تعتبر بلدية حامة بوزيان واحدة من بين أهم البلديات الكبرى في ولاية قسنطينة، غير أنها تفتقر لعدة مؤهلات مادية وبشرية تضمن لسكانها حياة الرفاهية والراحة مواكبة لعصر الرقي والتحضر في خضم زمن يتسارع بوتيرة أكبر. انعدام المرافق العمومية زاد من حدة العزلة والتهميش يواجه سكان بلدية حامة بوزيان، إشكالية غياب المرافق العمومية والاجتماعية التي ساهمت بشكل كبير في حجزهم داخل بيوتهم، حيث تغزو المساكن الاجتماعية والمحلات التجارية شوارع المدينة التي تفتقر إلى مساحات خضراء ومساحات لعب تضمن للأطفال والعائلات حياة التجوال والترويح عن النفس خاصة خلال فصل الصيف وشهر الصيام، وقد أبدى العديد من المواطنين الذين لا يزال أملهم قائما إزاء توفير السلطات المحلية لتلك المرافق التي من شأنها إخراجهم من بوتقة الانغلاق والتقليص من حدة الإنفاق على أطفالهم تحت حتمية التجوال بهم طيلة أيام العطلة الصيفية. افتقار البلدية لوسائل النقل الكافية ينغص حياة العاملين خارجها ندد العشرات من المواطنين الذين يعملون خارج بلدية حامة بوزيان من مشكل نقص وسائل نقل بديلة عدا الحافلات القديمة التي تقلهم إلى أماكن عملهم متأخرين في أغلب الأحيان، إذ تفتقر المنطقة لسيارات الأجرة، في حين استولت سيارات “الفرود” بأسعارها الباهظة على الميدان، كما تعرف الطرقات الرابطة للمنطقة حالة متردية خاصة الطريق المؤدي إلى “عوينة الفول” التي لا تصلح حتى للراجلين، فضلا عن تكسر الطريق الرابط بين منطقتي الزويتنة والبرقلي وعديد المشاتي المجاورة، مما زاد من عزلتها وتهميشها. مصنع الإسمنت يشكل مخاطر بيئية كبيرة يشتكي سكان بلدية حامة بوزيان من تزايد مخاطر التلوث البيئي والجوي الذي يتسبب فيه مصنع الإسمنت بالرغم من تدعيمه بمصفاة حديثة لتصفية الغبار، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لمنع انتشار سموم المصنع المتطايرة عبر الهواء الذي أدى إلى إصابة أعداد هائلة من السكان بأمراض الربو والحساسية وبعض الأمراض الجلدية. وقد طال التلوث ليمس الأراضي الفلاحية التابعة للتجمعات السكنية المحاذية للمصنع الذي بات يهدد حياة الكائنات بما فيها الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، وحسب تصريح بعض الناشطين في مجال البيئة ببلدية ديدوش مراد، فإن تفاقم خطر المشكلة على بلدية حامة بوزيان وماجاورها من بلديات راجع إلى تصريف المصنع لغازاته عبر المداخن العتيقة دون استغلاله للمصفاة التي من شأنها تصفية تلك الإفرازات الهوائية بعد توجيهها إلى مخارج أخرى. تدهور طرقاتها ومداخلها المحلية أهم عوامل عزلتها تشهد العديد من مداخل وطرقات بلدية الحامة وضعية مزرية جراء اهتراء الطرقات التي ميزتها المطبات والحفر وتفجرت خلالها قنوات الصرف الصحي، مما أسفر عن تذمر السكان واستيائهم مناشدين السلطات المحلية إصلاح وتعبيد الطرقات والأرصفة قبل تجسيد مشروع إعادة مواقف الحافلات إلى أماكنها بعدما عمدت البلدية إلى إزالتها تحت غطاء إعادة تهيئة الشارع الرئيسي منذ أزيد من عام ونصف. وزيادة على جملة هذه المنغصات يصطدم سكان الحامة بالخدمات الرديئة على مستوى المستوصف البلدي، الذي غالبا ما تكون أبوابه موصدة مما كان سببا في وفاة العديد منهم وذلك بالنظر إلى عدم توفير الإسعافات الأولية التي من شأنها أن تحول دون حدوث ذلك، فضلا عن المحسوبية والوساطة التي ضربت بأطنابها. وتبقى بلدية حامة بوزيان واقعة بين ثنايا المعاناة والانغلاق تنعي حظها الذي أفقدها الكثير من عوامل التمدن والحضارة.