لاتزال العائلات القاطنة بالمساكن القصديرية الكائنة بحي اللوز ببلدية خميس الخشنة الواقعة بالضاحية الغربية لعاصمة الولاية بومرداس تتجرّع المعاناة والحرمان في ظل الفقر الذي طغى على حياة السكان، إضافة إلى إقصاء وإهمال المسؤولين لانشغالاتهم ومشاكلهم اليومية التي يتخبّطون فيها· وأكبر هاجس يؤرّق حياة نزلاء حي اللوز الواقع بمنطقة الهضبة هو اهتراء الطرق المؤدية إلى حيهم ممّا جعلهم يعانون الأمرين بسبب العزلة القاتلة التي أصبحوا يعيشونها في ظل عزوف الناقلين الخواص عن العمل على الخطوط المؤدية من وإلى الحي وذلك بسبب الوضعية الكارثية التي تشهدها الطرقات المؤدية إلى حيهم والتي تعرف حالة جد متقدّمة من الاهتراء جراء عدم تعبيدها وأصبحت بذلك عبارة عن حفر كبيرة تغزوها الأوحال شتاء حينما تتساقط الأمطار، وتتحول صيفا إلى مصدر للغبار المتطاير في كل أرجاء الحي متسببة في مشاكل جمّة للسكان الذين سئموا من هذه الوضعية البائسة التي يعيشونها، إذ أنّه ورغم المراسلات الكثيرة التي بعثوا بها إلى المسؤولين المحليين يطالبونهم فيها بترحيلهم إلى مساكن لائقة إلاّ أنّها لم تحرك ساكنا - حسبهم- فتفاقمت بذلك معاناتهم مع الاهتراء الدائم للطريق· كما يشتكي هؤلاء السكان من عدم ربط منازلهم بشبكة الصرف الصّحي، حيث يعتمدون على الطرق البدائية للتخلص من فضلاتهم ممّا جعل حيّهم يغرق في الميّاه القذرة التي تصّب في العراء محدثة مناظر مقرفة تشوه المحيط العمراني وتثير الاشمئزاز في نفوس المارّة والسكان على حد السواء، ناهيك عن الرّوائح الكريهة المنبعثة منها والتي تنغص عليهم حياتهم وتتسبب لهم في الكثير من المشاكل خاصة الصحية منها، حيث أكد بعض السكان الذين تحدّثوا إلى جريدة "أخبار اليوم" أنّ معظمهم (السكان) يعاني من الأمراض التنفسية المختلفة كالربو والحساسية جرّاء تلوث محيطهم البيئي والهواء على مستوى حيهم، إضافة إلى الانتشار الفظيع للحشرات الضارة كالباعوض الذي لايفارق حيهم شتاء، وصيفا· ومازاد الطين بلّة - حسب هؤلاء السكان- هو الانقطاع المتواصل للماء الشروب عنهم وهو ما يزيد في تعقيد أمورهم، حيث تنتشر الأوساخ وسطهم بسبب ندرة المياه، حيث يعمدون إلى شراء صهاريج الماه وبالنظر إلى مستوياتهم المعيشية المتدنية فإنهم غالبا ما يشترون صهريج واحد لمدة تفوق ثلاثة أسابيع وهو ما يجعلهم يحيون حياة أقل ما يقال عنها إنّها بائسة· في حين يبقى المتضرّر الأكبر من هذه الأوضاع هم الشباب الذين يتخبطون في بطالة مظلمة جراء غيّاب فرص العمل وانتشار الفقر في أوساطهم، وبالنظر إلى ما يقابل كل ذلك من انعدام لوسائل الترفيه والتسلية ممّا يدفع هؤلاء الشباب إلى الارتماء في حضن الآفات الاجتماعية وعلى رأسها المخدرات التي فتكت بعقولهم وأدخلت الكثير منهم عالم الإجرام والانحراف من بابه الواسع· وفي ظلّ هذه الظروف القاسية التي يعيشها سكان حي اللوز ببلدية خميس الخشنة فإنهم يجدّدون مطالبهم إلى السلطات المحلية يطالبونها بالتدخل في القريب العاجل لرفع الغبن عنهم بترحيلهم إلى سكنات لائقة وتخليصهم من الجحيم الذي يعانونه في هذه البيوت القصديرية المتواجدة بحي تنعدم فيه أدنى شروط المياه الصالحة·