ذكرت مصادر مطلعة من قيادة جبهة التحرير الوطني، أن هناك أزمة صامتة بين الأمين العام الجديد للحزب عمار سعداني والمكتب السياسي الجديد، وسط غياب تنسيق منذ تنصيبه خليفة لبلخادم. وذكرت المصادر أن الأمين العام الجديد للأفلان، الذي توارى عن الأنظار بعد تنصيب المكتب السياسي الجديد، فضّل العمل منفردا في إدارة شؤون الأفلان وسط حيرة من الأعضاء الجدد في القيادة الذين لم يجدوا تفسيرا لغياب التنسيق بين الجانبين. وأشارت مصادر قيادية في الحزب إلى أن عمار سعداني، الذي لم يستشر أي عضو في المكتب السياسي كل في مجال عمله خلال النشاطات أو التصريحات التي يقوم بها منذ حصوله على المنصب، يطرح عدة تساؤلات عن طريقة العمل التي انتهجها خليفة بلخادم. وأوضحت أن التصريحات الإعلامية وحتى الحوارات التي يجريها سعداني باستمرار لم يكن لأمانة الإعلام أي علاقة بها، حيث يقوم الأمين العام بنشاطاته الإعلامية منفردا، في الوقت الذي كان من المفروض أن تمر طلبات اللقاءات الصحفية وحتى تنظيم مؤتمرات عبر أمانة الإعلام التي يقودها سعيد بوحجة. كما كشف قياديون في الحزب العتيد أن الندوات الجهوية التي أشرف عليها الأمين العام مؤخرا في كل من باتنة وسيدي بلعباس وحتى في البليدة، نظمت دون تنسيق بين المكتب وسعداني الذي لوحظ أنه يتوجه دون مرافقة أي من أعضاء المكتب لهذه الندوات ودون تنسيق مسبق معهم خاصة أمانة التنظيم. وأثارت تشكيلة المكتب السياسي التي نصبها سعداني غداة تزكيته خليفة لبلخادم عدة تساؤلات داخل الأفلان وخارجه حيث تضمنت أسماء معروفة بمواقفها المعارضة له وحتى سلفه بلخادم. ودافع الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عن تشكيلة أعضاء المكتب السياسي التي اختارها مشدّدا على أن من يتهمونه بتعيين 11 عضوا من الموالين للأمين العام الأسبق، علي بن فليس، إنما يقدّمون أفكارا غير حزبية، موضحا أن الاختيار الذي تمّ هو اختيار مبني على معايير موضوعية، بناء على سنوات النضال والتجربة في الحزب لا أكثر ولا أقل، ونفى وجود أي اعتبارات أخرى غير هذه.