في قسنطينة وتحديدا ببلدية حامة بوزيان الكل يلعن من خطط وقرر لإقامة مصنع اسمنت في محيط عمراني كبير يتوسط بلديتين بأزيد من 120 ألف ساكن يفرز منذ سنوات سموما قاتلة جعلت من سكان ثالث أكبر مدن عاصمة الشرق يستنشقون غبارا يتطاير من هذا المصنع ليل نهار وأفسدت بساتينها الشهيرة وطنيا وحتى عالميا كجنان التفاح والكرز والقناوية ويكفي هنا أن نشير أن تفاح الحامة قبل إفرازات مصنع الاسمنت نال جوائز عديدة واختير لسنوات كأفضل منتوج وطني وحتى في فرنسا وبمجرد أن يذكر اسم قسنطينة تجد بعض المعمرين القدماء يحدثونك عن "جريوات وقناوية الحامة " اليوم البساتين أكلها غبار الاسمنت والفلاحون غيروا نشاطهم وأجواء الحامة كلها تلوث والكثير من المواطنين يعانون الربو والحساسية وأمراض أخرى لها علاقة بسموم مصنع صار يصنع الموت وأخطاره تنذر بكوارث سيما في ظل لا مسؤولية من يشرفون عليه وعدم اكتراثهم لصيحات ليس فقط أصدقاء البيئة من جمعيات ومنظمات وإنما بما فيها توصيات الرئيس بوتفليقة نفسه الذي زار المصنع في آخر نزول له وطالب بضرورة إنهاء مشكل تطاير الغبار وخروجه مباشرة لأجواء المنطقة حينها كان الحديث عن مصفاة تكلف الملايير تم استقدامها من ايطاليا على ما أظن غير أن الواقع يقر أن لا شيئ تغير سوى مزيدا من الغبار وبكميات تجعل زرقة السماء ضبابا أو قل سحابا . أمس صادف تواجدنا بمقر المجلس الشعبي الولائي بقسنطينة تواجد رئيس جمعية حماية البيئة والطبيعة وكان أول ما تطرق إليه ونحن نتجاذب أطراف الحديث رفقة مسؤولين آخرين مشكل غبار مصنع الاسمنت فالرجل يعرف أنني إبن الحامة كما يدرك قيمة الإعلام فراح يتحدث عن صمتنا كصحفيين إزاء صناع الموت على حد قوله داعيا الى ضرورة الانتفاضة ضد هذا المشكل والبداية بمراسلات السلطات المحلية والمركزية من قبل مواطني حامة بوزيان وديدوش مراد وإرغام المؤسسة على وضع المصفاة وكأني به بعيد عن واقع قسنطينة فالكل بدء ا بأكبرمسؤول الى أصغرهم يشاهد الغبار ويعبر مسلك الطريق الوطني رقم 3 المؤدي صوب عنابة ويدرك تكلفة الأخطار فلما لا يتحركون أم أن العادة صارت في قطع الطرق والاحتجاجات ثم بعده تأتي الحلول ؟ فقلت لصاحبنا دوركم كجمعية لحماية البيئة والطبيعة أكبر من شكاوى مواطنين لم تتعد صرخاتهم واد السخون بالحامة الذي يشرب من مياهه عدد كبير من سكان مدينتي قسنطينة وعين السمارة ؟