لا تزال المعاناة تطبع يوميات مواطني بلدية أولاد سليمان، المعروفة محليا بالجب 140 كلم جنوب ولاية المسيلة، وبعد أكثر من ساعتين من السير بالسيارة لاحت لنا هذه البلدية الهادئة المتاخمة لعاصمة الزيبان بسكرة، وهي التي يعتمد فيها المواطنون على ما تدره الأرض عليهم وتربية المواشي، لأنها ببساطة المنطقة التي تعدت شهرة مواشيها حدود الولاية. يبقى المواطن بها رغم بوادر التنمية المحتشمة التي تلوح في الأفق يقبع تحت جملة من النقائص، التي راح يعددها الكثير ممن التقتهم «السلام» أين سرد بعض سكان المنطقة بعضا من المشاكل التي تحاصرهم، بدءا بغاز المدينة الحلم كما يحلو لغالبية السكان تسميته والذين فاق تعدادهم 6500 نسمة. إضافة الى مشكل نقص المرافق الرياضية لدى الشباب الأمر الذي جعلهم بين مخالب الروتين، والمحظوظون القلائل ميسورو الحال الذين كان الرعي نصيبهم ولو هروبا من الروتين، إضافة الى مطلب فرع ثانوي يقي أولادهم عناء التنقل الى مقر دائرة بن سرور، ناهيك عن النقص المسجل في شبكة الكهرباء الريفية، كل هذه النقائص رسمت أشكالا من المعاناة كانت أولاد سليمان لوحة لها . غاز المدينة.. حلم مؤجل إلى يوم غير معلوم لا يزال سكان بلدية أولاد سليمان، ينتظرون ربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي، حيث يأملون أن تفي السلطات المعنية بوعودها التي قدمتها لهم في أكثر من مرة، على أمل التخلص من معاناتهم في البحث عن قارورة غاز البوتان لتتفاقم معاناتهم أكثر فأكثر كلما حل فصل الشتاء نظرا للحاجة المستمرة والمتزايدة للغاز، ليبقى المواطن ينتظر أن يتحقق حلمه يوما ويربط منزله بشبكة غاز المدينة، خاصة وأن الأنبوب الرئيسي الذي يزود دائرة بن سرور يمر من هنا يضيف المواطنون. المرافق الرياضية منعدمة والشباب مرهق من جهة أخرى استغل شباب أولاد سليمان تواجدنا لطرح العديد من الانشغالات وخاصة التي تهم فئتهم، حيث عبّر لنا العديد منهم عن استياذهم من إقصاء بلديتهم من المشاريع التي تهم الشباب، كالمرافق الرياضية والترفيهية لتكون بمثابة متنفس لهم في ظل حياة الروتين التي أصبحت تميزهم عن باقي أترابهم في البلديات الأخرى، ليناشدوا الجهات المعنية وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضة، برمجة مشاريع تنتشلهم مماهم فيه، لتبقى المقاهي والطرقات ملاذهم الوحيد، في حين اختصر أحدهم معاناتهم في جملة واحدة: «أنقذونا يا مسؤولين.. فنحن بين مطرقة البطالة وسندان الروتين». 40 كلم للوصول إلى الثانوية كما طرح أولياء المتمدرسين وخاصة تلاميذ الثانويات، مشكلا ظل يؤرق يومياتهم خاصة أنه يتعلق بمستقبل أبنائهم من المتمدرسين الذين يضطرون لقطع مسافة تزيد عن 40 كلم يوميا من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، ولطالما كان هذا عائقا أمامهم في عملية التحصيل العلمي، وحتى أنه رفع من نسبة التسرب المدرسي بهذه البلدية، ليطالب الأولياء السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية، بضرورة برمجة مشروع فرع ثانوية يقي أبناءهم عناء التنقل الى ثانويات مقر الدائرة. وبالرغم من المعاناة التي يعيشها سكان بلدية أولاد سليمان، أو ما تعرف بالجب فإنهم ينتظرون التفاتة تنموية جادة لفك العزلة عن أكثر من 6000 نسمة، خاصة في ظل القفزة النوعية التي عرفتها ولاية المسيلة، وذلك ببرمجة مشاريع تنموية من شأنها أن تزيح عنهم حياة الغبن والبؤس التي يعيشها المواطن في هذه البلدية المعزولة.