نظمت المنظمة الوطنية للمجاهدين، بالتنسيق مع متحف المجاهد بمدوحة في ولاية تيزي وزو، يوما تكريميا لروح المجاهد الراحل "الرائد حامل لعمارة" الضابط ثاني قائد المنطقة الثالثة وأحد المنظمين للثورة التحريرية المظفرة، كما تقلد عدة مسؤوليات، حيث أشرف على الحفل التكريمي الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو، إلى جانب المجاهد آيت أحمد وعلي عضو بالمنظمة، بحضور السلطات المحلية للولاية والعائلة الثورية وأصدقاء المرحوم. كما تم بالمناسبة، توزيع ميداليات استحقاق على المجاهدين زحزوح محمد وبوسام مهدي. حامل لعمارة من مواليد 15 أوت 1917 بقرية آيت لحسن ببلدية آث يني بولاية تيزي وزو، من عائلة ميسورة الحال، سعفه الحظ في مزاولة دراسته الإبتدائية في مسقط رأسه، قبل أن يتجه إلى الجزائر العاصمة ليتكون في مدرسة المعلمين ببوزريعة، أين تخرج منها مدرسا. عاد بعدها إلى الديار ليوظف كمعلم في عدة مدارس إبتدائية، من بينها "تيڤمونين" بواسيف، أين اشتغل مديرا ومدرسا في نفس الوقت. ونظرا لثقافته ومستواه العلمي ووعيه السياسي، فإنه لم يتردد قط في العمل السري والإسهام في مساعدة جبهة التحرير الوطني، وذلك بعد اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954. إيمانه القوي بالنظال والكفاح المسلح، جعله يفتح منزله للمجاهدين لعدة مرات، لكن سرعان ما قبض عليه بعد وشاية للعدو في أواخر 1956 وانتهى به المطاف في سجن تيزي وزو. أطلق سراحه في 05 فيفري 1957، ليلتحق نهائيا بالجبل بنواحي تاخوخت وعمره 40 سنة مع رفقائه، على غرار غانس محمد المدعو "سي قاسي أفرملي"، تاركا وراءه زوجته وبناته السبع. كان مساره في الثورة من باب المسؤوليات محافظا سياسيا، ثم سرعان ما تمت ترقيته إلى رتبة ملازم أول بالناحية الثانية المنطقة الثالثة من الولاية الثالثة التاريخية إلى غاية سنة 1959، بعدها عين أمينا عاما بمركز قيادة الولاية برتبة ضابط أول خلفا للكاتبين عميود إسماعيل وحدوشي موح الوناس، اللذان سقطا في ميدان الشرف في سبتمبر 1959، ويلتحق هكذا باللجنة الولائية التي كان يرأسها العقيد سي محند أولحاج المدعو "أمغار" قائد الولاية. أشرف على الأمانة حماية الوثائق، إيصال التعليمات رقابة أمانات المناطق حتى أفريل 1960. كان لسقوط الضابط الثاني حليش حسين في ميدان الشرف في 07 مارس 1962 الأثر الكبير على القائد وقيادة الولاية، ما دفع بمجلس الولاية أن يقرر في حق الأمين المؤتمن أن يتولى زمام قيادة المنطقة الثالثة بترقيته في 15 مارس 1962 إلى رتبة ضابط ثاني، ليترك سي لعمارة مقر الولاية ويلتحق بمنصبه الجديد على رأس المنطقة الثالثة من الولاية الثالثة التاريخية، كما ترأس لجنة العمل للمحادثات مع الطرف الفرنسي إلى غاية جوان 1962.