عبرت العائلات القاطنة بالبيوت الفوضوية بحي «كازناف» في السمار، عن المعاناة التي يعيشونها تحت صفائح «الترنيت» التي أضحت لا تحميهم من الاضطرابات الجوية، حيث تصل درجة الحرارة في فصل الصيف داخل البيوت الى 60 درجة مئوية تقريبا لتنخفض في فصل الشتاء إلى ما تحت الصفر، علاوة على التلوث البيئي الذي بات يهدد صحتهم بالأمراض الخطيرة. وعليه، أعرب سكان ذات الحي عن شدة استيائهم حيال هذه الظروف القاسية التي يتجرعون مرارتها لمدة طويلة، أين صرحت إحدى القاطنات على أنهم يتكبدون معاناة العيش قي ظل انعدام بيوت تؤويهم من الظروف القاسية، مضيفة أنهم لا يمكنهم النوم خوفا من لدغات الحيوانات الزاحفة والحشرات المتنوعة التي أصبحت تعتري تلك الصفائح، بالإضافة إلى الأمراض الناجمة عنها، كما أفاد آخرون في خضم تصريحاتهم أنهم يعانون من البرد القارص خصوصا خلال الفصل الشتوي، حيث تكون الدرجة المئوية دون الصفر قائلين «أن قارورات غاز البوتان لا تكاد تكفي للطهي وما بالكم للتدفئة»، أما في فصل الصيف فترتفع درجة الحرارة إلى حوالي ستين درجة مئوية، وما عكر مزاج حياة شباب الحي هو معاناتهم اليومية نتيجة غياب أولويات الحياة، والتي تتمثل في انعدام مياه الشروب مما يضطرهم إلى شراء صهاريج المياه التي أصبحت تكلفهم الكثير، ويزداد تذمرهم بشدة من هذا الوضع المزري بحلول موسم الحر أين يعانون الجفاف -حسبهم-. وأبدى المتحدثون امتعاضهم الشديد بسبب التلوث البيئي الذي أصبح يتربص بحيهم نتيجة انتشار القمامات التي تنبعث منها الروائح الكريهة، مضيفين أن حيهم تنعدم فيه المنشآت القاعدية الكفيلة برفع الغبن عنهم، كما أعربوا عن غرابة الأمر المتعلق بأن بلدية السمار، تعد حسب الترتيب بالمستوى الأول في الجزائر، من حيث الأحياء القصديرية، إلا أنها لا تستفيد من الحصص السكنية فيما يخص القضاء على البنايات الهشة -على حد قولهم-. وفي هذا الصدد، يطالب سكان حي «كازناف» الجهات الوصية في إعادة النظر إلى الظروف المعيشية القاسية، كما يناشدون هذه الأخيرة لإجلائهم لسكنات لائقة تؤويهم وتحميهم من هذا الواقع المرير الذي يتكبدونه لسنين طويلة.