شدّد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الأحد بالعاصمة، على أنّ الجزائر ستبقى تدافع عن القضية الفلسطينية بكل أمانة وإخلاص ووفاء، قائلاً إنّ الجهود تستهدف "مستويين رئيسيين من الأولويات". في محادثات أجراها مع رئيس الوزراء وزير الخارجية و المغتربين الفلسطيني، محمد مصطفى، نوّه عطاف إلى أنّ الأمر يتعلق ب "الأولويات الظرفية التي تتمثل في وقف العدوان والتكفل بمخلفاته الكارثية إلى جانب الأولويات غير الظرفية التي تكمن في الحفاظ على مرتكزات ومقومات الدولة الفلسطينية وحشد المزيد من الدعم الدولي لصالحها". وأشار الى أن هذه الأولويات شكلت محور المحادثات الهامة التي جمعت مؤخراً بين الرئيس عبد المجيد تبون وأخيه الرئيس محمود عباس واللذين، كما قال، "عهدا إلينا بتعزيز التنسيق البيني والرفع من مستواه في أفق التحضير للمحطات والاستحقاقات المقبلة والوشيكة التي تخص القضية الفلسطينية على مستوى المنظمة الأممية بصفة عامة، وعلى مستوى مجلس الأمن على وجه الخصوص والتحديد". وأضاف عطاف: "اجتماعنا اليوم الذي يأتي تكريساً لهذه التعليمات الدقيقة ولهذه التوجيهات السامية والذي يتم بمشاركة المندوبين الدائمين لكل من الجزائروفلسطين بمنظمة الأممالمتحدة، يكتسي أهمية بالغة بالنظر لما ينتظرنا من جهود ومساع دبلوماسية مشتركة في قادم الأيام والأسابيع والأشهر، خاصة وأنّ مجلس الأمن يتأهب لإعادة فتح ملف العضوية الكاملة لدولة فلسطينبالأممالمتحدة". وجدّد عطاف التذكير بما أكده رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة، من أنّ "الجزائر تبقى رهن إشارتكم، وبأنها لن تألو جهداً في اسماع صوتكم وإعلاء مصالحكم داخل مجلس الأمن، وبأنها ستبقى تدافع عن القضية الفلسطينية بكل أمانة وإخلاص ووفاء". وأبرز أنّ "رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أسدى تعليمات صارمة بتكريس عضوية الجزائر بمجلس الأمن لنصرة القضية الفلسطينية، حتى نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا وحتى نساهم بما أمكن وأكثر في التخفيف من معاناة أهلنا في كافة ربوع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وبالخصوص في قطاع غزة". وشدّد على أنه "لا تزال جهودنا في هذه الهيئة الأممية المركزية تحظى بالتنسيق التام مع الأشقاء الفلسطينيين وبقية الأشقاء العرب، بل وكافة مجموعات انتماءاتنا الجيوسياسية، الافريقية منها والاسلامية، إلى جانب حركة عدم الانحياز". وأكد عطاف أنّ زيارة المسؤول الفلسطيني تأتي في ظل تواصل العدوان الصهيوني "الجائر والغاشم الذي يستهدف الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، لا سيما في قطاع غزة". وأكد عطاف أنّ "هذا العدوان لم تعد تخفى على أحد في المجموعة الدولية طبيعته الإجرامية ومآربه الظاهرة والمبطنة، والتي تلتقي كلها في هدف واحد، ألا وهو تصفية القضية الفلسطينية وتقويض المشروع الوطني الأصيل والمتأصل اللصيق بها". وأشار إلى أنّ التصعيدات والاستفزازات التي يذكيها حالياً الاحتلال الصهيوني الاستيطاني في كل الاتجاهات وعلى العديد من الأصعدة، تنصب كلها في خانة صرف الأنظار عن القضية الفلسطينية و طمس الحقائق المتعلقة بها وإقصائها كليا من على سلم أولويات المجموعة الدولية. مرحلة فارقة ومفصلية سجّل عطاف أنّه "رغم خطورة الظرف الحالي وصعوبته البالغة، إلاّ أنّ ثقتنا تبقى كبيرة من أنه لن ينال بأي حال من الأحوال من عزيمة أهلنا الفلسطينيين الذين يصنعون الملاحم تلو الملاحم بصمودهم الأسطوري، وهم يحملون بين أيديهم راية الحق، ويجابهون بثباتهم ما يستهدفهم من تقتيل وتخريب وتدمير، ويسقطون برباطهم ما يحاك ضدهم من مؤامرات ودسائس". وأضاف عطاف: "إنّنا لا شك أمام مرحلة فارقة ومفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، مرحلة سيكون ما بعدها مختلفا تمام الاختلاف عما قبلها، فالعالم اليوم أضحى يدرك تمام الإدراك ضرورة، بل حتمية معالجة لبّ الصراع برمته عبر التعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية السيّدة والمستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف". محمد مصطفى: "نعوّل كثيراً على الجزائر ودورها في مجلس الأمن" شهدت المحادثات، إبراز محمد مصطفى "عمق العلاقات بين الجزائروفلسطين وتميزها"، مثمّناً دعم الجزائر المتواصل للقضية الفلسطينية. وقال: "نعوّل كثيراً على الجزائر ودورها خاصة بتواجدها في مجلس الأمن، كما نراهن على جهودها من أجل التوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية حرة مستقلة"، معرباً عن أمله في أنّ ما "ستقوم به الجزائر في المستقبل لصالح القضية الفلسطينية سيحقّق الانجاز الأكبر بتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة". وتحدّث المسؤول الفلسطيني أيضاً عن الجهود الرامية إلى تمكين دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، والتي ستكون أيضاً – كما قال – "محطة أخرى لصالح القضية الفلسطينية وليست الأخيرة". وبخصوص الوضع بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة، قال مصطفى إنّ الشعب الفلسطيني يمر بوضع عصيب تحت الاحتلال كما هو الحال في غزة، لكنه سيظل صامداً ولن يرحل وهو مصمّم على تحقيق الاستقلال والحرية. وأضاف: "بجهودكم، سوف نعمل على وقف إطلاق نار عاجل بقطاع غزة وتقديم المساعدات قبل بداية عملية اعادة اعمار القطاع الذي شهد دماراً كبيراً ونأمل أن تكلل الجهود التي ستقومون بها في المرحلة القادمة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في العالم بالإنجاز النهائي في اقامة دولة فلسطينية مستقلة".