دعت أزيد من 100 عائلة تقطن بيوتا قصديرية بمدخل حي دريوش الواقع ببلدية بوعرفة، في البليدة، والمحاذية لوادي الشفة، السلطات المحلية لانتشالها من الوضعية التي تعيش فيها والتي غابت عنها أدنى شروط الحياة الكريمة. وأورد هؤلاء السكان تفاصيل ما أسموه حياة البؤس والحرمان التي يقبعون فيها بهذا التجمع السكاني الفوضوي منذ سنوات، دون أن تشفع لهم أي جهة بالتدخل لحفظ ما تبقى لهم من كرامة من براثن الفقر والتخلف الذي خيم عليهم بتلك السكنات الهشة. خطر فيضان وادي شفة، غياب قنوات الصرف الصحي، والبحث عن المياه الصالحة للشرب، هو الثالوث الذي يميز حياة السكان ويتقاسمونه، كما سبقت الإشارة إليه منذ سنوات. تجدر الإشارة، في سياق ذي صلة، إلى أن غالبية قاطني السكنات الهشة التي تتوزع على ضفاف وادي شفة، شرق البليدة، ينحدرون جلهم من ولايات داخلية فروا من جحيم الإرهاب في سنوات العشرية السوداء، واستقروا بالمنطقة دون التفكير في أي مصير ينتظرهم، ليغيب العيش الكريم عنهم في ظل الظروف القاهرة التي اضطروا إلى مكابدتها فقط للحفاظ على حياتهم من آلة الدمار الأعمى. يذكر أن الولايات التي ينحدر منها سكان الحي الفوضوي بمدخل حي دريوش تنحصر في المدية، عين الدفلى وتسيمسيلت، إضافة إلى عدد من السكان الأصليين للبليدة، والتي ضاقت بهم مدينتهم في ظل أزمة السكن التي دفعت بهم إلى إيواء أسرهم بتلك الطريقة بعيدا عن الاحتماء بالشوارع، فيما ينتظرون اليوم ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد أن دفعوا من عمرهم سنوات في الحرمان، متمسكين بأمل الترحيل بالرغم من عدم ظهور أي بوادر لذلك، حيث سبق لهم أن وجهوا عديد الرسائل إلى السلطات المحلية والولائية - حسبهم - ولكن دون أي رد يذكر.