فشل نادي بارادو أول أمس في تحقيق ما كان يصبوا إليه من وراء استقباله مولودية بجاية بملعب حيدرة برسم الجولة الثانية من البطولة، وهذا بعدما تكبد أشبال المدرب دريد ثاني هزيمة لهم على التوالي بعد هزيمة الجولة السابقة أمام شبيبة الساورة، لكن بأداء جد متواضع سرب الشك إلى نفوس محبي الفريق بقدرة رفاق مداحي على رفع التحدي والصمود في بطولة هذا الموسم، بالنظر إلى السهولة التي وجدتها عناصر تشكيلة الموب في حسم نتيجة اللقاء لصالحها بثلاثة أهداف لهدف واحد، في مواجهة أكدت على ضعف تعداد الباك على مستوى الخطوط الثلاثة للتشكيلة. الأداء أمام الموب ينذر مسبقا بحلول الكارثة وإذا كان البعض قد برر الإخفاق الأول في البطولة في الجولة السابقة أمام شبيبة الساورة بالحرارة الشديدة التي جرت فيها المباراة، فإن محبي الباك يكونوا قد تأكدوا في مواجهة أمسية أول أمس أمام الموب أن الفريق لا يضم في صفوفه الأسماء التي يمكن الاعتماد عليها لبلوغ الأهداف التي حددتها الإدارة بالتنافس على الأدوار الأولى، بل أن مواصلة الظهور بنفس الأداء في المواعيد الرسمية القادمة ينذر مسبقا بحلول الكارثة، وهذا بالنظر إلى النقائص العديدة المسجلة على مستوى الخطوط الثلاثة للتشكيلة والأخطاء الجسيمة التي وقع فيها رفاق القائد براهيم بن عاشور طيلة ال 90 دقيقة التي كانوا فيها أبطالا لمهزلة حقيقية. وبالعودة إلى تفاصيل المواجهة، فإن ملامح هزيمة الباك لاحت في الأفق منذ الدقائق الأولى من زمن المباراة، وهذا في ظل الصعوبة التي وجدها أشبال المدرب دريد في دخول المباراة عكس الزوار الذين دخلوا اللقاء دون مقدمات وتمكنوا بعد عشر دقائق فقط من افتتاح باب التهديف، وواصلوا فرض سيطرتهم حتى بعدما تمكن المهاجم بن عاشور من تعديل النتيجة، حيث اتسم أداء لاعبي الباك في ال 45 دقيقة الأولى بالعشوائية وسوء التركيز، وغياب التنسيق بين اللاعبين بدليل أننا لم نسجل أي عمل جماعي أو ثلاث تمريرات متتالية على الأقل تؤكد وجود الانسجام بين الخطوط الثلاثة للتشكيلة عكس الضيوف الذين كانوا الأفضل من ناحية الجماعية. رحموني كسب المعركة التكتيكية في الشوط الثاني وفي الوقت الذي كان يترقب الجميع عودة الباك خلال المرحلة الثانية، فإن العكس هو الذي حدث تماما، وهذا بفضل حنكة مدرب الموب مراد رحموني الذي تفوق تكتيكيا على نظيره من الباك، بعد التعديلات التي قام بهامن خلال تعزيز خط الهجوم ووسط الميدان بإقحامه كل من رحال والعرفي على التوالي، وهي التغييرات التي أتت بثمارها بدليل أن الضيوف تمكنوا من إضافة هدفين كانا كافيين للنيل من عزيمة مداحي ورفاقه، الذين حاولوا في الربع ساعة الأخيرة العودة في النتيجة، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل أمام الانتشار والتنظيم الجيد للزوار فوق أرضية الميدان. الموب استثمرت جيدا في الأخطاء الدفاعية وإذا كان رحموني قد حسم المعركة التكتيكية لصالحه أمام نصر الدين دريد، فإن النقطة المهمة الأخرى التي تجدر الإشارة إليها والتي تسببت وبصفة مباشرة في هزيمة الباك أول أمس، هي الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها عناصر الخط الخلفي ل الباك والتي استثمرت فيها عناصر هجوم الموب بشكل جيد بدليل الثلاثية التي هزت شباك الحارس بن شريفة، حيث كان أداء رباعي خط الدفاع بقيادة قربوعة دون المستوى وهذا بشهادة مدرب الموب الذي لم يتوان في التأكيد لنا عقب نهاية اللقاء أنه لم يكن يتوقع أن يجد مهاجموه تلك السهولة في إختراق دفاع الباك الذي أعاب عليه رحموني ثقل تحركاته وسذاجة عناصره الزائد عن اللزوم خصوصا على هذا المستوى.