قاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ظهر أمس الجمعة الموكب الجنائزي للراحل الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، إلى مربع الشهداء بمقبرة العاليةبالجزائر العاصمة، أين ووري الثرى وسط حضور مكثف لشخصيات وطنية ورؤساء ومسؤولي دول عربية ومغاربية ومئات الحضور من المواطنين المشيعين. وانطلق الموكب الجنائزي من قصر الشعب بالعاصمة في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، ليصل إلى مقبرة العالية في حدود الثالثة والربع، حيث سهلت ظروف عطلة نهاية الأسبوع تنقل الموكب الذي سار بحرية ودون اضطرار مصالح الأمن المختصة للتدخل، عدا قيامها بغلق بعض المسالك خلال فترة مرور الموكب الجنائزي بها لدواعٍ أمنية. وحمل جثمان الفقيد أحمد بن بلة على متن مركبة عسكرية سارت نحو نصف ساعة تحت زخات الأمطار المتساقطة محاطة بسرب من أعوان الشرطة الدراجين. وتقدم الموكب الجنائزي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وسط تغطية أمنية مركزة، ميزها الحضور المكثف لأعوان الشرطة الذين رسموا ببذلتهم الشتوية البيضاء مشهدا رسميا بامتياز لجنازة الرئيس الفقيد بن بلة رحمه الله. وسارع المشيعون بإشراف الإمام الخطيب والمدير المركزي بوزارة الشؤون الدينية، محمد الشيخ بمواراة جثمان الفقيد في أقل من ربع ساعة من وصوله مربع الشهداء، وسماع الكلمة التأبينية التي ألقاها وزير المجاهدين محمد الشريف عباس. وجاء في الكلمة التأبينية التي استغرقت 11 دقيقة من الوقت، التذكير بخصال أول رئيس للجزائر المستقلة، حيث قال الوزير محمد الشريف عباس مرثيا الرجل «أيها الراحل العزيز قد شاءت إرادة الله أن تغادرنا في هذه الفترة التي يتأهب فيها الوطن للاحتفال بالذكرى ال 50 للاستقلال الذي ناضلتم من أجله، وكنتم أول من قاد الجزائر المستقلة..فقد عرفنا ما عرفنا عنكم رغبة أن ترى وتكتحل عيونكم برؤية الجزائر بخير وألف خير». وأشار ولد عباس في كلمة التأبين، إلى الصعوبات والرزايا التي اعترضت مسيرة الرجل وصبره طوال مسيرته النضالية والسياسية قائلاك «لقد لقيتم حشودا من الأوصاد وابتلاءات الظهر...وأدركنا من ابتلاءاتكم مدى تلهفكم وشعوركم بالرضا متى رأيتم وحدة الوطن محفوظة ومصونة. كما أشار إلى البعد المغاربي لشخصية الفقيد، بالقول «لقد كنتم رجلا كبيرا وهامة شامخة سامقة في هذا الوطن، واليوم تودع الجزائر ومعها أبناء المغرب العربي والأمة العربية قاطبة، واحدا ممن قدموا فضائل الأعمال وحميد النضال بتراثهم وقدوتهم التي تذكرها الأجيال». ومعتبرا المرحوم من الصفوة التي اختارها الله لقيادة الأمة، ذكر وزير المجاهدين بمواقف الفقيد من القضايا الوطنية الراهنة، ومنها موقفه من الوئام والمصالحة الوطنية قائلا: «لن ينسى لكم التاريخ وقفتكم إلى جانب الوئام والمصالحة الوطنية»، خاتما في مضمون القول «أيها الراحل العزيز نم قرير العين، لقد رأيت الوطن زرعا أخرج شطأه يعجب الزراع نباته». وحضر مراسيم التشييع وفد من الشخصيات الوطنية والحزبية، من أبرزها الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، ورئيس حكومته مولود حمروش، ومن الأحزاب رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني ورئيس جبهة التغيير عبد الله جاب الله، وحضر عن المؤسسة العسكرية رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اللواء أحمد قايد صالح، بالإضافة إلى السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وأعضاء الحكومة، ومجاهدين وشخصيات من الأسرة الثورية.