سكان منطقة غاصرو الفلاحية يموتون عطشا حطت، جريدة "السلام" الرحال ضمن سلسلة جولاتها التفقدية لأماكن الظل لنقل الحقيقة التي يعيشها المواطن الباتني عبر مختلف ال61بلدية المتواجدة بها، أين كانت الجولة في هاته المرة ببلدية تيلاطو بدائرة سقانة،هاته البلدية المجاهدة التي ضحت بأبنائها في الثورة من أجل أن تعيش هي والجزائر مستقلين متنعمين بالحرية والاستقرار، لكن هاته الأمور لم تشفع لها أمام الجهات المسؤولة بالولاية لتكفف دمعة مواطنيها من عديد النقائص البسيطة التي لاتزال بعضها لم تر النور منذ الاستقلال . عرعار عثمان .محمد دحماني كانت الزيارة التي قادتنا إلى هاته البلدية التي يقطنها حوالي 5000 مواطن في 3مناطق منطقة غاصرو والقرية القديمة "الدشرة تيلاطو"، ومنطقة "لقريدات" بعد أن تلقينا دعوة من بعض المواطنين لنقف على الحقيقة المرة التي يعيشونها في جزائر العزة والكرامة، فبالرغم من أن البلدية شهدت حركية تنموية في هاته العهدة مست العديد من القطاعات والتي لقت استحسان المواطن بالبلدية فيها، لكن لاتزال العديد من النقائص تسجل في العديد من القطاعات الهامة والتي تركت المواطن بالبلدية يتجرع المرة، وربما كان الشغل الشاغل الذي يشد أذهان الجهات الوصية وكذا مواطنيها هو مشكل الماء المفقود في العديد من الأحياء التي لاتزال محرومة إذ أن المشكل راوح مكانه منذ سنوات عديدة والمواطن يعيش الجفاف بالمنطقة، وهو الأمر الذي استدعانا للتنقل ونقل الحقيقة من عينها. السكان..سنموت من العطش في الصيف يعتبر، غياب الماء سواء الشروب أو الخاص بالسقي كون المنطقة فلاحية، من أهم مشاكل سكان قرية غاصروا وهو مطلبهم الرئيسي والملح للخروج من أزمة يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة ولم يجد طريقه إلى الحل بعد، واستنادا الى مصادر عليمة من مديرية الري بولاية باتنة، أن مرور أنبوب سد كدية لمدور بتيمقاد الذي يمول العديد من دوائر الولاية ويحرم منه سكان مناطق كثيرة بباتنة وكذا هاته القرية منكر بعينه، حيث أنها تتوفر على منقب للمياه وحيد يمول 2000 نسمة إلى أنه في الآونة الأخيرة جف تماما وبقي المواطن دائما في رحلة للبحث عن هاته المادة قصد الشرب، وأما سقي البساتين فأمر بعيد المنال بسبب نقص مصادر تمويل المنطقة بالماء وهذا بعد أن جفت كل الآبار الارتوازية التي تتوفر عليها بسبب أزمة الجفاف التي مست كل الولاية خاصة الجهة الجنوبية بها، حيث استفاد سكان حي البيض بمشروع خاص لتمويلهم بالماء الصالح للشرب رفع الغبن عنهم الى أن نسمة كبيرة من هاته القرية بقيت تنتظر في هاته المادة الحيوية رغم الدعم والمجهودات التي تبذلها البلدية لتوفير الماء عبر صهاريج كبيرة تمول كل بيت بصهريج واحد في 10 أيام غير أن هاته الكمية غير كافية ليخرج بعدها المواطنون للبحث عن هاته المادة في صهاريج الماء . هل سيتحقق مشروع نصف قرن أم سيتلاشى ويذهب في مهب الريح؟ استفادت البلدية، من مشروع أطلق عليه مشروع "نصف قرن" وهذا بعد أن راودت سكانها الفكرة منذ سنوات الاستعمار في تجسيده فوق أرض الواقع، وكان الحلم قد تحقق وهذا بعد أن وافقت الوزارة الوصية تماما على المشروع وتم وضع دراسة تقنية له وإرسال الشركة الموكلة بانجازه لتقصي الأمر وكذا تم نشر المشروع بالجريدة الرسمية، إذ أن كل الشروط اللازمة لانجازه متوفرة بكل المقاييس من خلال ثبوت إمكانية صلاح الناحية الطبوغرافية والجيولوجية المتكونة أساسا من الكلس غير النفاذ للمياه والتي ستسمح بتدفق المياه في الحالات العادية ب170 م3/ثا على طول قاعدة تقدر ب45م2 . وقد أبدت كل السلطات المحلية تخوفها من تلاشي المشروع وإسناده إلى بلديات أخرى وهذا بعد أن نقل الشارع خبر هذا الأمر، فيما تحدث آخرون أن المشروع منح لبلديات مجاورة وليس لبلدية تيلاطو، الذي انتظره السكان ويعول عليه للقضاء على هاته الأزمة تماما . مشاكل اجتماعية تنتظر أن ترى النور .. طرح المواطنون بالبلدية العديد من المشاكل التي نغصت حياتهم وجعلتهم يعيشون الحرمان في بلد المليون ونصف الميلون شهيد، حيث أن مشكل نقص السيولة وكذا تدني الخدمات المقدمة بمركز البريد المتواجد بالبلدية جعلت الطين يزيد بله إذ وأننا خلال تواجدنا بالبلدية وجدنا العشرات من المواطنين يشكلون طوابير طويلة ينتظرون قدوم المكلف بفتح مقر البريد وان تم فتحه فيقابل المواطن بانعدام السيولة، وحسب الجهات الوصية أن هذا المشكل عويص جدا وحله تفريج كربة عنهم .وأمام هذا يعاني شباب البلدية من انعدام تام لمراكز الترفيه وقضاء أوقات الفراغ حيث أن البلدية تفتقر لقاعة متعددة الرياضات أو مركز ثقافي يقضي عنهم الروتين القاتل، ويأمل السكان من مديرية النقل تخصيص خط نقل اذ أن هاته المنطقة تفتقر تماما للنقل أين يعتمد سكانها على النقل الحضري أو وسائل النقل الخاصة، وهو الشيء الذي زاد من معاناتهم باعتبار النقل أداة لقضاء الحاجات الخاصة والفردية، حيث أن المناطق التابعة للبلدية تتوفر على خطوط نقل على عكس هاته المنطقة الثورية. وأمام هاته المعضلات التي يأمل سكان منطقة غاصرو اللذين استقبلونا بحفاوة وسرور أن تلقى الاهتمام من قبل الجهات الوصية في القريب العاجل خاصة وأن رئيس الجمهورية أولى اهتماما كبيرا لأماكن الظل .