عرفت درجات الحرارة نهاية الأسبوع ارتفاعا كبيرا، حيث وصلت إلى 40 درجة مخلّفة وراءها هواء ساخنا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الضغط الجوي خاصة بالعاصمة، في ظل الارتفاع العالي للرطوبة في محيط المدينة الأولى في البلاد. يعاني قاطنو البيوت القصديرية الأمرّين من شدة الحر الذي ساهم في إدخالهم دوامة منهكة خلال الفترة القليلة الماضية، وعبرت الكثيرات من ربات البيوت عن خوفهنّ وامتعاضهنّ جراء ما يكابدنه من وضع مزر داخل بيوت الصفيح التي تتشكل أسقفها من «الزنك» و»الترنيت»، حيث يُعتبر الأخير المصدر الإشعاعي الأول للحرارة ناهيك عن حالة الطقس التي تأزمت كثيرا خلال الأسبوع الماضي. وتحولت بيوت الصفيح إلى أفران ملتهبة حسب ما أكدته لنا معظم العائلات التي تسكن القصدير بالعاصمة على غرار قرية الشوك وديار الخدمة وغيرها، وركّز أصحابها على أنّ بيوتهم الفوضوية أضحت كارثية صيفا كما في الشتاء، ما جعل البيوت الأشبه بالحاويات تتحول إلى أفران حامية غير قابلة للعيش فيها، ويضيف هؤلاء أنّ كلا الحالتين أصبحت الحياة فيهما مستحيلة، وعنوانها القهر والمعاناة القاسية دون نيل أدنى اهتمام أو التفاتة من السلطات المحلية، وعليه أوضح سكان الأحياء القصديرية أنّ مخاوفهم تتفاقم خوفا من تفشي الأوبئة والأمراض. من جهة أخرى، ساهمت الحرارة المرتفعة في انتشار الحشرات الضارة بشكل رهيب سيما الروائح الكريهة الناجمة عن النفايات المتراكمة، مثل ما هو الحال في حي قرية الشوك القصديري ببلدية جسر قسنطينة الذي أصبح مفرغة عمومية للأوساخ، إضافة إلى ذلك انبعاث الروائح المقززة من قنوات الصرف الصحي المبنية بطريقة فوضوية، مما أدى بها إلى الانكسار وحدوث فيضانات منها تسربت إلى البيوت كحي بن بولعيد 13 التابع لبلدية بوروبة، وفي هذا الفصل وتزامنا مع العاصفة الشمسية فإنّ العطش أصبح يؤزم السكان الذين يعانون الأمرين في سبيل الحصول على هذا المورد الحيوي، سيما بعد اختلاط المياه الصالحة للشرب بالمياه القذرة كما هو الحال في مزرعة بوروبة. وفي هذا الصدد يرفع أهالي الأحياء القصديرية صرخاتهم إلى السلطات المعنية لإيجاد حل أسرع يقيهم شر هذه الكوارث.