يعيش سكان قرية تيزي حسن، التابعة إلى أفقر بلدية في البرج، أوضاعا اجتماعية جد مزرية وجملة من المشاكل الخانقة نتيجة نقائص كثيرة جعلتهم يعيشون تهميشا منذ سنين. تأتي في مقدمة المشاكل انعدام الغاز الطبيعي والمياه الصالحة للشرب والإنارة العمومية وكذا الطرق المهترئة، الأمر الذي جعل حياتهم اليومية جد صعبة سواء في فصل الصيف بإنتشار الغبار والأتربة المكومة، او في فصل الشتاء وغرقها بالأوحال المتراكمة في البرك المنتشرة وسط الطرق الداخلية للقرية، مما يصعب تنقلاتهم اليومية سواء الراجلين منهم او اصحاب المركبات، وكذا شبح البطالة الذي حوّل حياة الشباب إلى جحيم حقيقي وخاصة مع افتقار القرية إلى المرافق الترفيهية والثقافية، مما جعلهم يعيشون في نفس الزمن من شباب وشيوخ على حافة الأرصفة او الجلوس في المقاهي التي لايجنون منها سوى الأحاديث عن فلان وفلانة، امر تسبب في تدني مستواهم الثقافي والمعيشي، اين اكد لنا جماعة من الشباب المتذمر من هذا الوضع ان المناصب التي تخصص للمنطقة من تشغيل للشباب توزع بطرق غير قانونية، هذا ان لم يستفد منها شباب ليس من المنطقة كليا. توفير الغاز الطبيعي مطلب آخر للسكان وحسب ما أدلى به سكان قرية تيزي حسن، فإن معاناتهم جد كبيرة بسبب نقص هذه المادة الهامة وتزداد في فصل الشتاء مع اشتداد البرودة ونقص غاز البوتان، حيث إنهم يستعينون بقارورات الغاز من أجل قضاء حاجياتهم اليومية رغم ارتفاع أسعارها في هذه الفترة، اين تصل إلى 250 دج إن وجدت في أعز فصل القر حيث تدخل مجال المضاربة، هذا ويقطعون مسافات جد طويلة للتزود بها، إذ وجدوا أنفسهم مجبرين على اقتنائها بعدما أضحت هذه الأخيرة مطلبا ملحا وهم في أمس الحاجة إليها، السكان في مجمل حديثهم عبّروا عن استيائهم وتذمرهم جراء هذا الوضع خاصة وانهم عانوا المر في السنة الماضية، اين عرفت المنطقة عزلة لمدة تفوق العشرة ايام بسبب تراكم الثلوج الامر الذي أرعبهم في ان يعاود الكرة وهم على نفس الحال، رغم علم السلطات بأمرهم ولكن لا حل على الواقع، وهذا وقد تطرق المواطنون في حديثهم الى مشكلة توزيع حصص السكنات الريفية التي توزع -حسبهم- عن طريق المحاباة و«المعريفة” -على حد قولهم- وهذا ما جعل الكثير لا يستفيد من هذا البرنامج رغم حاجتهم الماسة اليه، ناهيك عن نقص الإنارة العمومية ان لم نقل منعدمة، اين اكدوا “للسلام” انهم يغلقون ابواب منازلهم على الساعة الخامسة مساءا خوفا من الشارع الذي بات يعرف جرائم من دون انقطاع ودون تمييز في الأونة الأخيرة، هذا واكدوا انهم وفي بعض الحالات الإضطرارية يصبح تنقلهم ليلا جد صعبا خاصة منها نقل مريض الى اقرب مركز صحي ان وجد اصلا في القرية، مواطنو هذه القرية يناشدون السلطات الوصية الإلتفات اليهم ورفع الغبن عنهم قبل التوجه الى التمرد الإجتماعي الذي سبق وان استعملوه، ولم يجد لهم نفعا وانما زادهم ضررا. تطمينات بالإستفادة من مشاريع تنموية ولكن.. وفي حديث لنا مع الأمين العام لبلدية حرازة، اكد لنا ان مطالبهم جد مشروعة معترفا بالنقائص المطروحة، مرجحا سببها الى من نصبوا في هذه المقاعد لم يخدموا البلدية، اين رد على المواطنين واعدا اياهم بتنفيذ مطالبهم وحل المشاكل التي يعاني منها سكان القرية، وكشف في ذات السياق، عن عديد المشاريع التي ستستفيد منها قرية سيدي حسن، منها إصلاح الطريق الرابط بين القرية ومقر بلدية حرازة الذي يبلغ طوله 2.5 كلم، وفيما يخص الطرقات الأخرى قال “نحن في انتظار تجسيد مشروع ربط المنازل بالغاز الطبيعي وبعدها سيتم تعبيد الطرقات الداخلية للقرية”، وقال أيضا بأن البلدية خصصت مبلغا قدره 400 مليون سنتيم لبناء ملعب جواري بالقرية، أما فيما يخص الدعم الريفي، أضاف ذات المصدر بأن الحصص المخصصة لأهل القرية ستوزع في وقتها. وهم على استعداد لاستقبال الطعون ان كان هناك لبس في استفادة البعض بدون احقية.