تعتبر قرية “الزويتنة” الواقعة ببلدية حامة بوزيان في قسنطينة، والحاملة لأزيد من 700 عائلة والمميزة بطابعها الفلاحي واحدة من بين المناطق القسنطينية التي وضعت على هامش الحياة الحافل بشتى أنواع المعاناة التي أغرقتها في مشاكل لها أول وليس لها آخر منذ سنوت طويلة، الأمر الذي عبر عنه سكانها بحرقة ر الذي حمل السكان معاناة لا تنتهي وسط ما أسماه الكثيرون بالجحيم الحقيقي. يأتي هدذا خلال الزيارة التي اقتادت “السلام” إلى عين المكان لرصد الواقع المرير مع صمت السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا وذلك على مدار تعاقبها على كرسي تسيير البلدية. التي اصطدمت بواقع جمود أداء رؤسائها الأم أزمة الماء الشروب تتصدر قائمة المشاكل المتزاحمة على “الزويتنة” من خلال الزيارة التي اقتادت “السلام” إلى “الزويتنة” عبر عدد من المواطنين عن حالة استيائهم الكبير الذي تمخض عن جفاف حنفيات بيوتهم من الماء الذي أصبح موضوعه يشكل كابوس المنطقة، حيث يتحمل المواطنون عناء جلبه من المنابع الطبيعية الواقعة على مستوى بعض المشاتي المجاورة، وهو الأمر الذي يستدعي كراء السيارات بكلفة مالية أجهضت جيوب الرجال وأثقلت كاهلهم أو عن طريق استخراجها من باطن الأرض باستعمال المحركات التي تحرك سرعتها مؤشر العدادات الكهربائية التي لاتتفانى جهاتها الوصية. في ضبط الفواتير الحاملة لضرائب ألهبت أعدادها جيوب المواطنين الذين نددوا بحالة العزلة التي جعلت واحدة من المناطق الغنية بالآبار والمياه الجوفية - التي تستغل في تزويد مناطق أخرى- تصطدم بواقع الشح الذي ضرب الحنفيات وأفقد سكان “الزويتنة” حقهم الطبيعي في التزود بأكثر المواد الحيوية ضرورة للحياة. واقع الفوضى وسوء التسيير عوامل أفقدت الزويتنة مظاهر التقدم والرقي تعتبر قرية “الزويتنة” واحدة من بين المناطق القسنطينية الفلاحية التي استغلت أراضيها الخصبة في بناء المساكن. التي تعد إحدى كماليات العيش الكريم، إلا أن واقع غياب الرقابة جعل مبدأ مداهمة الأرصفة المهترئة يطفو على سطح استغلال مساحات توسيعية للمباني التي لا تحتاج إلى مجرد تدعيمها -حسب تصريح بعض المواطنين- الذين اشتكوا من حال الضيق الذي حاصرهم وأبناءهم في غرفة واحدة، وذلك بالنظر إلى تعدد العائلات وسط البيت الواحد، إلا أن أكثر ما زاد من تذمر ذات المتحدثين هو مشكل انعدام التهيئة الحضارية، فمن خلال زيارتنا “للزويتنة” استلهمنا واقع افتقار المنطقة للوجه الجمالي الذي فسره اهتراء طرقات والأشواك والمزابل المترامية على الأرصفة والتي يعود تاريخ إنشائها إلى سنوات الإستعمار. ومما زادنا استغرابا هو موضوع الإنارة الخارجية التي لطالما افتقرت إليها المنطقة، إلا أن حل المشكل وضع “الزويتنة” في مشكل آخر تمثل في سوء تنظيم التوزيع الكهربائي الذي جعل الأعمدة تضيء طيلة النهار وتنطفئ طيلة الليل في كثير من الأحيان، فضلا عن تلك التسربات الناجمة عن تفجر قنوات الصرف الصحي التي غمرت مياهها الملوثة الحفر والمطبات التي تستدعي مخططات استعجالية من شأنها انتشال “الزويتنة” وحملها إلى مصاف مواكبة زمن الألفية الثالثة، الذي يعد مطلب المواطنين الذين سئموا الحياة بعدما حرموا من جميع المرافق العمومية، خاصة وأن نسبة الشباب هناك ناهزت ال70 بالمئة، وهو الأمر جعل أهم مطالبهم يتمثل في إنجاز مرافق رياضية وحدائق للتسلية ومراكز شبانية من شأنها تغيير “روتينياتهم” المعتادة، وأضاف المتحدثون بأن إتخاذ مسؤوليهم لمبدأ “الحڤرة والتهميش” وضعهم في جحيم العيش، وذلك بعدما لعبت البطالة دورها في دفعهم إلى حتمية “البريكولاج” الذي أعاق طموحاتهم الحالمة.وبعيدا عن الجانب الحضاري ناشد المواطنون سلطاتهم المحلية بضرورة إنجاز مرافق صحية، من شأنها القضاء على مشكل الإزدحام داخل القطاع الصحي الوحيد داخل البلدية التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، الأمر الذي جعل الطاقم العامل داخله يتحلون بمظاهر القسوة وسوء المعاملة المنجرة عن حالة الفوضى المتخلفة عن الأعداد الهائلة بالمستوصف خاصة خلال أيام التلقيح الصحي للأطفال، كما استغل المواطنون فرصة تواجد “السلام” لإضافة انشغالهم المتعلق بإشكالية غياب حافلات النقل، حيث لا يستغل سكان “الزويتنة” سوى سيارات “الفرود” للتنقل صوب البلدية الأم بالرغم من العقوبات المطبقة على سائقيها، وعليه أكد المواطنون ضرورة إيجاد حلول استعجالية تخلصهم من أزمتهم الراهنة وتخلص سائقي “الفرود” من فواتير مخالفاتهم القانونية التي اعتادوا دفعها منذ سنوات طويلة، لا لشيء إلا لتوفير لقمة العيش لأطفالهم.وبالنظر إلى ما تقدم ذكره عن واقع معاناة واحدة من بين عشرات المناطق المنسية بقسنطينة، لخص بعض المواطنين انشغالاتهم في مطلب تمثل في ضرورة استيقاظ سلطاتهم المحلية من السبات التي طال أمده، ومن الإهمال والتسيب الذي لا يغيب حسه المعنوي إلا خلال الحملات الإنتخابية التي لا تحمل سوى جملة من البرامج الوهمية التي تبتعد عن أوضاعهم اليومية بمجرد اعتلاء واضعيها كراسي السلطة. سكان حي “البرقلي” يطالبون بحقهم في التنمية من خلال الزيارة التي حملت “السلام” لتحط بمنطقة “البرقلي” الواقعة بدائرة حامة بوزيان في قسنطينة، والتي تعتبر واحدة من بين أشهر المناطق القسنطينية المنكوبة على الإطلاق، استوقفنا الواقع المرير الذي جعل قاطنيها ينددون بحالة يأسهم التي استمرت معهم لأزيد من 35 سنة، حيث بقي الحال على حاله، ولم تحرك سلطات الولاية عجلة التطور والتنمية للمضي قدما وذلك لجعل أزيد من 700عائلة قسنطينية مقيمة هناك تنعم بالقليل من حياة الرقي والإزدهار، وتتذوق ما حرمت منه بعدما عزلت قريتهم وجردت من أبسط مطالبها وحقوق سكانها المشروعة. ينتظرون من يكفل مشاريعهم الحالمة ونحن نتجول بأزقة حي البرقلي المسكين الذي غمرته البناءات الفوضوية من كل الجوانب، استلهمنا حال أولئك الذين بدت “سماهم على وجوههم” التي استقت من مظاهر التهميش الذي سلط على واحد من أكبر الأحياء القسنطينية “الميتة” التي تفتقر إلى مختلف المرافق العمومية، والتي من شأنها اخراجهم من صميم الملل الذي كتم أنفاسهم وعكس واقع التخلف الذي فرض على أناس يحتاجون إلى إلقاء نظرة فعلية تلخص في مضمونها مشاريع التنمية المحلية، التي تضمن على الأقل وتيرة السيرالعادي لحياتهم وذلك من خلال توفير أبسط المتطلبات اليومية التي كان على رأسها احتياج الساكنة للماء الشروب، حيث ناشد رئيس الحي جمال قيطوني، أعضاء المجالس البلدية والولائية ومختلف الجهات الوصية بضرورة إيجاد حل مستعجل لارجاع المياه إلى مجاريها وكذا إصلاح العطب الذي لازم قنوات ضخها منذ أيام الموجة الثلجية الفارطة، وقد استنكر ذات المتحدث، موقف الجهات المعنية التي لازمت الصمت بالرغم من عديد الشكاوى التي أرسلت بغية إخراج المنطقة من أزمة الجفاف التي وضعت سكان “البرقلي” في حتمية التنقل صوب المنابع المائية التي أرجعت الحي وما يحمله إلى عهد ما قبل التاريخ - حسب تعبير ذات المتحدث - الذي أضاف جملة من انشغالات أبناء حيه إنطلاقا من موضوع التهيئة الحضرية. حيث تتسم المنطقة بأزقتها التي تغمرها الأتربة في ظل انعدام الأرصفة وانسداد قنوات الصرف المحتاجة إلى إعادة الإعتبار، فضلا عن اهتراء الطريق الرئيسي الذي يربطها والبلدية الأم، إضافة إلى موضوع الدعم الريفي الشامل حيث طال أمد انتظار الكثيرين بعدما وضعوا ملفاتهم منذ سنوات طويلة، ناهيك عن انشغال عقود الملكية التي تمثل مطلب أصحاب السكنات الفوضوية خاصة وأن وعد رئيس بلديتهم السابق بتجسيد مطلبهم لا يزال يسيل لعاب فئة، ويثير مخاوف الفئة الأخرى لا لشيء إلا لسبب تغير أعضاء المجلس الشعبي البلدي في الوقت الراهن، وكذا تطبيق مشاريع دعم المنطقة بشتى المرافق العمومية القاتلة لروح الملل الذي أرغم شباب الحي على التنقل صوب المناطق المجاورة، وكذا خلق مساحات خضراء وأخرى للعب وهو الأمر الذي من شأنه جمع أطفال الحي للتسلية بعيداعن حياة الشجار والحجارة، وبالنظر إلى ما تقدم ذكره، تبين لنا المسعى الرئيسي الذي انصب فحواه على تلخيص مجموعة من المطالب التي ضيقت مواضيعها الخناق على رقاب من أخرجتهم غطرسة من “يأكلون الأخضر واليابس” من بوتقة الحياة الكريمة والمتمثل في ضرورة الإسراع في انتشال حي “البرقلي” الميت وانعاشه حتى يتمكن من مواكبة معظلة القرن الواحد والعشرين بسلام.