عرفت أسواق الخضر والفواكه بولاية الشلف في الآونة الأخيرة، ارتفاعا جنونيا لاسيما ما تعلق بالمواد الواسعة الاستهلاك مثل البطاطا، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 100 دج، في حين وصل سعر البصل الى 50 دج والقرعة الى 140 دج ووصل سعر التفاح لمن يعرفه في هذه الأيام 200 دينار. يأتي ذالك في وقت قرر فيه المسؤولون التفرغ للانتخابات التشريعية تاركين المواطن وجها لوجه مع التلاعبات الخطيرة بالأسعار والتي تنذر بالكثير اذا لم يعجل بفك الخناق عن المواطن، فلا حديث تقريبا في اوساط ارباب البيوت، الا عن الغلاء الفاحش الذي تعرفها السوق، حيث اصبح تبادل الشكاوى بغلاء المعيشة محور حديث الجميع وفي كل الأماكن. ويتأثر المواطن اكثر ما يتأثر بسعر البطاطا التي لا يمكن للمطبخ الجزائري الاستغناء عنها. فهي من اوسع المواد استهلاكا وهي التي تحدد ارتياح المواطن من اسعار السوق من عدمه، وبالنظر للارتفاع الجنوني في سعرها في الأسابيع الأخيرة فإنها خلقت تذمرا كبيرا وتساؤلات عدة عن الأسباب الفعلية لارتفاعها والذي جعلها تغيب عن عديد البيوت التي لم يسمح لها دخلها باقتنائها. التجار يحملون التقلبات الجوية سبب نقص المنتوج حيث ارجع تجار التجزئة بالشلف ارتفاع الأسعار إلى التقلبات الجوية التي سجلت في شهر فيفري وبداية الشهر الجاري، والتي أخرت عمليات جني هذا المحصول، الأمر الذي تسبب في نقص المنتوج في أسواق الجملة وبالتالي زيادة الطلب على مادة البطاطا، مقابل نقص العرض، في حين ان المواطن يرى ان الصاق التهمة بالتقلبات الجوية سبب واه تفطن له الجميع، والواقع يثبت ان ولاية عين الدفلى ومستغانم المعروفتين بإنتاجهما الكبير لهذه المادة لم تتأثرا بشكل كبير بالتقلبات الجوية مقارنة بمناطق اخرى. وحتى كما يقول احد المواطنين بالشلف «اذا ما سلمنا بهذا السبب، فهل يفسر هذا ارتفاعها العنيف بهذا الشكل وثبوتها على الارتفاع لأكثر من اسبوعين رغم مرور ما يزيد عن شهر عن هذه التقلبات».ويبدو ان هذه الأزمة لاتزال مستمرة، حيث لم تظهر اية مؤشرات ايجابية عن امكانية انخفاض اسعارها في ظل استغلال الموقف من الباعة من اجل الربح السريع وربما ايضا ستستثمر سياسيا خلال الحملة الانتخابية، حيث من المؤكد انها ستوضع في سياق حججي تلبية لمصالح سياسية. وامام كل هذا، يبقى المواطن المتوسط الدخل يصرخ قبل وبعد دخول السوق، في حين على ضعفاء الدخل التزام بيوتهم وأكل الرغيف الى ان ينتهي فيلم الرعب الذي عنوانه «البطاطا ب100دج».