استعاد المتحف الجهوي للمجاهد بمدوحة في مدينة تيزي وزو، أول أمس مآثر الشهيد البطل علي محمد محند أمقران المدعو «محند اويذير» من خلال وقفة تكريمية تاريخية نظّمت لنفض غبار النسيان عن نضاله الثوري الذي انطلق فيه بالانخراط في نجم شمال إفريقيا بالمهجر وعمره لم يكن يتجاوز 20 سنة. واصل الشهيد جهاده في السر بانضمامه إلى صفوف حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1945 داخل الوطن حسب شهادة ابنته، ما سبّب له العديد من المشاكل مع السلطات الاستعمارية، وأضافت محدّثتنا أن والدها بعد عودته من ديار الغربة في فرنسا كان يصوم مدة 14 سنة متتالية ولا يفطر إلا في الأعياد حتى يكفّر عن السنوات التي أمضاها في فرنسا بعدما استشار الشيخ سحنون عالم في الدين وأفتاه بقضاء ما أفطره فقط. جاهد الشهيد في سبيل الله والوطن وهو صائم إلى غاية استشهاده، حيث عاد المشاركون من أفراد عائلته وأصدقاء دربه النضالي في هذه الوقفة التكريمية إلى استذكار أعمال الرجل الذي أنهك فرنسا ماديا ومعنويا بعد حمله للسلاح وعمل رفقة أصدقائه المجاهدين تحضيرا، لإشعال لهيب الثورة التحريرية المظفّرة وهو في عزّ شبابه. وأضافت ابنة «محند ايذير» بأن والدها كان يجاهد في سبيل الوطن مع زوجته، وكلّف عند انطلاق الثورة في الفاتح نوفمبر 1954 بمهمّة تحسيسية بالمنطقة بحيث أصبح يجمع الأموال والسلاح والذخيرة، كما ساهم في إقناع وتجنيد العديد من الشباب في صفوف جيش التحرير الوطني تحضيرا لاندلاع الثورة التحريرية المسلّحة في سريّة تامة خوفا من أي وشاية، وقد كرّس بيته في أواخر شهر أكتوبر 1955 لاستقبال قائد المنطقة الثالثة كريم بلقاسم ونائبه سي ناصر وسي اعمر آث الشيخ ورفقاء آخرون تنقلوا معهم، وساهم الشهيد في تكوين خلايا الجبهة وتنظيم العمليات التخريبية ضد المصالح الفرنسية. استشهد علي محمد محند أمقران رفقة رفيقه سي اعمر آث الشيخ ومجاهدين آخرين يوم 11 أوت 1956 عندما كانوا متواجدون بدوار «إيتسوراغ» يتاهّبون للتنقل إلى منطقة ايفري باوزلاقن للسهر على سلامة مجريات مؤتمر الصومام الذي انعقد في سريّة تامة. ومن جهة أخرى، ذكر احد أفراد عائلة الشهيد علي محمد محند أمقران أن المسؤولين في بلدية ايبودرارن التي ينحدر منها، رفضوا منحهم حافلة تقلّهم إلى المتحف الجهوي للمجاهد بمدوحة في تيزي وزو لتنظيم الوقفة التكريمية للشهيد «علي محمد» من دون أي سبب شرعي، وذكر مصدرنا أن بلدية آث يني وإيعطافن وقفوا معهم وساندوهم بمنحهم عدد هام من الحافلات التي من المفترض أن توفّرها البلدية التي أرادت من خلال هذه العملية وقف عجلة التاريخ والإساءة إلى شخصية الشهيد الذي كان من بين أوائل مفجّري الثورة التحريرية المظفرة بالمنطقة بانضمامه إلى صفوف حزب الشعب الجزائري، وحركة انتصار الحريات الديمقراطية قبل سقوطه في ميدان الشرف بتاريخ 11 أوت 1956 بالقرب من قرية «إيبلقيسن» في إيفري ببجاية.