يعتبر شهر رمضان فرصة لا نظير لها من أجل تعديل الكثير من السلوكات في حياة الفرد واكتساب أنماط وسلوكات غذائية سليمة، وبالأخص الإقلاع عن مختلف المواد الضارة التي لطالما وجد الإنسان صعوبة كبيرة في التخلّص منها، رغم علمه بوقوفها وراء الكثير من الأمراض المزمنة. تعمد الكثير من الأسر بمجرد اقتراب رمضان إلى ضبط رزنامة المشتريات التي يزداد الإقبال عليها في شهر الصيام، حيث يسعى أرباب العائلات إلى توفير مختلف المواد الغذائية على اختلافها وبغض النظر عن الأسعار. ومن الأنماط الغذائية السلبية التي يجب إعادة النظر فيها، يذكر الدكتور محمد شريف بلعربي المشروبات الغازية كواحدة من العادات الغذائية السلبية التي تزداد عند الكثيرين للحصول على بعض الانتعاش، ويحذر الطبيب كثيرا من تناول المشروبات الغازية عند الإفطار أو حتى في وسطه لأنها تؤدي إلى التخمة وبعض المشاكل الصحية أهمها عسر الهضم. للصوم فوائد جاءت بها الحكمة الإلهية، إلاّ أنّ هناك الكثير من الأمور التي لابد أن تصوّب ومنها الأنماط الغذائية الخاطئة التي اكتسبها الكثيرون، نظرا لحرصهم على تطبيق مختلف العادات والتقاليد الرمضانية، ومنها تنوّع الأطباق إضافة إلى المقبّلات الغنية بالسكريات، وعلى حدّ شرح الطبيب فإنّ زيادة استهلاك جسم الإنسان للعديد من المواد الغذائية في فترة جد قصيرة لا يعطي فرصة ملائمة للهضم. ومن العادات الغذائية السلبية السائدة خلال الشهر الفضيل، اعتقاد الكثيرين أنهم بحاجة كبيرة إلى تناول اللحم، بهذا الشأن حذّر د/بلعربي كثيرا من هذا السلوك، ودعا إلى تعويض لحم الأغنام باللحوم البيضاء وحتى الأسماك، طالما أنّ اللحوم الحمراء غنية بالكولسترول الضار الذي يؤدي تراكمه إلى الكثير من الأمراض أهمها الجلطة القلبية. ساعات الصيام تعتبر فرصة كبيرة لتصحيح بعض السلوكات الخاطئة التي في حال استمرارها، فإنها تشكّل خطرا على صحّة الفرد كونها تسبب الكثير من الأمراض حتى المزمنة، وأهمها التدخين والإقبال المكثّف على استهلاك القهوة والسجائر، وكذا الشراهة في الأكل. في الصدد ذاته، يشير د/ بلعربي أنّ الجسم لا يحتاج إلى كميات كبيرة من الأكل، في الوقت الذي يجب أن نتناول ما نحتاجه من خلال الحرص على أن يكون غذاؤنا متنوعا وصحيا. نصائح طبية لنظام غذائي رمضاني سليم أكّد الطبيب أنّ توزيع الوجبات بين ساعات الإفطار والسحور يجب أن يخضع لنظام خاص مع العناية بمكونات تلك الوجبات. ومن النصائح التي قدمها ذات المتحدث ضرورة التقليل من العجائن، والدهون المستعملة في تحضير مختلف الأطباق مع الحرص على تناول الخضر والفواكه الطازجة، والابتعاد عن المشروبات السكرية لأنها تزيد من العطش، يقول في هذا الجانب: “الدهون والسكريّات بدخولها الجسم تتحوّل إلى سموم وتحتاج إلى طردها”. كما دعا الدكتور إلى شرب كميات كبيرة من الماء خصوصا مع تزامن رمضان هذه السنة مع عز أيام الصيف، وذلك تفاديا لجفاف الجسم خلال ساعات الصيام بالإضافة إلى الرياضة التي تبقى مهمة في رمضان على حد قول الطبيب الذي يردف قائلا “إنّ رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين لأنه السبب الكامن وراء العديد من الأمراض”. أما بالنسبة للسحور، فينصح بتناول الحليب، البيض والكسكسي بالزبيب لأنه سكر معقد ويساعد الجسم على الحصول على السكر ببطء، ما يساعد الجسم كثيرا في مقاومة الجوع.