بهدف الفوز لا غير، يدخل المنتخب الوطني الجزائري أمسية اليوم ملعب 11 نوفمبر بلواندا، لمواجهة مالي في مباراة تعتبر فرصة لرد الإعتبار والتصالح مع الجمهور الجزائري الذي لن يرضى بغير الإنتصار ليتأكد للجميع أن الهزيمة الأولى أمام مالاوي لم تكن سوى كبوة جواد، لا غير· رغم الخيبة التي أصابت الجمهور الجزائري واللاعبين عقب الهزيمة غير المنتظرة أمام ملاوي، إلا أن تصريحات المدرب الوطني رابح سعدان، والعزيمة التي يبديها اللاعبون لرفع التحدي، بعثت أمالا جديدة في نفوس عشاق ''الخضرا'' لتجديد العهد مع الإنتصارات والظهور بوجه جيد يعكس الصورة التي رسمها محاربو الصحراء في التصفيات· المأمورية صعبة ولا بديل عن الفوز بالنظر للعودة القوية لمنتخب مالي في المباراة الأولى أمام منتخب أنغولا، وتمكنه من تعديل النتيجة في الربع ساعة الأخير بعدما كان متأخرا بأربعة أهداف كاملة، فإن المهمة ستكون صعبة، اليوم، بالنسبة لأشبال سعدان، لكنها تبقى غير مستحيلة بالنظر للتشكيلة الوطنية التي تضم لاعبين يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية، بالإضافة إلى أن معطيات لقاء اليوم ستكون مختلفة تماما عن معطيات اللقاء الأول، خاصة في ما يخص الظروف المناخية، إذ سيلعب رفقاء زياني على الخامسة مساء، وهي الفترة التي ستعرف انخفاضا في درجة الحرارة وفي نسبة الرطوبة، وهذا ما يجعلنا نقول أن العائق الكبير الذي أثر على مردود ''الخضر'' في المباراة الأولى سيزول اليوم· الروح القتالية إلى آخر لحظة مفتاح المباراة بالعودة إلى لقاء مالاوي، فإن جل المتتبعين للقاء لاحظوا غياب الروح القتالية التي كانت دائما الميزة التي تفتح أبواب الإنتصارات أمام رفقاء زياني، ولهذا، فإن عودة هذه الروح، بالإضافة إلى التضامن والتعاون الكبير بين اللاعبين كفيل بترجيح كفة ''الخضر'' أمام نجوم مالي، ولعل اللاعبين يحتفظون في ذاكرتهم بأحسن الذكريات الجميلة في هذا الخصوص، ومن بينها العودة بالفوز من زامبيا في التصفيات رغم الظروف الصعبة، والعودة من رواندا في اللقاء الأول بالتعادل رغم الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة هناك، هذا بالإضافة إلى ملحمة ''أم درمان'' التي دون شك تعتبر خير حافز ل ''الخضر'' كونهم أطاحوا هناك ببطل إفريقيا رغم الإصابات الكثيرة في صفوف المنتخب· تغييرات منتظرة في التشكيلة ·· دون شك، فإن غياب الفعالية في الهجوم في اللقاء السابق ستجعل الناخب الوطني رابح سعدان يعتمد على مهاجمين صريحين من خلال إقحام غزال وزياية، وبذلك سيلازم صايفي كرسي الإحتياط، ومن المنتظر كذلك أن تمس التغييرات خط وسط الميدان حيث تشير كل المعطيات إلى أن لموشية سيستعيد مكانته الأساسية في التشكيلة، بعدما لاحظ الجميع أن عدم إقحامه في اللقاء السابق أحدث فراغا كبيرا في الوسط، ومقابل هذا سيكون سعدان مجبرا على إحالة منصوري إلى كرسي الإحتياط، والإبقاء على زياني ويبدة أساسيان، بالإضافة إلى إمكانية عودة متمور إلى كرسي الإحتياط، وإقحام بزاز مكانه، فيما تشير كل الإحتمالات إلى الإبقاء على نفس العناصر المشكلة لخط الدفاع، وتجديد الثقة في الحارس شاوشي، كونه الأكثر خبرة إفريقيا مقارنة بالحارسين أوسرير وزماموش· مغني يغيب رسميا·· وحظوظ مشاركة يحيى ضئيلة من جانب آخر، وبخصوص الغيابات، سيتواصل غياب مراد مغني، حيث لن يكون ضمن قائمة ال 18 بسبب الإصابة التي عاودته بعدما شفي في وقت سابق، مما يجعل الجزائريين يتحسرون على غيابه بالنظر لوزنه في الفريق، وقدرته على التوغل انطلاقا من وسط الميدان، بالإضافة إلى قدرته على الحصول على مخالفات كثيرة، بفضل مراوغاته وقدرته على الإحتفاظ بالكرة، ما يضطر المنافسين إلى ارتكاب أخطاء عليه، وبالتالي، الإستفادة من مخالفات خطيرة· زيادة على ذلك، فإن حظوظ عنتر يحيى في المشاركة تبقى ضئيلة رغم تعافيه من الإصابة، خاصة وأن الناخب الوطني أكد خلال تصريحاته أن اللاعب يعاني من نقص كبير في المنافسة، وأن إقحامه أمام نجوم مالي، مثل كانوتي، ديارا، وكايتا لن يكون في صالحه، وقد يؤدي إلى مضاعفات في إصابته، وبالتالي سيحدث مشاكل كبيرة مع نادي بوخوم، كما سيؤثر على مشوار اللاعب في بقية مباريات البطولة الألمانية، وقد يحرمه في حالة حدوث مضاعفات في الإصابة حتى من المشاركة في كأس العالم. سعدان مطالب بالتعامل مع معطيات اللعب ومن الجانب التكتيكي، فإن المدرب الوطني رابح سعدان سيكون اليوم أمام تحد كبير ليثبت أنه مدرب قادر على رفع التحديات ومواجهة الصعوبات، خاصة وأن الظروف التي ميزت المباراة السابقة ستزول اليوم، ومن هذا المنطلق، فإن مهندس تأهل ''الخضر'' إلى المونديال سيكون مطالبا اليوم بتوظيف كامل أوراقه للخروج بفوز مهم، وهذا لن يكون سوى بالتعامل مع كل فترات اللقاء ومع المستجدات في حينها، خاصة وأن الخصوم درسوا طريقة لعب المنتخب الوطني جيدا، وأعدوا الخطط اللازمة لكبح اللاعبين داخل الميدان، فالتنويع في اللعب والإعتماد على الخطط البديلة بات إجباريا أمام منتخبات تعرف كل صغيرة وكبيرة على طريقة لعب ''الخضر''·