دخلت جل التشكيلات السياسية بوزنيها الثقيل والخفيف في عمليات حشد واسعة بالجلفة للهمم، بعد أن تم استنفار قواعدها النضالية من خلال حملة التعبئة الكبيرة التي تقوم بها استعدادا لانتخابات المجالس المحلية. من جهته بدا التجمع الوطني الديمقراطي من بين أكثر الأحزاب السياسية عزما وتصميما على استرجاع هيبة الحزب على الرغم من الهزات التي يعرفها، ومن هنا أكد في أكثر من مناسبة على عزمه للنزول إلى الميدان عبر 48 ولاية والإلتقاء بقواعده النضالية، مستعينا ببعض المنتخبين الوطنيين على مستوى المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، كما هو الحال بولاية الجلفة مثلا. في هذا الصدد يواصل السيناتور بلعباس بلعباس رئيس كثلة التجمع الوطني الديمقراطي بمجلس الأمة سلسلة لقاءاته التشاورية الإعدادية من أجل وضع التصور الموحد للدخول وبقوة في الإستحقاق القادم، حيث تتم هذه الأيام على مستوى المكتب الولائي بالجلفة اجتماعات ماراطونية بين منتخبي الحزب من أجل ضبط القوائم النهائية للحزب الذي يسيطر على 23 مجلسا بلديا من مجموع 36 بلدية بولاية الجلفة، حيث تم التأكيد وخلال اجتماع أخير –حضرت “السلام” جانبا منه- أن الكرة في مرمى المنتخبين وأن الباب مفتوح أما الجميع من أجل الترشح وأن رؤساء البلديات الذين ساعدوا قائمة الحزب المرشحة في التشريعيات المنصرمة، ستكون لهم الأفضلية في الترشح وإعداد القائمة وهذا كدليل على أن القيادة المركزية للحزب لن تتخلى عن مناضليها وإطاراتها الأوفياء. المنسق الولائي للحزب ألح على ضرورة العمل وتكثيف الجهود من أجل الحفاظ على المكانة الريادية للحزب كقوة سياسية أولى تهيمن على الحياة السياسية محليا، خاصة وأن صفوف “الأرندي” كانت قد تدعمت بوجوه جديدة وإطارات شابة فرت من أحزابها والتحقت بصفوف الحزب، مما سيعطي دفعا قويا وحظوظا أوفر خلال الإستحقاق القادم الذي يراهن عليه بلعباس كثيرا، ولأجل ذلك كثف من وتيرة اللقاءات مع المنتخبين والقاعدة النضالية التي تكاد تكون يومية. إذا كان بيت الغريم الأرندي يبدو على ما يرام، فإن بيت جبهة التحرير يوجد في وضع لا يحسد عليه من جراء إصرار حركة التقويم والتأصيل على سحب البساط من تحت أقدام عبد العزيز بلخادم، خاصة بعد أن نفض رئيس الجمهورية يديه منه وبالتالي فتح أبواب جهنم على بلخادم الذي يرى فيه خصومه أنه خطر على الأمن العام وذهابه مسألة وقت فقط، خاصة بعد أن نجح خصومه في حصد النصاب القانوني وأكثر من أعضاء اللجنة المركزية التي تتهيأ لعقد دورة طارئة يكون فيها إقالة بلخادم المحور المهم في جدول الأعمال. وضع الأفلان من شأنه رهن حظوظ حزب الأغلبية في البرلمان ومن المنتظر أن تكون مصائبه فوائد لأويحيى و«الرانداويين” وما للنزيف الذي تعرفه القواعد النضالية ورفضها المطلق لتدخل النواب في تحديد قوائم المترشحين في المحليات القادمة لخير دليل على الوضع الهش الذي يمر به الحزب. و يبدو أن الخاسر الأكبر في اللعبة، سيكون حزب حمس إثر النزيف الحاد الذي يشهده يوميا مع إلتحاق العديد من نواب البرلمان وحتى وزراء الحركة بحزب تجمع أمل الجزائر بزعامة وزير الحركة السابق المغضوب عليه عمر غول، الذي تمكن في وقت جد قصير من الإستحواذ على النصيب الأكبر من كوادر “حمس”.