الذي يسير هذه الايام في مختلف طرقات الاحياء بمدينة سكيكدة، المهترئة التي توجد في وضعية متقدمة من التخريب، يخيل للمرء انه يسير بإحدى القرى التي تعتمد ميزانيتها على ما تجود به الولاية، وتفتقر الى مداخيل اخرى كفيلة برفع الغبن على ابناء "روسيكادا" التي تعيش القرون الوسطى بمختلف النواحي، فالأرصفة ان وجدت بحكم الاستيلاء عليها من قبل تجار شرعيين او غير شرعيين في أغلب احياء المدينة، فكل التجار دون استثناء استولوا على الارصفة وجزء من الطريق بوضع سلعهم امام المحل بالشارع، وترك المحل كأنه مستودع لا غير، اضافة الى التجار الفوضويين الذين عجّت بهم الطرقات بأعداد اكثر من المشترية، استولوا على باقي الارصفة والطرقات في حد ذاتها، ليتحول الامر الى ديكور ممل، وعراك شبه دائم بينهم وبين المارة من الراجلين او مستعملي السيارات التي استحال عليها المرور بحرية بوسط الشوارع، أو التوقف عندها اما أصحاب المحلات فيمنعون غير سياراتهم من التوقف امام محلاتهم وكان الامر يتعلق بملكيتهم،، واما للمواقف المتكاثرة كالسرطانات بأغلب الاحياء دون رقيب من قبل اجهزة الدولة الغائبة على طول الخط، تاركة المواطن يعيش الأمرّين بسبب هده التصرفات، خصوصا للفوضى واللا أمن والكلام الفاحش أمام مساكنهم. والشيء الغريب الذي يلاحظه كل زائر للوهلة الأولى لبعض الاحياء بمدينة سكيكدة، التي غابت عنها شرطة العمران، ومصالح البلدية التي هي في سبات عميق، وعلى ما يبدو انها لن تستفيق خلال هذه العهدة الجديدة، التقليعة الجديدة بحجز مكان في الشارع بوضع متاريس حديدية بعد تخريب الارضية، وسلاسل وتثبيتها بالإسمنت، حتى يتسنى توقيف سيارة ذلك المحظوظ المتعدي على الملك العام، وكان البلدية هذه الايام توزع استفادات لاقتطاع مكان السيارات بالشوارع، وابرز مثال بحي برج حمام، أين أصبح كل من هبّ ودب يخصخص الشارع في غياب تام لمصالح الدولة، وبالأخص مصالح شرطة العمران. اماspan sty