إزداد إقبال الناس مؤخرا على الأسواق الموازية لبيع الهواتف النقالة التي تعرض أنواعا مختلفة بأسعار تبقى أقل مقارنة بما تفرضه المحلات، ورغم ما يشاع بخصوص مصدر تلك الهواتف إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين من شرائها، ليجد بعضهم نفسه متهما بسرقة لم يكن له ضلع فيها. انتشرت أجهزة الهواتف النقالة بشكل كبير في الأسواق بمختلف أنواعها وأشكالها تماشيا مع التطور التكنولوجي الذي عرفته السنوات الأخيرة، وقد حملت هذه الأجهزة الكثير من الإيجابيات نظرا للخدمات المتعددة التي أصبحت تقدمها لمستخدميها، إلا أن سلبياتها سرعان ما بدأت تطفو على السطح ولعل أبرزها القضايا الناجمة عن شراء هواتف نقالة مسروقة. ومن أجل الوقوف عند حجم إقبال الناس على شراء الهواتف النقالة من الأسواق الموازية اتجهنا إلى أحد أشهر الأسواق المعروفة ببيع الهواتف مثل العقيبة وباش جراح، والغريب في الأمر أن الجميع يعلم أن الباعة بهذه الأسواق السوداء يعرضون سلعا مسروقة، مستغلين حاجة فئات غير قادرة على شراء هاتف نقال غير مستعمل. ومن خلال جولتنا بالسوقين السابقين، لاحظنا أن الشباب من مختلف الأعمار هم أكثر الزبائن إقبالا على شراء هواتف نقالة من مختلف الأنواع والأشكال، فجهاز هاتف نقال من نوع "موتورولا " مثلا بيع بسوق باش جراح بمبلغ 200 دينار ما يدل على أن احتمال شراء هاتف مسروق يبقى قائما وتبقى المتابعة القضائية تلوح في الأفق. أولياء لا خيار لهم سوى السوق الموازية أصبح استعمال موديلات الهواتف النقالة من آخر طراز بمثابة موضة جديدة لدى الشباب وحتى الفتيات اللواتي ينجرفن وراء الموضة، ما أدى إلى انتعاش تجارة السوق الموازي للهاتف النقال. وفي هذا الصدد تقول سلمى: "مع التطور التكنولوجي الحاصل صرنا لا نستطيع الاستغناء عن الهاتف النقال ولكن ليس أي هاتف بل يجب أن يحتوي على خدمات متعددة كالكاميرا، التسجيل الصوتي والمرئي وحتى تقنية الأنترنت فصديقاتي مثلا يعتبرن اقتناء موديلات جديدة من آخر طراز موضة لا يمكن الإستغناء عنها". والأمر لا يقتصر على الكبار فقد صار تقليد بعض الأطفال لغيرهم باقتناء الهواتف النقالة من بين المشاكل التي تواجه العديد من الأسر، بعدما أصبح أطفالهم يفرضون عليهم شراء هاتفا آخر صيحة بالرغم من أسعاره المرتفعة، ليكون السوق الموازي حلهم الوحيد وهذا ما تحكي عنه ليلى التي تقول إنه ومع إصرار ابنها الذي لا يتعدى العشر سنوات على شراء هاتف نقال باهض الثمن وكونها من محدودي الدخل، لم تجد من سبيل سوى شراء ما يريد من السوق الموازية رغم أنها تعلم بما قد يؤول إليه ذلك. بلفور قبلة كل من يريد شراء أحدث هاتف نقال بسعر أقل يعتبر سوق "بلفور" من أشهر الأسواق التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف كل من يريد شراء هاتف نقال بسعر أقل مما تعرضة محلات البيع الأخرى، وهو ما أكده لنا أحد التجار بالسوق المذكور خاصة وأن تجار هذا السوق يحرصون على توفير أحدث موديلات، يضيف عن أكثر الأجهزة رواجا: "أحرص على توفير جميع الأنواع من الهواتف النقالة". ومن بين الأجهزة التي يقتنيها الزبائن بشكل كبير هي التي تحمل خدمات متعددة مثل "الأيفون" و"البلاك بيري" ويحرص أغلبهم على أن يتوفر الجهاز على كاميرا وتقنية البلوتوت إضافة إلى الأنترنت". أما عن الأسعار فيقول: "تختلف أسعارها حسب النوعية والمصدر فإذا كان الجهاز صينيا فيكون ثمنه منخفضا، أما بالنسبة للأجهزة ذات المصدر الأوروبي فتكون باهظة الثمن وعادة ما تفضل الفئات محدودة الدخل اقتناء الأجهزة الصينية المقلدة نظرا لأن أسعارها في متناول الجميع، أما آخرون فيفضلون الأجهزة التي تتوفر بها جميع الخدمات كما يولي البعض اهتماما بشكل وإكسسوارات هذا الجهاز".