بهدف الفوز لا غير، يدخل المنتخب الوطني الجزائري أمسية اليوم بملعب روايال بافوكينع ستاديوم، لمواجهة المنتخب الطوغولي في مباراة تعتبر فرصة لرد الاعتبار والتصالح مع الجمهور الجزائري الذي لن يرضى بغير الانتصار، ليتأكد للجميع أن الهزيمة الأولى أمام المنتخب التونسي لم تكن سوى كبوة جواد لا غير، رغم الخيبة التي أصابت الجمهور الجزائري واللاعبين عقب الهزيمة غير المنتظرة أمام نسور قرطاج، إلا أن تصريحات الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش، والعزيمة التي يبديها اللاعبون لرفع التحدي، بعثت أمالا جديدة في نفوس عشاق الخضر لتجديد العهد مع الإنتصارات والظهور بوجه جيد يعكس الصورة التي رسمها محاربو الصحراء في التصفيات. المأمورية صعبة ولا بديل عن الفوز بالنظر للوجه الطيب لمنتخب الطوغو في المباراة الأولى أمام المنتخب الإفواري بالرغم من الهزيمة، فإن المهمة ستكون صعبة اليوم بالنسبة لأشبال البوسني حاليلوزيتش، لكنها تبقى غير مستحيلة بالنظر للتشكيلة الوطنية التي تضم لاعبين يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية، بالإضافة إلى أن معطيات لقاء اليوم ستكون مختلفة تماما عن معطيات اللقاء الأول أمام المنتخب التونسي، إذ سيكون المنتخب الوطني أمام آخر فرصة له، ويتوجب الرمي بكامل الثقل من أجل تحقيق الهدف المنشود، وهذا ما يجعلنا نقول إن العائق الكبير الذي أثر على مردود ''الخضر'' في المباراة الأولى سيزول اليوم مادام أن هاته المواجهة لا داعي للاعبي المنتخب أن يحسبون كثيرا، لأن أي نتيجة مغايرة للفوز ستكون نتائجها وخيمة وتعني الإقصاء مباشرة . الروح القتالية إلى آخر لحظة مفتاح المباراة بالعودة إلى لقاء تونس، فإن جل المتتبعين للقاء لاحظوا غياب الروح القتالية التي كانت دائما الميزة التي تفتح أبواب الانتصارات أمام رفقاء مبولحي، ولهذا فإن عودة هذه الروح، بالإضافة إلى التضامن والتعاون الكبيرين بين اللاعبين كفيل بترجيح كفة ''الخضر'' أمام المنتخب الطوغولي، ولعل اللاعبين يحتفظون في ذاكرتهم بأحسن الذكريات الجميلة في هذا الخصوص، ومن بينها سيناريو 2010 والذي انهزم فيه الخضر في اللقاء الأول، وحققوا بعدها تأهلا بعد الفوز على نجوم المالي بهدف رفيق حليش، والتعادل بهدها مع منظم الدورة بدون أهداف وهو ما يجعل أشبال البوسني يطمحون في تكرار نفس السيناريو. لا ننتظر إلا الإنتصار من أجل رد الاعتبار بعض التغييرات منتظرة في التشكيلة الأساسية دون شك، فإن غياب الفعالية في الهجوم في اللقاء السابق ستجعل الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش يعتمد على مهاجمين صريحين من خلال إقحام سوداني وسليماني، وبذلك سيلازم بعض اللاعبين كرسي الإحتياط في صورة اللاعب بن طيبة كادامورو، ومن المنتظر كذلك أن تمس التغييرات خط وسط الميدان، حيث تشير كل المعطيات إلى أن حاليلوزيتش سيلعب بلاعبين في الإستترجاع بعد الانتقادات اللاذعة التي تعرض إليها في مواجهة تونس. فيغولي جاهز وحظوظ مشاركة بودبوز ضئيلة من جانب آخر، وبخصوص التشكيلة التي ستواجه المنتخب الطوغولي عشية اليوم لحساب الجولة الثانية من أمم إفريقيا، من المنتظر أن يكون جاهز اللاعب سفيان فيغولي الذي استأنف التدريبات أمس، وهو ما أراج كثيرا الطاقم الفني بقيادة المدرب وحيد حاليلوزيتش، وبخصوص مطالب الجمهور الجزائري بمنح بودبوز فرصته ولو كبديل، من المرتقب أن يتم التضحية به مرة أخرى، سيما أن التيار لا يمر بينه وبين مدربه خاصة بعد هزيمة تونس والتي أترث كثيرا في مهاجم سوشو الذي انتقد مدربه في لحظة غضب. حاليلوزيتش مطالب بالتعامل مع معطيات اللعب ومن الجانب التكتيكي، فإن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيش سيكون اليوم أمام تحد كبير ليثبت أنه مدرب قادر على رفع التحديات ومواجهة الصعوبات، خاصة وأن مواجهة اليوم ستكون آخر فرصة للخضر، ومن هذا المنطلق، فإن مهندس تأهل ''الخضر'' إلى "كان" جنوب إفريقيا سيكون مطالبا اليوم بتوظيف كامل أوراقه للخروج بفوز مهم، وهذا لن يكون سوى بالتعامل مع كل فترات اللقاء ومع المستجدات في حينها، عكس ما حدث في لقاء تونس، خاصة وأن الخصم درس طريقة لعب المنتخب الوطني جيدا، وأعد الخطط اللازمة لكبح اللاعبين داخل الميدان، فالتنويع في اللعب والاعتماد على الخطط البديلة بات إجباريا أمام منتخب يعرف كل صغيرة وكبيرة على طريقة لعب ''الخضر''.