يعيش سكان حي الشط ببلدية "الكريمية" الواقعة بالجهة الجنوبية الشرقية من عاصمة الولاية، أوضاعا جد صعبة نتيجة الواقع المعيشي الذي يحيونه في الأكواخ الطوبية والسكنات القصديرية المبينة من الصفيح والزنك والتي تفتقد فيها حسب السكان إلى أدنى شروط العيش الكريم بهذه السكنات، والتي أضحت معظمها آيلة للسقوط بفعل عوامل الطبية والزمن. حيث طالب سكان هذا الحي والذي يقدر عددهم بأكثر من 30 عائلة، بضرورة التفاتة المسؤولين المحليين لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يحيونها في هذا الحي وذلك منذ أزيد من 16 سنة كاملة، نتيجة لهروبهم ونزوحهم من مناطقهم الأصلية، بالأرياف والجبال الواقعة بين بلديتي "الكريمية" و"بني بوعتاب"، وصعوبة العودة إلى هذه المناطق نتيجة لهجران معظم سكان هذه المناطق لمساكنهم وتحولهم للعيش بضواحي البلدية والمراكز الحضرية القريبة منها. هذا ويفتقد هذا الحي المكون من سكنات مبينة بطريقة فوضوية، من شبكات المياه الصالحة للشرب، التطهير الصحي وكذا شبكة الطاقة الكهربائية التي تبقى هاجسهم الأكبر، لعدم تمكنهم من تشغيل أي جهاز كهربائي فضلا عن وقوع الحي في منحدر صعب والذي يحوله بمجرد سقوط قطرات قليلة من المطر إلى مساحات من البرك والأحواض المليئة بالفضلات، وتصبح بيوتهم أشبه بمخيمات عائمة، وما زاد من معاناة هؤلاء السكان هو الانتشار الكبير للقمامات العشوائية المحيطة بالحي نتيجة لغياب مصالح البلدية، والتي تقوم برفع النفايات المنزلية وتحويلها إلى المفارغ العمومية التي تخضع للرقابة، فضلا عن الانتشار الكبير للأوبئة نتيجة لاستعمال المطامير والحفر والطرق البدائية كبديل عن شبكة الصرف الصحي، وهو ما يجعل الإقامة فضلا عن السكن بهذا الحي أشبه بالمعتقل. ولم تفلح النداءات الموجهة للسلطات المحلية للبلدية، ومصالح الدائرة بحي "الكريمية" في التفاتة منتخبيهم في النظر إلى وضعية هذا الحي، خصوصا وأن البلدية استفادت على مدار عقد كامل من الزمن من عدة برامج سكنية سواء تلك المتعلقة بتعويض البناءات الهشة، أو الإعانات الموجهة لتدعيم السكن الريفي بالبلدية، والتي يرى فيها هؤلاء السكان فرصة للعودة إلى مناطقهم الأصلية التي هجروا منها منذ فترة شريطة توفير لهم المرافق الصحية والتربوية وتعبيد المسالك المؤدية إلى مناطقهم المهجورة، لضمان استقرارهم النهائي بها ومزاولة نشاطهم الفلاحي والرعوي المعتاد كما كان في السنوات السابقة.