مشروع قانون المالية 2025: تدابير جديدة لدعم الاستثمار وترقية الاقتصاد الوطني    انهيار عمارة ببشار: اللجنة الموفدة من وزارة السكن تباشر مهامها    جمعية الدرع للثقافة والفنون بخنشلة تتوج بالمرتبة الثالثة في مهرجان الفرنسيسكان للسلام الدولي بمصر    أمطار رعدية في عدة ولايات شرق الوطن الى غاية يوم الأحد    عطاف يستقبل نظيره التونسي بمطار هواري بومدين الدولي    مشروع قانون المالية 2025: المزيد من التحفيزات الجبائية مع توسيع الوعاء الضريبي, ولا ضرائب جديدة    الاحتلال الصهيوني يصعد من جرائم الإبادة ويستهدف المستشفيات في اليوم ال15 من الحصار على شمال قطاع غزة    غوص بحري: "الغوص البحري بين الترفيه والامن" محور لقاء علمي    إسبانيا: وفد من بلاد الباسك في زيارة لمؤسسات الدولة الصحراوية    مفوضة الاتحاد الإفريقي تدعو إلى اثراء المتحف الإفريقي الكبير واسترجاع الأملاك الثقافية الافريقية المنهوبة    كرة الطاولة/بطولة إفريقيا: الثنائي بوهني-ناصري يحرز الميدالية الفضية    مقرر أممي يدعو المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على الكيان الصهيوني وعزله    ولاية الجزائر تحيي اليوم الوطني للهجرة    الجزائر تجدّد دعمها لحق الشعب الصحراوي    هكذا استشهد السنوار..    الاقتصاد الوطني سينمو ب4.5 بالمائة    عمراني مدرباً جديداً لبلوزداد    هذه قائمة المدربين الأعلى أجراً في العالم    إلغاء وتغيير أوقات عدّة رحلات    زهانة يعوّل على إنشاء السلطة المينائية    بروتوكول تعاون عسكري بين الجزائر وموريتانيا    السمنة.. خطر يُهدّد الصحة العمومية بالجزائر    المنفي مدعو لحضور احتفالات نوفمبر    ربيقة يسلّم دعوة لغالي    تظاهرات متنوعة وإطلاق مشاريع تنموية بولايات الجنوب    10 مساهمات للمسلمين في العلوم    وزير الصحة يؤكّد ضرورة إنشاء أقطاب خاصّة    كرة القدم/الرابطة الأولى موبيليس (الجولة الخامسة) : مولودية الجزائر ترتقي إلى الصدارة    سطيف: 35 عارضا في الصالون الوطني للفلاحة والإنتاج النباتي    الرابطة الثانية هواة/الجولة 5: مستقبل رويسات ونجم بن عكنون يحافظان على الصدارة رغم تعادلهما    الدورة 149 للاتحاد البرلماني الدولي "فرصة رافعت خلالها الجزائر عن القضيتين الفلسطينية والصحراوية"    السيد بوغالي يشارك بجنيف في الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية للمؤتمر ال 6 لرؤساء البرلمانات    وزير الصحة يشرف على افتتاح أشغال المؤتمر الدولي لأمراض القلب    حماس تعلن إستشهاد رئيسها يحيى السنوار    الجمعية العامة للأمم المتحدة: اللجنة الرابعة تتبنى قرارا يجدد التأكيد على الإطار القانوني لقضية الصحراء الغربية    باتنة..مشاركة أزيد من 500 مختص في الملتقى التاسع لأمراض الكلى    الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على توقيع بروتوكول تعاون عسكري بين الجزائر وموريتانيا    الخطوط الجوية الجزائرية تلغي وتغير أوقات عدة رحلات مبرمجة    الرئيس الأرجنتيني يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    ربط أكثر من 40700 مستثمرة فلاحية بالكهرباء منذ 2020    وزيرا الثقافة والتجارة يفتتحان المعارض الفنية والإبداعية الخاصة بتظاهرة "كانكس ويكاند 2024"    والي بومرداس تعد بالتّكفل بانشغالات السكّان    فرنسا تسمم زعماء إمارة أولاد سيدي الشيخ    الابتلاء من الله تعالى    إقبال كبير للنسوة على تخليل الزيتون    8 منتخبات تضمن رسميا تأهلها    النعامة.. وفاة سبعة أشخاص وجرح 19 آخرين في حادث مرور ببلدية مغرار    منصّة رقمية لتسيير مصالح الاستعجالات    اللجنة الوطنية للأطباء المقيمين في إضراب وطني لمدة 3 أيام    حملة تلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    المنتخب الجزائري لتنس الطاولة في مواجه ساخنة مع النيجيري    الخضر يتاهلون إلى كأس أفريقيا للأمم 2025    المهرجان الدولي للمسرح ببجاية : رقصة السماء.. مزيج ساحر بين المسرح، السينما والفيديو    تنظمه جامعة باتنة.. ملتقى وطني حول التعددية اللغوية في المنظومة التربوية والجامعية    نعمة الأمن لا تتحقق إلا بوجود 4 مقومات    هكذا نزلت المعوذتان على النبي الكريم    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مضاربات وسمسرة تلهبان إيجار السكنات
فراغ قانوني فسح المجال أمام التلاعبات
نشر في السلام اليوم يوم 02 - 10 - 2012

يشهد إيجار السكنات بالجزائر في الآونة الأخيرة إلتهابا فاق حدود المعقول، حيث أصبحت أسعار الإيجار خيالية زاده جشع السماسرة وأصحاب الوكالات العقارية حدة دون ضوابط وسط غياب تام للقانون.
وفي جولة قادت السلام على مستوى عدد من الوكالات العقارية بالعاصمة، ذهلنا لشدة غلاء شقة من غرفتين بالحراش ب 28 ألف دينار جزائري، أما شقة بالمحمدية متكونة من 3 غرف ب 32 ألف دينار وأخرى ب35 ألف دينار جزائري، ولم يختلف الأمر ببلديات أخرى على مستوى ضواحي العاصمة، في وقت كان الوضع أخطر بالعاصمة، حيث عرض علينا وكيل عقاري شقة في بلوزداد متكونة من 3 غرف ب35 ألف دينار وأخرى بديدوش مراد لقاء 42 ألف دينار. ولدى سؤالنا عن سبب غلاء أسعار كراء المنازل، أكد لنا معظم أصحاب الوكالات التي قصدناهم أن الأمر لا يعنيهم، وأنهم يعدون سوى همزة وصل فقط بين صاحب البيت والزبون، هذا ما أكده لنا منير صاحب وكالة عقارية بالحراش، الذي اعتبر أن سبب إرتفاع إيجار الشقق هو كثرة الطلب عليها في الآونة الأخيرة، هذا ما جعل أصحابها يستغلون الفرصة لطلب الإيجار الذي يريدونه. كما أن الإقبال الكبير على العاصمة في السنوات الأخيرة من أجل العمل والدراسة جعل من أسعار إيجار الشقق يرتفع، ويضيف ذات المتحدث أن موقع السكن المؤجر يلعب دور في تحديد الأسعار، فمثلا استئجار منزل في الكاليتوس يختلف عن سعر استئجار منزل بباب الزوار، الذي هو قريب من المطار وموقع لأهم المراكز التجارية، كل هذه الأمور تدخل في تحديد قيمة كراء المنازل ولا تعد قيمة الكراء وحدها المشكلة، فالكثير من أصحاب المنازل يطلبون دفع أجرة عام مسبقا، وهذا عكس ما يحدث في الدول الأوروبية الذي يكون فيها الإيجار بدفع قيمة ثلاثة أشهر مسبقا، على أن تدفع باقي الأقساط شهريا.
سماسرة ينافسون الوكالات العقارية
يؤكد الكثير من الأشخاص الذين تحدثنا إليهم، أن السماسرة هم من وراء إرتفاع أسعار الإيجار بالجزائر، خاصة أنهم يعملون عمل الوكالة العقارية وينافسنها، حيث يسعون لإيجاد شقق ومحلات وفيلات ويتعرفون على أصاحبها ويعملون عمل الوسيط بين الزبون وصاحب العقار، الأمر الذي ولد منافسة شديدة بينهم وبين أصحاب الوكالة العقارية من أجل كسب الزبائن إليهم، فنجد أن السمسار يطلب قيمة أقل من التي تطلبها الوكالة العقارية وهذا ما أكده لنا عثمان أحد السماسرة، الذي يقول أنه لا يزيد كثيرا في المبلغ المتفق عليه، وإنما يرضى بالقليل على حد قوله، مرجعا إرتفاع سعر الإيجار بالدرجة الأولى إلى أصحاب العقار الذين يطلبون مبالغ خيالية، بالإضافة إلى موقع المكان الذي توجد فيه هذه المنازل الذي يدخل أيضا في تحديد السعر. ويطرح العديد من المواطنين أسئلة حول دور السلطات في حماية المواطن من هذه التعاملات التي لاتخضع لقوانين ولتنظيم، بحيث نجد السماسرة ومافيا العقار يسيطرون على الأسعار ويحددونها دون الاكتراث لمعاناة المواطن البسيط، فمثل هذه التعاملات نجدها تحدث في الجزائر فقط، ففي دول أخرى يرعى فيها حق المواطن نجد أن الشخص الذي يستأجر بيت لايخرج منه إلا بمحض إرادته، وإن حصل وخرج يكون لأسباب متعلقة بالمال، كما أن صاحب الشقة لايحق له أن يطلب منه الخروج. فمن واجب السلطات أن تحمي المواطن في مثل هذه الحالة، وفي هذا الموضوع أكد لنا السيد محمد صاحب وكالة عقارية أن الأسباب الرئيسية لغلاء الإيجار بالجزائر يعود بالاساس إلى الاختالات التي يعرفها سوق العقار بالجزائر الذي لاتتحكم فيه أية ضوابط قانونية، خاصة وأن الكراء هنا لايتقيد بقوانين، كما إعتبر أن السبب في الغلاء راجع للإقبال الكبير للجزائريين على الكراء في السنوات الأخيرة، هذا ما أدى إلى إرتفاع من قيمة الطلب والذي قابله نقص في العرض، فمثلا نجد الفترة الممتدة بين شهر ماي إلى جوان تشهد إرتفاعا في طلبات الكراء والذي يقابله نقص في العرض، كما أن غياب بورصة للعقار في الجزائر جعل من الأسعار غير منتظمة، الشيء الذي أدى إلى خضوع السوق لمافيا متخصصة في هذا المجال، فالدولة لاتراقب سوق العقار، كما أن نقص الإعلام وكثرة السماسرة هي من بين أسباب الغلاء. من جهة أخرى يرى العديد من المواطنين ضرورة وضع قوانين خاصة بتنظيم وتسير عملية الكراء، وذلك من خلال سن قوانين ووضع لجنة مختصة في هذا المجال، كما طالبوا بضرورة ضبط مرجعية خاصة بالعقار.
المواقع الالكترونية حبل نجاة؟
يلجأ العديد من الأشخاص إلى البحث عن شقق للايجار أو سكنات للبيع عبر المواقع الالكترونية المخصصة لمثل هذه الأمور، خاصة وأن الكثير منهم أصبحوا يتفادون الذهاب إلى الوكالات العقارية، والذين يرون أنها تأخذ جزء من المستحقات وبتالي يدخلون إلى هذه المواقع بحثا عن شقق أو منزل للإيجار بأسعار منخفضة، وعن هذا الموضوع يؤكد لنا أحمد وهو شاب من العاصمة متزوج حديثا يبحث عن شقة للايجار، أن أسعار هذه الأخيرة المعروضة في الوكالات جد مرتفعة، ما دفعه للتفكير في الدخول للمواقع الالكترونية بحثا عن شقة بسعر أقل لكن آماله خابت.
رهان ضبط توازنات السوق
تنوي الفيدرالية الوطنية للوكالات العقارية ضبط المهنة، عن طريق إقتراح قانون جديد بوسعه ضمان تسيير أحسن للسوق المحلية، وقال عبد الكريم عويدات الرئيس الجديد لفيدرالية الوكالات العقارية: “سنقدم قبل نهاية السنة اقتراحا يتعلق بقانون لمختلف الأطراف المعنية من أجل تأطير أحسن للمهنة، من شأنه التكفل بجميع الجوانب سيما العلاقة بين الزبون والوكالة”. وأضاف إنّ هذا القانون سيرفع إلى الوزير الأول. وبرسم جمعية عامة لفيدرالية الوكالات العقارية، لاحظ عويدات أنّ المرسوم التنفيذي رقم 09/18 الصادر في 20 جانفي 2009 والمتعلق بالمهنة، ينحصر في شروط الدخول إلى المهنة في حين تحتاج هذه الأخيرة إلى قانون يشمل مختلف الجوانب التقنية للوكيل العقاري. ويسمح هذا القانون للوكلاء العقاريين بلعب دور أكثر “تأثيرا” في مجال تسيير السوق العقارية مع أخذ بعين الاعتبار مصلحة الزبون، كما سيتضمن معايير التهيئة المحلية والمساحة وتوفر التجهيزات اللازمة ووسائل الاتصال العصرية وكذا المسافة بين الوكالة والأخرى. وأشار المتحدث نفسه إلى أن الفيدرالية تدعو إلى مراجعة سلم المستحقات الذي “لا يستجيب لاحتياجات الوكالات” كما قال، ودعت الفيدرالية إلى إنشاء تعاضدية تغطي المخاطر المتعلقة بالتعاملات العقارية وفق قدرات الوكالة ورقم أعمالها، مؤكدة على ضرورة مراجعة نظام الكفالة التي ينص عليها مرسوم 2009.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.