أجمع سياسيون وخبراء أمس، على اعتبار التصعيد الإرهابي الأخير الذي يشهده الجنوبالجزائري «أجندة خفية» هدفها التشويش على الجزائر وإقحامها في مستنقع دولة مالي، في خرجة تبحث عن تعكير احتفالات الجزائر بخمسينية الاستقلال. في تصريحات خاصة ل»السلام»، قال عبد الرحمان سعيدي نائب رئيس حركة السلم، أنّ هذه الاعتداءات الإرهابية مجرد محاولة فاشلة تبنتها جهات حاقدة على الجزائر لإرغامها على خوض غمار الفوضى الأمنية التي تسود شمال مالي وعدد من دول الجوار كليبيا، وتشويه الصورة القوية التي رسمتها الجزائر خاصة في السنوات الأخيرة بفضل مواقفها ومساعيها وجهودها الحثيثة في محاربة الإرهاب وتجربتها الناجحة في هذا الشأن. كما أشار المتحدث إلى أن الهجوم الإرهابي الأخير بورڤلة فضلا عن سابقة في تمنراست هو مجرد ردة فعل يائسة وبائسة - على حد تعبيره - بادرة من شتات بعض الجماعات الإرهابية على حملة التمشيط التي يشنها الجيش الوطني الشعبي رفقة وحدات الأمن والدرك الوطنيين في عدد من ولايات الوطن، والتي أسفرت عن سقوط العديد من الإرهابيين في قبضة الدولة وقتل الكثيرين منهم، هدفها استعراض إعلامي للفت النظر لا غير. هذا وأكد سعيدي في السياق ذاته أن مثل هذه الاعتداءات الشنيعة لن تثني من عزيمة السلطات وشعبها في إرساء الاستقرار والأمن بصفة دائمة في البلاد بعد كوارث العشرية السوداء. من جهته، اعتبر جلول جودي المتحدث باسم حزب العمال، التصعيد الإرهابي الذي يشهده جنوبالجزائر، دلالة على بوادر تحركات خارجية وأجندات خفية تهدف إلى ضرب الاستقرار الأمني الداخلي للبلاد والتشويش عليها، عشية انطلاق الاحتفال بخمسينية الاستقلال، فضلا عن محاولة إقحامها في زوبعة التعفين الأمني في مالي. إلى ذلك، تتوقع مصادر أن تواصل هذه العصابات محاولات ضرب استقرار الجزائر خاصة مع اقتراب خمسينية الإستقلال وشهر الصيام، عبر محاولات استعراضية يائسة غرضها تسجيل صيت إعلامي لا غير. ويرى خبير أمني ذو صلة بمكافحة الإرهاب، أنّ التفجير الإنتحاري الذي هز مقر القيادة الجهوية للدرك الوطني بمدينة ورقلة، وبقدر ما كان فعلا انعزاليا يائسا، يحمل رسالة من جماعات الموت التي تريد وبكل ما لها، التأثير على الفرحة الكبرى التي تستعد لها الجزائر لإحياء خمسينية الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية. ويرى متابعون أنّ الاعتداء الأخير أتى للرد على الضربات الموجعة التي وجهتها قوات الجيش لما يسمى ب»قاعدة بلاد المغرب الإسلامي» في كل من جبال القبائل والصحراء، وكذا التضييق الكبير الذي تفرضه قوات الأمن بما حجّم تحركات العصابات الإجرامية. وأكد قائد الأركان ڤايد صالح عزم الجيش الوطني الشعبي على مواصلة مطاردة فلول الإرهاب، من أجل التطهير الكلي للبلد من هذه العصابات التي تلقت ضربة قاضية قبل 48 ساعة، بعد أن ذهبت العديد من المصادر للحديث عن مصرع أمير جماعة الملثمين التي يتزعمها الإرهابي المعروف الأعور في اشتباك بمدينة غاو المالية.