أصدر مؤخرا الكاتب عمر تابليت عن مطابع قرفي وشركائه بباتنة، مؤلفا جديدا من 208 صفحة من الحجم المتوسط موسوم ب” الأوفياء يذكرونك ياعباس” تناول فيه حياة الشهيد الرمز “عباس لغرور” ابن ولاية خنشلة، من ولادته إلى مرحلة ما قبل الثورة التحريرية ثم إلى جهاده وقيادته للولاية التاريخية الأولى ثم استشهاده في تونس مع مجموعة من كبار المجاهدين والقادة. وقال المؤلف في مقدمته إن الكتابة عن عباس لغرور صعبة مثل رفيقه عاجل عجول الذي أعاد له الاعتبار في مؤلف سابق موسوم ب “عاجل عجول: أحد القادة الأوراسيين التارخيين حياته، جهاده ومحنته”، وهذا راجع للرصيد التاريخي والبطولي والقيادي لعباس لغرور الذي تناوله الكاتب بدءا من نسبه، ميلاده نشأته وتعليمه، التحاقه بعالم الشغل زواجه، نضاله السياسي، مجهوده وفضله في تفجير الثورة من خنشلة، نشاطه في قيادة الولاية التاريخية الأولى مع القائد مصطفى بن بولعيد، قضية إعدام شيحاني بشير، انتقاله إلى تونس للمحاكمة وإعدامه بعد محاكمة صورية، كما تطرق الكتاب إلى نماذج من عمليات عسكرية قادها عباس لغرور، والمصادر والمراجع التي استقى منها معلوماته في تأليف هذا الكتاب عن أحد عظماء الثورة التحريرية بمنطقة الأوراس. وقال المؤلف إن الشهيد عباس لغرور لم يوف حقه ولم يرد له كل الاعتبار بعد، هذا بعد أن ظلم مرتين عندما أعد له ملف ثقيل ليس بشيء سوى بالحسد وتصفية الحسابات ساقه فيه محاكموه إلى المقصلة في بلاد الغربة (تونس)، بعد أن حضر إليهم من تلقاء نفسه ظانا فيهم الخير والعدل في المحاكمة، ولم يشفع له حتى بلاءه وبطولاته التي كبد فيها العدو الخسائر الكبيرة. وثانيها هو ما كان له الحدس به إذ قال ذات يوم وبشهادة مجاهدين “أذكروني عندما تستقل الجزائر”، وهاهو فعلا يتجسد توجسه وخيفته من طمس تاريخه المجيد إذ أن اسمه سقط فعلا من جدارية نصبت بمقر القيادة بكيمل بباتنة تؤرخ لكل قادة الولاية التاريخية الأولى إلا عباس لغرور وعاجل عجول رحمة الله عليهما. ويختتم تابليت عمر مؤلفه بدعوة صريحة لرد الاعتبار لهذا القائد الأوراسي الفذ بمطالب عدة أهمها إنشاء جمعية مدنية تعنى بتاريخ الشهيد وتبحث في كل جديد عنه، وكذا إماطة اللثام عن ظروف استدعائه واعتقاله ومحاكمته وإعدامه الطريقة الصورية والبشعة في حق من قاد جيش التحرير من نصر إلى آخر بالولاية التاريخية الأولى التي أسقطت اسمه عن قيادتها، وكذا إقامة نصب تاريخية في عديد الأماكن التي قاد فيها معاركه المظفرة ضد القوات الاستعمارية.