعة شلالات تعلو بأمتار نحو السماء ، هذا الأخير كبد الفلاحين خسائر كبيرة بعد ان علقوا عليه أمالا كبيرة في النهوض بالفلاحة وخدمة أراضيهم في ظل تذبذب سقوط الأمطار، لا سيما بمنطقة الشمرة المعروفة لدى العام والخاصة بأجود وأوفر أنواع الحبوب . كما أن المياه المقرر تحويلها الى سد كدية لمدور تصل منها نسبة جد ضئيلة بسبب هذه التسربات دون الوصول الى مكانه المقرر، وبالرجوع لأرشيف المنطقة شهد ذات المكان انفجار آخر أدى الى قذف قطع معدنية من القناة المصنوعة من الحديد جراء قوة تدفق المياه، بمحاذاة الطريق الى إصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة، بعد هدفت نحو مركبة مارة بالطريق مسببة إضرارا مادية بها، فيما نجا من كان على متنها بأعجوبة بعد تعرضهم لجروح نقلوا على إثرها الى عيادة المدينة لتلقي الإسعافات اللازمة من طرف مصالح الحماية المدنية. وغير بعيد عن ذلك والسبب واحد،تشهد ولاية باتنة في الأشهر الأخيرة، تراجعا في التزود بالمياه الشروب بسبب انخفاض منسوب سد كدية المدور الذي يمون لوحده 18 بلدية بباتنة وكذا ولاية خنشلة،وتبذل مجهودات كبيرة محليا للحفاظ على ديمومة هذه المادة الحيوية عن طريق تسطير برنامج توزيع متناوب وكذا تقليص كمياته وتغيير فترات التموين مؤقتا. ومما دفع هذا الوضع المصالح الولائية إلى إطلاع وزارة الموارد المائية والأمن المائي بالوضعية الحقيقية للتزود بالمياه الصالحة للشرب،وهو ما استجابت له الوزارة عبر إيفادها للجنة رفيعة تتكون من مدير مركزي، ومدير من المديرية العامة للجزائرية للمياه، إضافة إلى مديري كل من الوكالة الوطنية للسدود والديوان الوطني للسقي،قامت بمعاينة مستوى المياه بالسد والاطلاع على طرق التوزيع،والاستماع لاقتراحات إطارات القطاع محليا بخصوص الحلول الاستعجالية لمواجهة أزمة جفاف محتملة. كما أكدت مديرية الري بباتنة النظر في الحلول الاستعجالية اللازمة وتحسين الخدمة العمومية المقدمة، خاصة بعد تسجيل انخفاض كبير في منسوب مياه سد كدية المدور بتيمقاد والتي لم تتجاوز 19 مليون متر مكعب في الأشهر الأخيرة مع قلة التساقط المطري التي تشهدها المنطقة منذ مدة. وقد تسببت الأعطاب المتكررة في القنوات الرابطة بين سدي بني هارون بولاية ميلة، وسد كدية المدور بتيمقاد، في ضياع كميات كبيرة من المياه عبر التسربات المختلفة، ما دفع الفلاحين والمواطنين، على حد سواء، إلى دق ناقوس الخطر حول هذه الوضعية التي كشفت عيوبا في إنجاز عديد المشاريع، منها مشروع الربط بين سد بني هارون وكدية المدور. من جهتها،سطرت مصالح الجزائرية للمياه برنامجا خاصا لضمان التموين بالمياه الشروب والإسراع في عمليات إصلاح الأعطاب المسجلة بالقناة الناقلة للمياه من سد بني هارون إلى سد كدية المدور للقضاء على التسربات التي تشهدها ضمن برنامج استعجالي لتوزيع المياه بالنسبة للبلديات والتجمعات السكنية التي تعتمد على التموين من هذا السد. على صعيد آخر،اضطرت الجزائرية للمياه إلى تقليص فترات التزويد بالمياه،مع تغيير مواقيت التوزيع حسب الكثافة السكانية بالبلديات والأحياء، إضافة الاحتياجات الحقيقية للمواطنين بعد تراجع نسبة التساقط، مع التأكيد على أهمية مشروع التحويل الخاص بالمياه الشروب من بني هارون إلى سد تيمقاد، لتموين عدة بلديات عبر قنوات الأروقة الأربعة بما يعادل 110 آلاف متر مكعب يوميا. من جهة أخرى،أعلنت أيضا الجزائرية للمياه في وقت ماض دخول جزء معتبر من المشروع الخاص بتجديد شبكة المياه لمدينة باتنة حيز الخدمة عبر العديد من شوارع وأحياء المدينة على أمل استكمال المشروع قريبا وتجديد كل شبكات المياه بالمدينة، بغية التخلص النهائي من استغلال الشبكة القديمة المهترئة والتي يرجع جزء هام منها إلى العهد الإستعماري. هذا وتم تجديد شبكة المياه، لتجديد الشبكات على مسافة 160 كلم،بغلاف مالي ضخم يقدر ب200 مليار سنتيم، لفائدة أكثر من 12 ألف مسكن، بما فيها إعادة تأهيل الشبكة وكذا التوصيل،حيث تم إسناد المشروع لمؤسستين إحداهما خاصة والأخرى عبارة عن مجمعين عموميين. وبالعودة إلى البرامج المتعلقة بحشد الموارد المائية بولاية باتنة، سعت مصالح مديرية الري إلى ربط شبكة المياه بالآبار الارتوازية وكذا الرفع من سعة التخزين وأخيرا توسيع شبكة المياه الصالحة للشرب، حيث تجاوز الغلاف المالي الكلي لهذه العمليات 450 مليار سنتيم. وسجلت ذات المصالح مشاريع لتعزيز توفير المورد المائي عبر 26 بلدية ضمن برامج مختلفة،منها ما هو محلي وآخر مركزي،لتدعيم وتوسيع شبكات المياه الصالحة للشرب عبر 32 مركزا ب26 بلدية،من أجل تحسين الخدمة، على غرار رفع مدة وكمية التزود بالمياه يوميا. و سيمكن سد بوزينة العملاق من سقي حوالي 570 هكتار من الأراضي الفلاحية وسيدعم التزود بالماء الشروب بثلاث بلديات وهي بوزينة ومنعة وتيغر غار،حيث تصل قدرة استيعاب هذا السد 18 مليون متر مكعب،وبلغت تكلفة إنجاز مشروع سد بوزينة،الذي يعد ثاني سد ينجز بولاية باتنة بعد كدية المدور بتيمقاد الذي دخل الاستغلال منذ سنوات، ب10 مليار دج، بما في ذلك المتابعة التقنية للمشروع الذي انطلق في 2014.