أكدت مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، أنها عازمة إلى جانب قوات الأمن الأخرى، على ضوء التعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على "مواصلة ودون هوادة مهمة القضاء على بقايا الإرهاب، وذلك في ظل الاحترام الصارم لقوانين الجمهورية". * * العصابات الإجرامية استعملت قنابل بشرية لزرع الحزن والأسى واليأس وسط المواطنين * * المؤسسة العسكرية أكدت أن العناصر الإرهابية التي تقف وراء الاعتداءات الإجرامية الأخيرة، "بفعل جنونهم المدمر وبعد اقترافهم لما لا يغتفر وقتل عديد من مواطنينا، نجدهم مرة أخرى، يستهدفون المؤسسة العسكرية، ومختلف قوات الأمن، ليتضح أنها مناورة تهدف وبكل بساطة إلى زعزعة الثقة في مؤسسات الدولة وإلى زرع الشك وضرب الجبهة الداخلية ضد تهديد واسع النطاق يضرب دون تمييز جميع بلدان المعمورة". * مجلة "الجيش" لسان حال الجيش الوطني الشعبي، دعت المواطنين وكل الجزائريين إلى مزيد من الحيطة واليقظة، حيث أكدت في عددها الأخير: "أمام رعب وفظاعة الجريمة وبعيدا عن كل خلط، فإن الموقف الذي أجمعت عليه صحافتنا الوطنية ومجتمعنا بكل فئاته، مطالبين من خلال ذلك، بمزيد من اليقظة والتعبئة والتجند، يمثل بما لا يدع مجالا للشك، ورقة رابحة يمكن استغلالها واستعمالها خلال المرحلة الراهنة من محاربة الإرهاب المدمر". وأشارت "الجيش" إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة، "المركزة والموجهة، التي نفذتها وحداتنا المتواجدة بكل قوة في الميدان، دليل على عزمها وإرادتها الفعالة". * المؤسسة العسكرية أوضحت في افتتاحية "الجيش"، أنه عشية حلول شهر رمضان الفضيل، "خيم الحزن على عديد من العائلات الجزائرية بفعل تصرفات عصابات إجرامية يائسة ومضطربة، تبحث عن كل السبل الممكنة لفك الخناق المضروب حولها"، وأضافت "الجيش" في افتتاحيتها: "لقد استعملت هذه العصابات قنابل بشرية لزرع الموت والحزن والأسى وسط مواطنين مدنيين"، متسائلة: "فهل من الضروري في هذا المقام، التذكير بأن اللجوء إلى هذا النمط الإجرامي لم يكن أبدا دليلا على الحالة الجيدة لمستعمليه، بل هو دليل على نهاية حتمية لا مناص منها". * وأبرزت "الجيش" في موقفها من الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي خلفت عشرات الضحايا من الجزائريين: "بغية تبرير ما لا يبرر، لم يتوان أصحاب هذه الأفعال الهمجية وكالمعتاد، في المساس بمؤسستنا العسكرية، من خلال محاولات يائسة لفرض تبريرات أقل ما يقال عنها إنها جوفاء وبالية أثبتت عدم جدواها لفرط استعمالها وبفعل الزمن". * وشددت "الجيش" في سياق متصل: "علينا أن نؤكد بأن التطور المسجل ميدانيا في مجال مكافحة الإرهاب، وأن تلك الخيارات والإنجازات التي تمت على أوسع نطاق سواء على الصعيد الوطني أو الدولي لا تروق الذين لا يزالون يداعبون ذلك الأمل في أن يروا الجزائر تغرق في اللااستقرار الدائم، وبالتالي عدم تمكنها من مواصلة برنامجها الإصلاحي الطموح". * وذكرت "الجيش" أن الأمر يتعلق بآفة عابرة للأوطان، والمجتمع الدولي الذي يسجل تعاون الجزائر الهام في هذا الميدان، "مدعو لتعاون أكبر ما بين الدول، لاسيما وأن الأمر يتعلق بالمقام الأول بتجفيف منابع شبكات الدعم والتجنيد لهذه العصابات الإجرامية التي فقدت بالتأكيد كل حجة سياسية أو إيديولوجية أو دينية"، وأضافت "الجيش": "وأكثر من ذلك، فإنها فقدت كل دعم من طرف السكان الذين فهموا جيدا أن الإرهاب يهدد وينسف آمالهم في التقدم والازدهار والسلم". * وذكّرت "الجيش" بالأوامر التي أصدرها الرئيس بوتفليقة، في جويلية 2007: "إنني أصدر بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمرا بضرورة تكثيف الجهود لمحاربة بقايا الإرهاب.. إن الإعتداءات الإجرامية المقترفة، أثبتت أن اليقظة ماتزال مطلوبة.. فذلك يتوقف عليه أمننا والحفاظ على مكاسب السلم".