[MASRAH] ^ إطلاق مشروع لجمع الذاكرة المسرحية الجزائرية منذ الاحتلال تحول مبنى المسرح الوطني «محي الدين باشطرزي» إلى ورشة مفتوحة على خلفية الترميمات التي يشهدها المكان منذ أشهر، حيث تقرر بناء على هذا، تأجيل الدورة الثامنة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف إلى غاية ال15 من شهر سبتمبر القادم عوض أواخر شهر ماي وبداية جوان مثلما جرت العادة. وأوضح مسؤول الإعلام بالمسرح الوطني فتح النور بن براهم في تصريحات ل«البلاد»، فإن التحضيرات لا تزال جارية للحدث الذي سيعرف مشاركة 50 فرقة محلية وأجنبية منها 17 فرقة ممثلة عن المسارح الجهوية، بالإضافة إلى الفرقتين الحاصلتين على المراتب الأولى في مهرجاني عنابة وسيدي بلعباس للمسرح المحترف. وقال بن براهم إن هذه الدورة ستكون في إطار الاحتفالية الخاصة بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال التي تمتد على مدار عام كامل، مضيفا أنه تمت برمجة ملتقى علمي في هذا الإطار يناقش موضوع «المسرح والثورة» يشارك فيه عدد من المختصين والمسرحيين والأساتذة والنقاد. وسيتطرق هؤلاء، حسب محدثنا، إلى واقع المسرح الجزائري أثناء الثورة التحريرية وقبيل استرجاع الاستقلال، وأهم المواضيع التي كان يتناولها آنذاك، إلى جانب تنظيم عدد من الورشات والنشاطات الفكرية والعلمية التي لن تخرج عن إطار الاحتفال بمرور نصف قرن على استرجاع الجزائر استقلالها. في السياق ذاته، سيكون محور «التوثيق والأرشفة» محل دراسة ونقاش خلال التظاهرة تحت شعار «خمسون سنة من استرجاع الاستقلال.. وخمسون سنة من المسرح». وجاء في الورقة العلمية للملتقى العلمي أن «الوثيقة هي كل المصادر التي تثبت الحقوق وتحفظ الهوية وتضعنا أمام التطورات في مختلف المجالات، وتلعب دورا هاما في التخطيط واتخاذ القرارات، وتمكننا من الوقوف على حقيقة الماضي الذي لا يمكن معرفته إلا من خلال الوثائق والشواهد. ومنه برز التوثيق علما قائما بذاته، موضوعه كل العمليات والأساليب اللازمة لتوفير المعلومات والاستخدام الأمثل لها». وأوضحت الورقة أيضا «من هذا المعنى الشامل لمفهوم الوثيقة وأهمية التوثيق، ومن موقع أننا مسرحيون، نتساءل اليوم عن حقيقة الوعي الوثائقي الذي بلغته مؤسساتنا الثقافية والمسرحية في وطننا العربي وفي بلدنا الجزائر على وجه الخصوص، مقدرين أنه لم يصل بعد إلى قيمة موروثنا التاريخي والحضاري الذي تركه الأسلاف». من ناحية أخرى، يطرح الملتقى العديد من الإشكاليات من بينها «إلى أي مدى يصل الوعي الأرشيفي والتوثيقي في وطننا العربي؟»، وذلك في محاولة لرصد واقع العمل التوثيقي خاصة في مؤسساتنا المسرحية، من خلال عرض ودراسة مختلف التجارب العربية والعالمية في هذا الصدد. ومن خلال التسهيلات المذهلة التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات في تحديث المعلومة وتوفير أوعية تخزينية كبيرة ومتنوعة، إلى أي مدى يمكن المراهنة على ذلك في حفظ وحماية ذاكرتنا لأطول مدة تتجاوز قدرات الأشكال التقليدية التي استعملها أسلافنا في حفظ ذاكرتهم التاريخية لمدة آلاف السنين، و«ما هي تحديات حفظ الأرشيف المسرحي إلكترونيا وحمايته من الضياع». ويهدف الملتقى إلى التأسيس لعملية جرد وإحصاء كل ما كتب عن المسرح الجزائري، داخل الوطن وخارجه، في الصحافة المكتوبة وعبر الإنترنت بالاشتراك مع الجامعة والمركز الوطني للأرشيف، بالإضافة إلى جمع النصوص المسرحية والوثائق والشواهد داخل وخارج الوطن لحفظ الذاكرة المسرحية الجزائرية.