أقدمت 200 عائلة مقيمة ببيوت قصديرية بمحاذاة وادي بني عزة وسط مدينة البليدة صبيحة أمس، على شن حركة احتجاجية أمام مقر الولاية لترجمة مطلبهم الرئيسي المتمثل في الترحيل العاجل من الحي الذي يقيمون فيه منذ مطلع التسعينات. وجاءت الحركة الاحتجاجية حسب صانعيها، نتيجة التهميش والتلاعب وتخلي بعض المسؤولين عن مسؤولياتهم تجاه ما يزيد عن مائتي عائلة، مطالبين بالتعجيل في تحقيق وعد بترحيلهم وتسوية مشكل إقامتهم في مكان تحول منذ مطلع تسعينات القرن الماضي إلى مفرغة وتسرب مياهه القذرة داخل أكواخههم الفقيرة المترامية على ضفافه. ويلاحظ كل من يزور الحي المذكور مظهر الأطفال وهم يحملون أواني ويجرون عربات لجلب الماء الشروب من ورشة صناعية قريبة منهم، في الوقت الذي يتمتع أقرانهم بمساحات لعب تقابل حيهم مباشرة، توحي بمنطقتين مختلفتين في الزمان والظروف، وتزداد مأساة المشهد مع منظر الأوساخ المرمية على حواف الوادي وبقايا مواد البناء والأتربة دون احترام لسكان اجبروا على الفرار من جحيم العشرية السوداء من ولايات مختلفة كالمدية، تسيمسيلت، البويرة وعين الدفلى. ويعاني السكان من الأمراض المزمنة التنفسية والحساسية، خاصة المعدية مثل السل وكذا علل جلدية وتسجيل حالات مرضية خطيرة مثل الصرع والقصور الكلوي، كلها زادت من حجم المأساة فضلا عن الانتشار المريعللقوارض والحشرات الضارة والحيوانات المتشردة والروائح الكريهة خاصةفي فصل الصيف. ودون الحديث عن ضروريات الحياة مثل الكهرباء وقنوات الصرف والطريق المهيأ وغاز المدينة وفضاءات اللعب التي تبقى حلما بعيدا، لا سيما أنّ الكثير منهم أودع طلبات الاستفادة من سكنات اجتماعية منذ العام 1986. في سياق متصل، بغية نقل انشغالات المحتجين لمصالح دائرة البليدة، أكدت مصادرنا أنّ عملية ترحيل قاطني البيوت القصديرية المحصيون سنة 2007 التي تتوفر فيهم الشروط للحصول على السكن، حيث أنّ العديد من المشاريع السكنية جارية بها الأشغال، من بينها حصص سكنية للقضاء على السكن.