دخلت قطر على خط المفاوضات السرية الجارية مع حركة أنصار الدين المسلحة بشمال مالي، وذلك بالتنسيق مع فرنسا التي تبحث عن خروج آمن من هذا المستنقع وتخفيف أضرار التدخل العسكري. وأكدت مصادر أمنية لوكالات أنباء أمس إن «أعيان قبيلتين من جنوب ليبيا مقربين من قطر قدموا من ليبيا قبل أيام إلى شمال مالي بعد أن حصلوا على رخص مرور أمنية من القوات المالية والفرنسية، وزاروا بعض أعيان حركة أنصار الدين في مخابئ ومواقع عسكرية في شمال مالي، وأن الوفد الليبي قدم عرضًا قطريًا لأنصار الدين بالوساطة لحل النزاع. وذكرت نفس المصادر أن الوساطة القطرية في النزاع شمال مالي جاءت بطلب مباشر من قصر الإيليزيه، وأضاف أن فرنسا تنسق مع القطريين لتأمين خروج سلس من شمال مالي، وهذا لن يتم إلا بتحييد دور الحركة الأقوى عسكريا وهي جماعة أنصار الدين، وأكد شهود عيان بشمال مالي أن سيارات دفع رباعي نقلت مؤخرًا 3 من أعيان جنوب ليبيا ومنهم الشيخ بشيش عبيدي (من أعيان قبيلة الزنتان الليبية)، حيث شوهدوا في مدينة كيدال شمال مالي». وفي السياق تكون قطر حسب نفس المصادر فتحت اتصالا مباشرا مع أمير حركة أنصار الدين، إياد غالي في إطار مفاوضات سرية تجري لتحييد الحركة عن الصراع الدائر حاليا بين الجيش المالي والقوات الفرانكو (فرنسية) إفريقية من جهة، وبين القاعدة وحلفائها الرئيسيين في شمال مالي ومن ضمنهم حركة أنصار الدين، ويتضمن الاقتراح القطري أن يحصل مقاتلو حركة أنصار الدين على عفو عام مع إمكانية دمجهم في أية قوة أمنية تنشأ في المنطقة في المستقبل بعد استتباب الوضع الأمني، كما يتضمن أيضا حصول كبار قادة الحركة وعلى رأسهم إياد غالي على العفو أيضا وحق اللجوء السياسي مع إمكانية الإقامة في إقليم أزواد.