يعاني سكان حي الشيخ العيفة المعروف باسم فرماتو الواقع بالضاحية الشمالية لمدينة سطيف من مشاكل لا حصر لها، مما نغص من حياتهم واضطر العديد منهم إلى الرحيل تجاه المدن والمراكز الحضرية الكبرى المجاورة، على غرار عين أرنات وأوريسيا وخلفون، وأشار ممثلو سكان الحي الذين التقتهم "السلام" بأنه وبالرغم من الكثافة السكانية المعتبرة الذي يضمها هذا التجمع السكني، إذ يؤدي زهاء تسعة آلاف ساكن وكذا موقعه الاستراتيجي إذ يعد همزة وصل بين وسط المدينة والطريق المؤدي لولايتي بجاية وجيجل، إلا أنه ظل يعاني من غياب الكثير من الضروريات على غرار التهيئة الحضرية ومختلف المرافق والهياكل الاجتماعية والخدماتية اللازمة. وطرح ممثلو الحي مشكل التدهور الكبير الذي تعرفه مختلف الطرقات والمسالك التي تتحول إلى مصدر لانتشار الغبار صيفا إلى فضاءات تغمرها الأوحال والمياه الراكنة شتاء، مما يزيد من معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم أمام واقع مر يتفاقم من يوم لآخر. ويضاف إلى ذلك شكل السيول الذي أضحى بدوره يشكل هاجسا يؤرق راحة السكان كلما حل فصل الأمطار، حيث تتحول العديد من الممرات والمسالك إلى مجاري مائية غالبا ما تخلف خسائر مادية معتبرة في الممتلكات وتؤثر سلبا على النشاط العادي لقاطني الحي. ويذكر أن وادي بوسلام المعروف يمر جزء منه بمحاذاة الحي، حيث كثيرا ما تفيض مياهه شتاء مما يتسبب في خسائر مادية كبيرة كما سلف الذكر، مع العلم أن مشروع حماية فرماتو من الفياضانات الناجمة عن هذا الوادي غزير الفور يعد رغم مرور أزيد من عشرية كاملة منذ تسجيله. ولعل ما زاد من هموم سكان الحي هو التنامي المطرد لظاهرة البيوت القصديرية التي أحصت بشأنها المصالح المعنية أكثر من 700 بيت، أضحت مع مرور الوقت بؤرة لكثير من الآفات والأمراض الاجتماعية، فضلا عن مساهمتها في تشويه المحيط العمراني للحي، مع العلم أن أصحاب هذه البيوت القصديرية ينحدرون في الأصل من القرى والمداشر القريبة، طمعا في الحصول على سكنات اجتماعية داخل النسيج العمراني لعاصمة الولاية، كما روجت له بعض الجهات في وقت سابق غير أن ذلك حسب مصدر محلي من الصعوبة بما كان نظرا لشح البرامج السكنية، خاصة منها صيغة السكن الاجتماعي، وعلاوة على ذلك كله فإن حي الشيخ العيفة يشكو من اهتراء قنوات الصرف الصحي خاصة على مستوى الجهة الغربية بفعل تسرب مياه الأمطار والثلوج، الأمر الذي يتطلب تدخلا سريعا للمصالح المعنية قبل تفاقم الوضع مع التذكير، أن عدة حالات من داء التيفوئيد قد تم إحصاؤها خلال السنوات الأخيرة بعين المكان نتيجة اختلاط مياه الصرف مع مياه الشرب. كما تطرح عدة انشغالات أخرى تتعلق بالتزود بالمياه الصالحة للشرب والإنارة العمومية والهياكل الصحية والخدماتية التي لا زالت فرماتو تفتقر إليها رغم قربها من عاصمة الولاية، وكذا باعتبارها نافذة على المحور المؤدي للعديد من الولايات المجاورة.