تعتبر قرية أسيف لخميس التابعة إقليميا إلى بلدية حرازة الواقعة في أقصى الجهة الغربية لولاية برج بوعريريج من بين أفقر القرى الريفية ببرج بوعريريج بسبب انعدام المرافق الضرورية على غرار الغاز والطرق والإنارة العمومية وشبكة الصرف الصحي، والمرافق الرياضية . يشتكي سكان أسيف لخميس من غياب مشروع الغاز الطبيعي في القرية رغم شكاويهم للسلطات المعنية من أجل التكفل بهذا المطلب الذي يعتبر الشغل الشاغل للمواطنين، إلا أن مطلبهم لم يؤخذ بعين الاعتبار وهو ما جعلهم يلجأون إلى اقتناء قارورة الغاز التي يقدر سعرها ب 210 دج وتستعمل للطهي فقط أما عن التدفئة في فصل الشتاء أين تتميز المنطقة الريفية ببرودة شديدة فيلجأ إلى جلب الحطب من الغابات المجاورة وهناك من يشتريه، حيث بلغ سعره في فصل الشتاء الماضي مليونين سنتيم. معاناة القرية لا تنتهي عند هذا الحد فوضعية الطرقات بالقرية خاصة الطريق الذي يربط بين مقر البلدية والقرية كارثي غير صالح للسير للسيارات ولا للسكان، حيث أكد السكان أن البلدية وعدتهم من أجل تعبيد الطريق إلا أن ذلك حسبهم كان مجرد كلام وهو ما جعلهم ينتفضون بغلق مقر البلدية ومنعوا أولادهم من الدراسة لإيصال رسالتهم إلى الجهات المعنية أما عن الطرق الفرعية المؤدية إلى منازلهم فهي طرق ترابية يعاني منها السكان في فصل الشتاء عند سقوط الأمطار أين تعرقل حركتهم و يطالبون من السلطات المعنية التدخل لتعبيد الطرق الداخلية للقرية، وكذا رد الاعتبار لطريق القرية. أما عن الإنارة الريفية في القرية فهي منعدمة في الليل رغم وجود أعمدة كهربائية إلا أنها مجرد هيكل بدون روح أين تتحول المنطقة إلى مقبرة للأحياء لا يستطيعون الخروج في الفترة الليلية، حيث تتعرض ممتلكاتهم خاصة المواشي إلى السرقة من طرف مجهولين يستغلون الظلام لتنفيذ مخططاتهم . معاناة القرية لا تنتهي عند هذا الحد فحتى قنوات شبكة الصرف الصحي منعدمة ويلجأ هؤلاء إلى استعمال الحفر التقليدية لقضاء حاجتهم البيولوجية وهناك من يستعمل الطرق العشوائية وهو ما أثر على صحتهم خاصة في فصل الصيف أين تنتشر الروائح الكريهة ويطالب المواطنين التدخل لانجاز عملية التطهير، أما عن المجهودات التي تبذلها الدولة من أجل القضاء على النزوح الريفي وتعميره من خلال البرامج التنموية كالتدعيم الفلاحي والبناء الريفي، هذا الأخير قال عنه سكان أسيف لخميس أن طريقة التوزيع تكون بالجهوية والمحسوبية وبطريقة سرية ولا تُعلق قائمة المستفيدين من هذا السكن الريفي موضحين أن المستفيدين من هذا البرنامج قليل مقارنه بعدد الطلبات المودعة على مستوى دائرة المنصورة، ويناشد هؤلاء من السلطات تزويدهم بالإعانات الريفية الكافية قصد البقاء في القرية، ومزاولة الأنشطة الفلاحية . ويضيف سكان القرية أن المستفيدين من هذا السكن لم يسكنوا فيه بسبب عدم ربط منازلهم بالكهرباء، حيث يلجا البعض إلى ربط منازلهم بأسلاك كهربائية وهو ما يشكل خطورة على الأطفال خاصة عند هبوب الرياح وسقوط الأمطار كما أن المرافق الرياضية غائبة فلا ملعب صغير ولا ملعب كرة قدم ولا دار شباب ولا أي مرفق أنجز لصالح الشباب الذين ينتظرون تحرك المسؤولين للتكفل بمطالبهم بالمقابل مصالح البلدية تتحجج بغياب الوعاء العقاري وهو ما لم يتقبله الأولياء الذين يتخوفون من مصير شباب المنطقة الذين يعانون من البطالة وانعدام المرافق الترفيهية والآفات الاجتماعية تتربص بهم وهناك شباب هاجر إلى الولايات المجاورة بحثا عن العمل وهروبا من التهميش والنسيان الذي تعاني منه قريتهم .