فتح منظمو الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف أمس، قوسا للتوثيق الركحي بمشاركة كوكبة من المتخصصين الجزائريين والعرب، كما شهد المحفل عرض الكاتب الفلسطيني غنام غنام ل« المختصر المفيد في المسرح العربي”، وهي سلسلة أعدتها الهيئة العربية للمسرح، وتعتبر خطوة أولى نحو موسوعة توضع بين يدي القارئ، تتناول المسرح في العديد من البلدان العربية على غرار قطر، لبنان، المغرب، لبيا ومصر، وأهاب غنام بالجزائريين لاحتضان مقر المركز العربي للتوثيق المسرحي. وشهد الموعد الذي احتضنته قاعة الأطلس بباب الوادي أمس، إثارة إشكالية التوثيق والأرشفة ومدى صمود الورق أمام موجة الرقمنة، في وقت تطرق حسن يوسف من المغرب إلى منابع التوثيق في المغرب الأقصى، مدينا وزارة الثقافة على إهمالها حفظ التراث وعدم توفير أرشيف خاص لذلك، كما أشاد بأهل الفن في جمع المادة التوثيقية منذ 1923، وجهود عبد الله شقرون الذي يعتبر خزان التوثيق، وكان له الفضل في توثيق ذاكرة المسرح الجزائري بعد دعوته من الراحل محي الدين بشطارزي. من جانبه، تطرق الناقد المسرحي حميد علاوي إلى تجليات العلاقة بين النقد والأرشفة، وقال أن غياب الأرشفة تقودنا للنقد الانطباعي الارتجالي، وركز على حتمية التوقف عند نقاط عديدة قبل نقد أي عمل مسرحي لذلك لابد من الأرشفة، من جانبه تطرق عصام أبو القاسم منسق البرامج المسرحية بالشارقة، إلى الدور السلبي الذي لعبه النقاد في تشويه ذاكرة المسرح العربي الذي تجاوزت تجاربه ال 100 عام، بسبب تقاعسهم وعدم التمكن من إدارة المعلومات وآليات الأرشفة، موجها أصبع الاتهام لعلي الراعي بدعوى “تقصيره” في توثيق المسرح السوداني.