ذكرت مصادر مقربة من الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني علي بن فليس، أن قراره بالترشح للرئاسيات القادمة حسم مؤخرا بدخوله السباق، ولم يبق فقط سوى تحديد التوقيت المناسب لإعلانه بعد استدعاء الهيئة الانتخابية والمحددة قبل 90 يوما من تاريخ الاستحقاق . وأوضحت ذات المصادر بشأن الغموض الذي يلف قضية ترشح رئيس الحكومة الأسبق والمرشح لرئاسيات 2004 خلال الانتخابات القادمة، بأنه ليس هناك تردد من جانبه بشأن دخول السباق لأن مسألة ترشحه حسمت نهائيا لصالح خيار المشاركة ويبقى فقط توقيت إعلان ذلك. وبشأن موعد إعلان الترشح، ذكر مقربون من بن فليس أن ذلك لن يكون في القريب العاجل كما يتوقع البعض، ولعدة اعتبارات سياسية قد يتأجل الأمر إلى نهاية السنة الجارية لكن التحضير لذلك انطلق فعلا على عدة مستويات. حيث تم تنصيب اللجان المساندة لترشحه عبر 48 ولاية، و كذا توسيع العمل التنسيقي على مستوى المنظمات و الجمعيات وكذلك الأحزاب المساندة له. وكان بن فليس قد صرح مؤخرا للصحافة على هامش الذكرى الأولى لوفاة المحامي عمار بن تومي، في أول ظهور إعلامي له أنه سيعلن قريبا موقفه من الرئاسيات دون أن يحدد تاريخا لذلك. وأوضحت ذات المصادر أن رئيس الحكومة الأسبق بحكم تجربته كمرشح خلال انتخابات 2004، لن يتسرع في إعلان ترشحه في ظل غموض الأمور في الساحة السياسية، وسيكون ترسيم دخوله السباق بعد تحضير ذلك بصفة جيدة، كعقد تحالفات وجس نبض الشارع بصفة دقيقة بشأن مدى القبول الشعبي الذي يحظى به. ووفق نفس المراجع فإن الأمين العام الأسبق للأفلان لن يدخل السباق قبل وضوح الرؤية السياسية جيدا، سواء بالنسبة لتاريخ إجراء الانتخابات، أو بشأن الظروف التي تجري بها وضمانات نزاهة الاقتراع القادم . وبخصوص توقع الحزب العتيد من ترشحه يقول نفس المصدر، لا يمكن إنكار أن قطاعا واسعا من المناضلين وحتى قيادات الصف الأول في الافلان تساند ترشح بن فليس وإن لم تعلن ذلك صراحة . وأوضح، يجب التأكيد أن هناك تيار في الحزب العتيد مازال لم يقل كلمته، وهو ملتزم الصمت حاليا، رغم رفضه طريقة وصول سعداني للقيادة، ويحتفظ بالرد للوقت المناسب.