سوق أهراس "تاغست" أو مدينة الأسود، التي عانت كثيرا من ويلات الاستعمار واستمرت معاناتها طويلا، رغم جهود الولاة المتعاقبين عليها للسير بها قدما في مجال التنمية، لا تزال تنتظر نتائج عديد المشاريع التي حظيت بها في أطار مختلف البرامج التنموية. معظم الجهود التي بذلت بعد الاستقلال ذهبت أدراج الرياح، بعدما أطلت العشرية السوداء بنارها ودمارها، فتركت المداشر والأرياف خاوية على عروشها، إلى أن أستطاع رئيس الجمهورية من خلال قوانين المصالحة والوئام، أن يرجع الأمن والأمان إلى ربوع الجزائر، ومنها ولاية سوق أهراس، التي دخلت مجال التنمية من بابها الواسع، خاصة بعد تجسيد برامج المخطط الخماسي الأول والثاني، ورغم أنه لم ينته بعد إلا أن الإقلاع الحقيقي للتنمية بدأ يتحقق، من خلال المشاريع الضخمة التي حظيت بها الولاية. وقد أثمر إنجاز عديد مشاريع التنمية، ومد مئات الكيلومترات من الطرق المعبدة، عبر خمس بلديات بولاية سوق أهراس، تقع على الحدود الجزائرية-التونسية، من إحداث توازن ونهوض تنموي بهذه المناطق، التي تعد "واجهة أمامية للبلاد"، حيث أصبحت دائرة "لحدادة" وغيرها من بلديات الشريط الحدودي، ورشة حقيقية حيث يجري إنجاز عديد مشاريع السكن الريفي، ومد المسالك الريفية وأشغال تهيئة وحفر آبار، لضمان التموين بالمياه الصالحة للشرب، فضلا عن بناء مؤسسات تربوية، في إطار الصندوق المشترك للجماعات المحلية، بالتنسيق مع مديرية السكن والتجهيزات العمومية. ثلاث عمليات كبرى لقطاع البيئة هذا وقد استفاد قطاع البيئة بولاية سوق أهراس، برسم برنامج دعم النمو الاقتصادي من غلاف مالي بقيمة 95 مليون د.ج، لإنجاز 3 عمليات كبرى، ويتعلق المشروع الأول بدراسة وإنجاز وتجهيز مفرغة عمومية، ببلدية تاورة (20 كلم جنوب-شرق سوق أهراس)، ستضم 3 خنادق ومن شأن إنجاز هذه المفرغة، الرامية أساسا إلى تطوير وتسيير النفايات المنزلية، وحماية الأوساط الطبيعية على غرار الأراضي الفلاحية، الغابات ومجاري المياه من التلوث بالنفايات، القضاء على المفارغ العشوائية الموجودة، على مستوى البلديات والمناطق المجاورة لها. وتتضمن العملية الثانية التي تشمل 10 بلديات، متبقية من ضمن ال26 بلدية، دراسة مخططات بلدية لتسيير النفايات المنزلية . وآخر عملية تخص إعداد مخطط توجيهي ولائي، لتسيير النفايات الخاصة على غرار نفايات الوحدات الصناعية، والنفايات الاستشفائية والمبيدات الزراعية غير الصالحة، وزيوت "الأسكارال"، وذلك بهدف جرد هذه المواد على مستوى الولاية، واقتراح عملية معالجتها أو القضاء عليها. كما أن سوق أهراس أصبحت "تتنفس أحسن" إن صح القول، بفضل تشغيل مركز الردم التقني للنفايات المنزلية، المتواجد بمحاذاة حي "برال صالح"، الذي سمح بالقضاء بصفة "شبه نهائية" على المفرغة العشوائية بذات الحي، فبعدما كانت المفرغة العشوائية لحي "برال صالح" في السابق، تتسبب في اختناق سكان أحياء المدينة، مكن هذا المركز الذي دخل حيز التشغيل مطلع جويلية 2010، السكان من تجنب الروائح الكريهة، التي طالما استنشقوها من المفرغة العمومية الفوضوية، لمدة فاقت ال50 سنة. ويعالج هذا المركز الذي يضم جسرا للوزن، ومستودع للفرز واستخراج المواد البلاستيكية والمعدنية، لإعادة استغلالها ورسكلتها، حوالي 74 طنا، يوميا، من النفايات كما يتربع على أزيد من 12 ألف هكتار ويضم 4 أدراج. قطاع السكن يحوز على "حصة الأسد" من ميزانية الولاية حاز قطاع السكن بولاية سوق أهراس، على "حصة الأسد" من الغلاف المالي الموجه لتنفيذ، برنامج المخطط الخماسي 2010/2014 ، وذلك بمبلغ 32,542 مليار د.ج، من قيمة إجمالية 131,252 مليار د.ج . واستفاد قطاع السكن ضمن ذات البرنامج، من إنجاز 20 ألف وحدة تتوزع على 7 آلاف سكن اجتماعي إيجاري، و5 آلاف اجتماعي تساهمي، و8 آلاف وحدة ريفية، ما سيمكن من تخفيض معدل استغلال السكن الواحد، بالوسط الحضري من 5,4 بالمائة، وهذا نهاية 2009 إلى 4,12 بالمائة، في آفاق 2014 ومن 3,30 بالمائة، إلى 3,03 بالمائة في الوسط الريفي. وفضلا عن ذلك، استفاد ذات القطاع من دراسات لإنجاز أشغال للتهيئة العمرانية، على مستوى عدة أحياء وتحصيصات، إلى جانب إنجاز مقرات لأقسام فرعية. ويتوزع باقي الغلاف المالي، على مختلف قطاعات التنمية على غرار المناجم والصناعة ب5,695 مليار د.ج، المتضمن ربط 18 ألف سكن بشبكة الغاز الطبيعي، وضمان الربط بشبكة الكهرباء ل6.600 سكن، كما سيسمح برفع معدل الربط بالغاز الطبيعي من 57 بالمائة العام 2009 إلى 80 بالمائة مع آفاق 2014، ومن 96 بالمائة إلى 98 بالمائة بالنسبة للكهرباء. واستحوذ قطاع الري على مبلغ 19,878 مليار د.جن موجه أساسا لتجسيد 11 عملية للتزود بمياه الشرب، والربط بقنوات الصرف الصحي، فضلا عن إنجاز سدود وحفر آبار عميقة، وإنجاز محيطات للسقي، فيما حاز قطاع الطرقات الذي "عرف قفزة نوعية" بالولاية، على مبلغ 9,966 مليار د.ج، موجه أساسا لتدعيم وإعادة تأهيل وإنجاز ازدواجيات للطرق، فضلا عن إنجاز محولات وتحديث طرق وإنجاز منشآت فنية. مخططات لمحاربة التصحر وتنمية القطاع الفلاحي وفي سياق آخر، مكن محيط السقي الفلاحي لسدارتة، (57 كلم جنوب-غرب سوق أهراس)، الذي يتربع على قرابة 1.500 هكتار، بعد أن دخل مرحلة الاستغلال في غضون شهر أفريل من العام الفارط، من تحقيق "إقلاع جديد" للمستثمرات الفلاحية، الموجود بمحاذاة هذا المحيط، والتي من شأنها أن ترتقي إلى "وحدات اقتصادية"، بإمكانها المساهمة الفعالة في تأمين الاكتفاء الذاتي، خاصة في مجال الزراعات الإستراتيجية، "القمح الصلب، البطاطا، أشجار الزيتون والزراعات العلفية"، الموجهة لتغذية المواشي للرفع من إنتاج الحليب، مما يقلص من فاتورة استيراد هذه المواد الغذائية. كما تم منذ مدة بولاية سوق اهراس، الشروع في إنجاز 8 عمليات خاصة بالمشاريع الجوارية، لمكافحة التصحر، هذه العمليات التي رصد لها غلاف مالي بقيمة 162 مليون دينار، مست الجهة الجنوبيةالشرقية للولاية. وتشمل هذه العمليات أساسا تهيئة وفتح مسالك فلاحية، على مسافة 43 كلم وغرس أشجار غابية، على مساحة 66 هكتارا، و10 كلم طولي من الأشجار كمصدات للرياح، فضلا عن إنجاز 15.200 متر مكعب لتصحيح المجاري المائية، وهذا لحماية التربة وفك العزلة عن سكان عديد المناطق الريفية . وتدعم قطاع السياحة والصناعة التقليدية بسوق أهراس، خلال الأسابيع الأخيرة، من 3 وكالات جديدة للسياحة والأسفار، وذلك لتنويع الوجهة السياحية، ومن شأن هذه الوكالات المعتمدة التي تضاف إلى الوكالتين النشطتين من قبل، أن يسهم في التنشيط السياحي بالولاية، من خلال اقتراح صيغ عطل موسمية، لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية، وإعطاء توجيهات لأصحاب هذه الوكالات، بضرورة التنويع في الوجهة الخارجية للسائحين، وعدم الاعتماد على التقليد السابق، الذي كان يركز على وجهة تونس فقط . وفضلا عن ذلك، تم التأكيد على أهمية الاستفادة من العروض المغرية، التي قدمتها وكالات السياحة والأسفار العالمية، على هامش الصالون الدولي ال13 للسياحة والأسفار، الذي احتضنته الجزائر العاصمة في الفترة من 16 إلى 19 ماي الماضي. وعملا على دفع ديناميكية التنشيط السياحي، واستقبال السياح في أحسن الظروف، بولاية سوق أهراس، شرعت ذات المديرية في حملة تحسيس، لفائدة أصحاب الفنادق بالولاية، تقضي بإعادة تحسين الخدمة السياحية، وإعطاء منظر جمالي لواجهات المؤسسات الفندقية. ومن جهة أخرى،مكنت مجهودات مسؤولي مديرية الموارد المائية لسوق أهراس، من تزويد 95 بالمائة من سكان مشاتي الولاية، بالمياه الصالحة للشرب، نتيجة عمليات التزود التي كلفت أغلفة مالية "جد معتبرة"، مست 493 مشتة تابعة للبلديات ال26، بنسبة تموين متفاوتة تصل من 80 حتى 100 بالمائة. وتطلبت عمليات ربط هذه المشاتي، للتزود بالمياه الصالحة للشرب، انطلاقا من الآبار أو الخزانات والمنابع المائية، أو سد "عين الدالية" (7 كلم شرق سوق أهراس)، مد 776.508 متر طولي أي ما يعادل 776 كلم. مشاريع صحية قد تخفف من معاناة المرضى تحاول مديرية الصحة والإسكان بالولاية، النهوض بالقطاع من خلال عدة مشاريع جديدة، ترجع الأمل للمرضى بعدة بلديات متفرقة بالولاية، كتشغيل المركز الصحي الجديد ب"المراهنة"، واستلام قاعتين للعلاج بكل من "برباقة"، ببلدية "الدريعة والعقلة" ببلدية "تاورة". واقتناء 12 سيارة إسعاف، تجهيزات طبية جراحية واستشفائية، 10 كراسي لجراحة الأسنان، وجهاز أشعة للعيادة المتعددة الخدمات الجديدة بتاورة، وتوظيف 17 طبيبا جديدا في مختلف التخصصات، 67 طبيبا عاما، 17 جراح أسنان، 59 عونا شبه طبي، فتح عيادة خاصة بطب النساء، عيادتي طب عام، عيادتي جراحة الأسنان، سبع صيدليات، وإبرام 11 اتفاقية عمل مناوبة مع الأطباء الخواص الأخصائيين. كما يعرف القطاع انطلاق العديد من المشاريع، الخاصة بدراسة وانجاز وتجهيز عدة مرافق صحية واستشفائية عبر الولاية، تتمثل في مشروع انجاز مستشفى 60 سريرا بتاورة، وملحق معهد باستور، ومركزين صحيين ب"الزوابي" و"تارقالت"، وقاعة متعددة الخدمات ب"بئر بوحوش". ورغم أن ولاية سوق اهراس استفادت من عدة مشاريع في قطاع الصحة، في إطار توسيع الخريطة الصحية، والتكفل الأحسن بالمرضى، وتحسين التغطية الطبية للمواطن، وكذا داخل الوسط المدرسي، وإعادة الاعتبار لبعض الهياكل الصحية بالولاية.