تتواصل الحركة الاحتجاجية التي شنها تلاميذ ثانوية سليماني محند واعلي ببلدية فريحة وتدخل يومها الحادي عشر دون الوصول إلى تسوية، حيث ندد تلاميذ ثلاث شعب وهي العلوم الطبيعية والرياضيات والرياضيات التقنية ببرمجة الإدارة للمواد الأساسية في الفترات المسائية، مطالبين بإيجاد حل لخمسة أقسام نهائية متنقلة، فضلا عن مطالبتهم برحيل أساتذة يدرّسون الرياضيات· رفض، أمس، تلاميذ الطور النهائي بثانوية سليماني محند واعلي العودة للدراسة بعد تماطل الإدارة في الاستجابة لكل مطالبهم، وقرروا مواصلة إضرابهم المفتوح عن الدراسة الذي دخلوه يوم 19 سبتمبر الجاري، ورغم عقد أولياء التلاميذ اجتماعا مع المدير، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى إقناعهم عن وقف الاضراب، ما يرهن وضعية هذه الثانوية التي استطاعت السنة المنصرمة أن تسجل المرتبة الأولى بولاية تيزي وزو في شهادة البكالوريا بنسبة نجاح عالية تقدر ب 98,95 بالمائة، وحققت المرتبة الحادية عشر على المستوى الوطني· وقصد معرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت التلاميذ إلى التمسك بمطلبهم، قمنا بزيارة الثانوية وقابلنا التلاميذ والأساتذة· تلاميذ وأساتذة يستنكرون برمجة المواد الأساسية للشعب العلمية في الفترات المسائية المشكل الرئيسي الذي طرحه أساتذة وتلاميذ ثانوية فريحة والذي اعتبروه مفجر هذه الحركة الاحتجاجية هو إقدام الإدارة على برمجة المواد الأساسية في الفترات المسائية لأقسام الشعب العلمية، حيث أجمع الطلبة على أنه من المستحيل أن يقبلوا دراسة المواد العلمية في المساء، وبحسبهم فهذه المواد تتطلب تركيزا أكثر، لأنها تتوفر على معامل كبير، ويجب أن تبرمج في الصباح حيث يكون التلاميذ في كامل قواهم الجسدية والذهنية، إذ لم يخفوا أنه من الصعب جدا تلقين هذه المواد في المساء، خصوصا أن مدينة فريحة تعرف بدرجة حرارتها المرتفعة في أيام الحر· وكشف تلاميذ شعب العلوم الطبيعية أن الإدارة برمجت مادة العلوم الطبيعية والفيزياء في المساء، فيما برمجت لهم اللغات الأجنبية واللغة العربية في الصباح، ونفس الأمر طرحه تلاميذ شعبتي الرياضيات والرياضيات التقنية، حيث قالوا أن مادة الرياضيات برمجت في الفترة المسائية، واعترفوا أنه من الصعب جدا فهم الدروس وتلقينها بالطريقة الجيدة· وهذا الأمر أكده الأساتذة، حيث أجمعوا على أن التلاميذ يفقدون طاقتهم في الفترة الصباحية ومعظمهم لا يقدر على استيعاب الدروس في المساء، وأضافوا أن التلاميذ يركزون ويجتهدون في القسم أكثر في الفترات الصباحية، فيما تتراجع نسبة تفكيرهم وتركيزهم في المساء، واعتبروا مطالب التلاميذ شرعية، مطالبين الإدارة بضرورة إعادة النظر في برمجة الدروس دون تضييع الوقت· 5 أقسام تعيش كبدو رحل المشكل الثاني الذي طرحه التلاميذ هو النقص الكبير للمرافق البيداغوجية على مستوى ثانويتهم، وهذا الأمر أكده أولياء التلاميذ والأساتذة والإدارة، حيث أشاروا إلى أن هناك 5 أقسام متنقلة، تجد نفسها تتنقل يوميا وفي كل ساعة بين الأقسام بحثا عن قاعة للدراسة، ما يخلف تضييعا للوقت وفقدان التلاميذ لتركيزهم· وفي هذا الصدد، أكد بعض أساتذة هذه الأقسام المتنقلة أنهم يضيعون أكثر من 20 دقيقة في تغيير قاعة الدراسة أو البحث عنها في الثانوية· وقد طالب التلاميذ الإدارة بضرورة إيجاد حل لهذه الأقسام وتخصيص أقسام خاصة قصد السماح لهم للاستقرار جسديا وذهنيا· وعلمنا أن الثانوية تتوفر على 26 قسما، مقابل 21 قاعة، ما جعل الإدارة مضطرة لجعل 5 أقسام متنقلة، تغير القاعة كل ساعة أو ساعتين· الإدارة تقرر إعادة النظر في برمجة المواد الأساسية وتقترح تدعيم ثانويتهم ب5 قاعات بالبناء الجاهز أكد بعض أولياء التلاميذ في حديثهم ل''الجزائرنيوز'' أن مدير الثانوية وعدهم على هامش الاجتماع الطارئ الذي عقدوه معه بحل هذه المشاكل في أقرب وقت، وقال لهم أنه سيقابل الجهات المسؤولة على غرار مديرية التربية ووالي تيزي وزو ويراسلهم ليطالبهم بتدعيم الثانوية ب5 قاعات بالبناء الجاهز، سعيا منه للقضاء على مشكل نقص الأقسام، ووعدهم المدير أيضا بإعادة النظر في رزنامة المواد الأساسية للشعب العلمية وبرمجتها في الفترات الصباحية· من جهة مقابلة، صرح أحد أولياء التلاميذ أنهم منحوا مهلة للإدارة مدتها أسبوع تنتهي يوم غد الجمعة، قصد تجسيد وعودهم والاستجابة لمطالب التلاميذ، وكشف أنهم سيعقدون غدا الجمعة اجتماعا مع الإدارة للإطلاع على مدى احترام وعودهم· هذا، وقد أكد، أمس، أحد ممثلي التلاميذ في اتصال هاتفي مع ''الجزائرنيوز'' أن الإدارة استجابت لمطلبهم الأول، المتمثل في إعادة برمجة المواد العلمية في الصباح، وقال أن الإدارة طلبت منهم مهلة 10 أيام للانتهاء منها، وبعدها تجسيدها في الميدان، ورغم ذلك أكد أن الإضراب عن الدراسة متواصل ''قرار إضرابنا المفتوح عن الدراسة لا رجعة فيه إلى غاية استجابة الإدارة لكل مطالبنا ودون استثناء''· مطلب رحيل أساتذة الرياضيات يعرقل استئناف الدراسة ويضع الإدارة في ورطة في الوقت الذي كادت الإدارة أن تصل إلى حل المشكل وإقناع التلاميذ بوقف إضرابهم المفتوح عن الدراسة بتغيير رزنامة البرمجة وتقديم لهم وعود تدعيم الثانوية ب5 قاعات للدراسة بالبناء الجاهز، وكان من المتوقع أن يعود التلاميذ، أمس، إلى مقاعد الدراسة، لكن الإدارة فشلت في حساباتها، عندما رفض التلاميذ العودة للدراسة، وقرروا مواصلة الإضراب إلى غاية الاستجابة الكلية لمطالبهم، حيث جددوا تمسكهم بمطلب الرحيل الفوري لأساتذة الرياضيات، التي قال عنها التلاميذ أنها تفتقر للكفاءات البيداغوجية وأنها لا تقدم دروسا بالمستوى الجيد في مادة الرياضيات التي تعتبر من المواد الأساسية للشعب العلمية والرياضيات· من جهة مقابلة، اعتبر بعض الأساتذة أن هذا المطلب مبالغ فيه، مؤكدين أن الأستاذة المستهدفة تتوفر على مؤهلات علمية ومهنية جيدة، وأنها تقدم الدروس في المستوى المطلوب، حيث طالبوا التلاميذ بمنحها الوقت قصد التأقلم في الثانوية علما أنها تحولت إلى هذه المؤسسة التربوية خلال الدخول المدرسي الجاري· أولياء التلاميذ يهددون بمنع أبنائهم من العودة للدراسة في حالة عدم تجسيد المدير لوعوده قرر أولياء تلاميذ ثانوية سليماني محند واعلي الضغط على الإدارة قصد التعجيل بحل المشاكل التي تعانيها الثانوية، وهددوا بشن حركة احتجاجية عارمة في حالة تسجيل أي تلاعب في الوعود التي قدمها لهم في الاجتماع، وذلك بالدخول في إضراب عن الدراسة لمدة ثلاثة أيام في كل الأطوار وشل الدراسة على مستوى الثانوية، ومنع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة· متى يتحقق مشروع إنجاز ثانوية جديدة في فريحة؟ كشف مصدر مسؤول ببلدية فريحة أن بلديتهم استفادت من مشروع ثانوية في إطار المخطط الخماسي 2010 و,2014 لكن هذا المشروع لم يرَ النور إلى يومنا هذا، ولم يتم تخصيص له حتى قطعة أرض، وحسب ما أكده مصدرنا، فإن الجهات المعنية فشلت في إيجاد قطعة أرض بمدينة فريحة لاحتضان هذا المشروع، وأرجع السبب إلى غياب العقار العمومي بالبلدية واعتراض الخواص للتنازل عن عقاراتهم قصد إنجاز هذا المشروع· لتبقى بلدية فريحة التي يقطنها أكثر من 35 ألف نسمة رهينة العقار في إنجاز مؤسسات تربوية· هذا، وقد استنكر أولياء التلاميذ التأخر الكبير في إنجاز هذه الثانوية التي من شأنها أن تقلل معاناة التلاميذ، وحمّلوا المسؤولية للبلدية والولاية التي، بحسبهم، لم تبدِ أية رغبة في إيجاد قطعة أرض وإقناع المالكين الخواص بتجسيد هذا المشروع· ويحدث هذا في الوقت الذي يزاول تلاميذ فريحة دراستهم في ثانوية مصنوعة من الشاليهات، وما ينجر عنها من أخطار تهدد صحة التلاميذ، وخصوصا أن الوزارة أصدرت قرارا يتمثل في القضاء على المؤسسات التربوية المصنوعة بالبناء الجاهز· مدير الثانوية يعترف بشرعية المطالب ويؤكد أن حلولها تتجاوزه أكد مدير ثانوية سليماني محند واعلي، أوشان حسين في اتصال هاتفي مع ''الجزائرنيوز'' أن الإدارة أخذت بعين الاعتبار كل مطالب التلاميذ وأوليائهم ''نعمل كل ما بوسعنا لحلها وإعادة الأمور إلى نصابها''· وأوضح أن برمجة المواد الأساسية في الفترة المسائية راجع إلى نقص الأقسام بالثانوية ''نعجز عن برمجة كل المواد الأساسية في الفترة الصباحية لأن الثانوية تعاني من نقص القاعات''، وكشف أن الإدارة برمجت 60 بالمائة من المواد الأساسية في الفترة الصباحية، و40 بالمائة في المساء، وأكد أنه طلب من التلاميذ مهلة عشرة أيام لتغيير البرمجة، كما استبعد أن يتم تحويل كل المواد الأساسية إلى الفترة الصباحية ''مشكل نقص الأقسام سيدفعنا ببرمجة مادتين أساسيتين في المساء''· وأضاف المدير أنه رفع مطالب التلاميذ للوصية وقال ''اقترحت على الوصية تدعيم الثانوية بخمس قاعات من البناء الجاهز للقضاء على الأقسام المتنقلة''· وفيما يخص تهديد أولياء التلاميذ بإضراب لثلاثة أيام، قال أوشان حسين أن أولياء التلاميذ واعون بما يقومون به، وأنهم أحرار في اتخاذ أي قرار، وقال أن ''الوعود التي قدمتها لهم ليست بيدي، بل هي اقتراحات قدمتها للوصية''، واعترف أن حل هذه المشاكل تتجاوزه· أما في قضية مطلب رحيل أستاذة الرياضيات، قال المدير أنه ليس من صلاحيته تنحيتها، وكشف أنه سيستدعي مفتشا في مادة الرياضيات لمعاينتها، وإعداد تقرير عن إمكانياتها ومؤهلاتها ''سأطبق حرفيا ما سيأتي في تقرير المفتش''· كما استبعد المدير أن تؤثر هذه الحركة الاحتجاجية على النتائج الدراسية للثانوية، مؤكدا أنهم سيعملون كل بما بوسعهم للحفاظ على المرتبة الأولى بتيزي وزو في نتائج البكالوريا ''وذلك في عمل جماعي مع الأساتذة وأولياء التلاميذ والإدارة وأعمال والتلاميذ قصد التأكيد على سمعة ثانويتنا''·