تعرف القباضة الرئيسية ومختلف فروع مكاتب البريد بمدينة سطيف، ضغطا متزايدا طوال أيام الأسبوع بفعل الإقبال المتزايد عليها من لدن آلاف المواطنين من الزبائن الذين يؤمون هذه المرافق لقضاء مصالحهم. فيما يخص القباضة الرئيسية المقابلة لمقر الولاية فقد أضحت مع مرور الوقت عاجزة تماما على استقبال المزيد من المواطنين نظرا لضيقها، حيث تعرف اكتظاظا كبيرا طوال ساعات الدوام خاصة أثناء صب رواتب الموظفين، حيث الطوابير اللامتناهية والتي ينجر عنها في بعض الأحيان مناوشات وملاسنات بين الزبائن أو بين هؤلاء الموظفين، وقد ازدادت هذه الوضعية سوءا بفعل فتح شباك لدفع مستحقات الكهرباء والغاز، والذي يعرف بدوره إقبالا متزايدا طوال أيام الأسبوع مما ضاعف من هموم هذه المنشأة البريدية التي يرجع تاريخ إنشائها إلى مطلع السبعينيات، حينما كان عدد سكان المدينة لا يتجاوز ال50 ألف ساكن فيما وصل حاليا إلى زهاء 400 ألف ساكن. الملاحظة نفسها تنطبق على المركز البريدي المحاذي للسوق المغطاة والذي يعد أقدم منشأة بريدية بالولاية بكاملها، حيث لم يعد هو الآخر قادرا على تقديم الخدمات اللازمة للزبائن نتيجة ضيقه وافتقاره للمرافق الضرورية مماجعله يعيش وسط فوضى عارمة طوال ساعات العمل الرسمية. من جهتها تعيش باقي الفروع البريدية الأربعة الموزعة عبر أحياء المدينة على وقع الاكتظاظ والطوابير اللامتناهية، مثلما عليه الحال بالنسبة للفرع الواقع بحي يحياوي والذي يترجم لا محالة مدى الوضع الصعب الذي يعيشه قطاع البريد بعاصمة الهضاب العليا، والذي بقي يراوح مكانه دون أن يحقق مشاريع بحجم التحديات التي يشهدها هذا القطاع الذي يصنف ضمن القطاعات الاستراتيجية التي يعول عليها كثيرا في دعم وتيرة التنمية المحلية. ولعل ما زاد من هموم القطاع بعاصمة الولاية، هو التأخر الحاصل في استلام المركزين البريديين الواقعين بكل من حيي الهضاب وحشمي، حيث لازالت الأشغال بهما متواصلة لحد الآن إذ كان من المقرر استلامهما مع مطلع السنة الجارية، وكانت لجنة الشؤون الاجتماعية للمجلس الشعبي الولائي، قد شددت خلال الدورة الأخيرة لذات الهيئة على ضرورة الارتقاء بالقطاع سواء من خلال توسيع الهياكل المتواجدة حاليا وتجهيزها بالوسائل اللازمة، أو من خلال برمجة مشاريع جديدة تستجيب للحاجيات المتنامية.